محمد الشريف …لا تذبحوا الناقة
إن سنن الله في الأرض لا تحابي أحدا ،فمن أخذ بأسباب العلم تقدم ، ومن أخذ بأسباب القوة ساد ،ومن لم يتعظ بغيره هلك ، لقد أهلك الله فرعون غرقا لأنه تأله وعلا ، وأهلك النمرود ضربا بالنعال لأنه تأله وبغي ، وأهلك عادا الأولي قال تعالى:( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )،ثم كان هلاكهم (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )، وكذلك ثمود لما كذبوا صالح ،بعد الآيات جاء سفيههم وأراذلهم يدبرون لذبح آية الله وهي الناقة ، فكانت هذه الخاتمة الرهيبة أهلكوا وكانوا عبرة للعالمين ، قال تعالي :- (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ) ، فرمي أشقاهم الناقة ، لم يرم الناقة ولكن رمي الطهر والإنسانية في مقتل ، لقد أثار الغضب الإلهي ، قال تعالي:{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الحجر، وكما ذكر الله قصة هلاك عادا الأولي ، فلابد للفظة الأولي في اللغة العربية أن يكون بعدها الثانية ، فهل عاد الثانية هي أمريكا والغرب الذين أفسدوا في الأرض ، ونشروا كل أنواع الفساد ، قد يكون كورونا صرخة أم تحتضن طفلها تحت جدار انهدم من آثار قنبلة الزلزلة الأمريكية ، أو دمعة شيخ مقهور في شمال سوريا ، أو دعوة حرة إجبرت ،أو صرخة ليث من هول ما رأي من مذلة أمته ، أو دمعة نبته أهلكها النابالم الأمريكي أو يتامي هدهم الجهد والجوع من الحصار في العراق ، أم مكلوم سرطنته المحاجر الفرنسية التي تستخرج اليورانيوم المشع دون أي احتياطات سلامة في أفريقية الوسطي والسنغال ، أو حرة في تركستان تعاني ذل البوذيين ، أو مسلم أحرق في محرقة الهندوس عباد البهائم في كشمير ، إن العاقل من يتعظ بغيره ، والغبي كالدابة التي تُربط ثم تُحل لا تدري لم ربطت ولم حُلت ،والمؤمن كيس فطن يتعظ ويرعوي ، فلنعد لله ،وهو سيكفينا ، وكل واحد منا عنده ناقة صالح ، أي نعم كثيرة ،وكذلك ذنب يعرفه ، فلنطهر أنفسنا ولنجأر إلي الله بالدعاء ،والتوبة ولا نذبح الناقة ، حتي لا نثير نقمته ،قال تعالي :(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).
التعليقات مغلقة.