محمود درويش بين التمجيد والتخوين
بقلم نادي جاد
ما أن خرج أحد الشعراء الفلسطينيين ليكشف أن لمحمود درويش ولد من امرأة متزوجة حتى قامت الساحة الأدبية ولم تقعد .البعض يرفض الاتهام ويفنده والبعض يؤيده ويؤكده. اما الفريق الثالث فيقول انه حتى لو كان الاتهام صحيحا فلابد ان نضع خطا فاصلا بين حياة الاديب الخاصة وحياته العامة . واعتقد ان هذه الوسطية هي الأقرب إلى القبول . من يستطيع أن يقلل من شأن جان جينيه وقد كان وباعترافه هو لصا و لوطيا ، وهل كون ارتير رامبو مثليا وافاقا يقلل من عظمة شعره؟ وقد كان بلزاك سكيرا ومخادعا لكنه يظل الروائي العظيم والأمثلة كثيرة وكثيرة لعل أقربهم إلى عصرنا هو فيتز جيرالد مؤلف جاتسباي العظيم والذي حقق شهرة واسعة في العالم كله وهو لم يتعدى السابعة والعشرين وقد شهد له اليوت وهيمنجواي وقد كان سكيرا، وقد قال هو عن نفسه ؛” انا سكير وعربيد”
بهذا المنطق فإن الحياة المترفة التي عاشها محمود درويش في امريكا ما بين كأس ونديم، وقصة حبه مع فتاة يهودية هي ريتا لا يقلل من شأنه كشاعر عظيم
ولكن…..
محمود درويش صاحب قضية والكتاب أصحاب القضية لا يحاربون عنها بالوكالة فلوركا لم يهرب من اسبانيا ويحارب من الخارج بل أعدم وهو يغني
سأظل احبك بعد أن أموت
من قال أن الموت نهاية الحياة
والشاعر الانجليزي الكبير لورد بايرون عندما تبنى القضية اليونانية لم يكتف بأن يكتب شعرا يؤيد فيه اليونانييين في حربهم ضد المستعمر التركي ، وإنما سافر إلى اليونان وحارب مع الثوار وباع قصره الذي ورثه عن عمه والضيعة الواسعة أيضا وقدم ثمنهما لليونانيين ليشتروا به أسلحة وذخائر ثم مات بالحمي بالقرب من أثينا ولم يتجاوز الثلاثين بكثير. اما شاعرنا الكبير فقد غنى لحيفا ويافا، غنى للزيتون الحزين والبيارات الاسيرة وهو جالس على الشاطئ أو على موائد الاصدقاء في مانهاتن ونيو جرسي ورغم ذلك نال من التقدير مالم ينبه شاعر فلسطيني آخر حتى صنعوا منه ايقونة الثورة ..رحم الله محمود درويش فهو حديث المجالس حيا وميتا
التعليقات مغلقة.