مخاطبة الله للكاتب عبدالله عبدالإله باسلامه اليمن ذمار 2020م
مخاطبة الله للكاتب عبدالله عبدالإله باسلامه اليمن ذمار 2020م
أسلم عامل فلبيني بعد أن جاء إلى اليمن، وبعد فترة من الوقت قال :
(( The best thing in islam is to talk to allah direct )).
(( أفضل شيئ في الإسلام هو أنك تخاطب الله مباشرة ))
ببساطة وثقة، إيمان تغلغل بهدوء، ويقين ترسخ واستحكم بجدران القلب، وجوانح الروح ؛ فشعر الرجل بقربه من ربه،أخذ يخاطبه ، ويحاوره ، يشكو إليه ويناجيه ، ثم يمسح على صدره ليهدئ من روعه لما يجده من زخم متدفق ، وانفعال متقد، ورهبة مختلطة بحبور وانتشاء كونه في حضرة الله !
لكن ..كيف وجد هذا الفلبيني (الله) ؟
وكيف يخاطبه وهو لا يعرف من أسماء الله الحسنى غير ( الله )؟! ولم يقرأ كتب الحديث، ولا اطلع على فقه الأئمة، أو تفسير بن كذا وكذا ، وسير ومغازي بن كذا وكذا، وعلم وفتاوى بن كذا وكذا …….
فكيف وصل إلى الله ؟ وكيف عرف الطريق التي نبحث عنها ولم نجدها نحن العرب ؟!
ذلك الطريق القريب الواضح البسيط الذي سلكه فلبيني لا يعرف عن الله غير أنه الله !!
فيما لجأنا نحن إلى الخريطة بعد أن ضيعنا الطريقة ؛ فتعقدت الإشارات، وتشابكت الطرقات (عناوين ومذاهب وحركات وأفكار… ) وتعرجت المسالك، وتباعدت المسافات، فلجأ الناس إلى المختصرات، مقامات وأضرحة ، وزيارات وأوشحة ، ودعوات وادعاءات، وكتب ومؤلفات ، منشورات وكتيبات… من أجل أن ترسم وتحدد لنا كيف ندعو الله ؟ وماذا نقول ؟ وكيف وماذا ندعو حين ندعو ؟ وبأي هيئة وفي أي ساعة؟ وما يجب ومالا يجب قوله ووو …..وهكذا أضعنا الطريق إلى الله ، فأصبحنا نسأل بلاعمل، ونرجو ما لا نستحق بلا خجل، وندعوا بوهن الأمل ، نردد فقط الأثر والمأثور بلا تأثر .
وعجزنا أن نكون مثل هذا الفلبيني الذي توضأ، وصلى ركعتين، ثم خاطب ربه ماشاء له أن يخاطبه ؛ موقن أن الله حاضر يسمعه وهو يسمعه، وتكلم مع ربه كيفما شاء لأنه يعلم أن الله قادر وهو وحده من يفهمه، وقريب منه لدرجة يكاد فيها أن يراه وهو بالفعل أقرب إليه من نفسه، لذلك أدرك أنه يخاطبه مباشرة وجها لوجه .
التعليقات مغلقة.