مدائن الأشواق
وائل هيبة
في ليلةٍ كنا نسيرُ مع السحرْ
فإذا بهِ نزلَ القمرْ
لما استدرتُ رأيتهُ
كالحبِ قد صار الجمالُ
به كما خُلِقَ البشرْ
من تلكَ يا ربَ الورى
أتكون من حور السما
وأنا جهلتُ الحورَ في أوصافها
والجانُ لا يصل الجمالُ به
لذاك المستقرْ
أو ربما حلمٌ أتي في يقظةٍ
أو تَكَشَّفَ للفؤادِ مجاهلٌ
ما كان يبلغها البصرْ
يا ويحَ عقلي
ما الذي يجنيهِ من ترحالهِ
والقلب تتبعه المشاعر بالسفرْ
لمدائنِ الأشواقِ في أكوانها
تُبْكِي الأحبةَ عندما يقسو القدرْ
تلكَ المدائنُ أقفرت حصباؤها
وأَحَبَّ ساكنها البقاءَ وما هجرْ
ماذا دهاكَ وقد علمتَ سماءها
من طارَ فيها هائماً
أمسى على أيكِ الغرامِ
ولم يَطِرْ
والبحرُ فيها هادئٌ
لكنه بحرٌ مكيرٌ صائدٌ
والروحُ لا تدري بأن صفاءهُ
لا فُلْكَ فيه ولا بشاطئهِ مَقَرْ
وأنا قضيتُ العمرَ امشي ساكناً
وأخاف نبضَ العاشقين إذا أَمَرْ
والكأسُ لا أصبو لها
ولما بها
فالحلو فيها سائغٌ
والمرُ مُرْ
يا ليتها لم تأتني في ليلتي
يا ليتها من بين روحي لم تَمُرْ
التعليقات مغلقة.