مدينة الفضائل..
نجلاء شهاب
يقال أن إبليس وأعوانة كانوا يعيشون حالة من الضجر والملل ببعض المدن التي تعمها الفضائل والأخلاق. يضعون أيديهم اسفل أذقانهم، يتابعون الأحوال التي أماتتهم وجعلتهم بلا فائدة يعيشون على ذكرياتهم وعروشهم التي أنهارت يبكون ويرثون أنفسهم. حاولوا مرارً وتكرارً كي يذنب شخصاً واحداً بمدينة الفضائل. تلك المدينة التي أسسها رجال سلطة ودبن، كانت لا تُخطيء أبداً تحيا فيها الفضائل كما تحيا الأسماك داخل المياة.
كانت المدينة خالية تماماً من النساء، مثل ما أتفق رجالها، أن تحمل كل ما هو ذكوري فقط. لكن قابلتهم مشكله كبيرة ألا وهي؛ إنجاب أطفال تحمل الفضائل من بعدهم، وتكمل مسيرتهم وتعمر مدينتهم، فأقترح أحد الحكماء أن يتزوج عدد لا بأس به من الرجال، وليكن بعيداً عن المدينة، وافق الجميع فقد أشتاق من أشتاق ولم يبح يوماً. والبعض كان مجبر أن يعيش بلا إمرأة، وفقاً لمباديء مدينتهم. أقاموا مدينة صغيرة بجانب مدينتهم، لإقامة مراسم الزواج، حتي لا ينقضوا واحدة من سياسات مدينتهم. أعدوا كل ما يلزم لبناء وحدات تصلح لهذا الهدف وتنشئة جيل جديد من رجال يصلحون لمتابعة سياستهم ومدينتهم الفاضلة. مرت أيام وشهور وحملت النساء، وأنجبت الأطفال وكان المتبع بعد أن يتم الطفل عامة الثاني يعزل عن والدته.
ليبدأ تلقِ تعليمة من الصغر، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ولدت النساء الكثير من الفتيات. وكان هذا يتعارض مع سياسة الدولة. فالمدينة للرجال فقط، أقترح أحد العلماء أن يتم تعليم الفتيات أيضاً وأن يبقين داخل بلدتهن الصغيرة. مرت الأعوام سريعاً وبدأت الفتيات يكبرن وصوت لعبهن وضحكاتهن تصل لمسامع الرجال. بدأ البعض ينتبه لذلك.. وهناك من تلصص من خلف نافذته ولا أحد يجرؤ على إخبار أحد بذلك، لكن الجميع أصبح يفعل، وهنا بدأ أبليس ينفض التراب عن ملابسة ويغتسل بماء الخطيئة ليرتدي أجمل حُله لديه وربطة عنق براقة ويدعو جنودة لترك السبات العميق فقد حانت ساعة العمل، ليزاول كلاً منهم نشاطة من جديد.
خاطرة مدينة الفضائل
بقلم نجلاء، شهاب
التعليقات مغلقة.