موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مذكرات بريئة من وحي الواقع بقلم .. دعاء أحمد

438

مذكرات بريئة من وحي الواقع بقلم .. دعاء أحمد

يداعب ذاكرتى عطر من عبق طفولتى؛ فأتذكر جارتنا وصديقة أمى ويسميها إحساسى “ماما نادية”.. هى وأوﻻدها كانوا يدللوننى ويحبوننى جداً كنت شبه مقيمة معها، تعودت يومياً على أن يحملنى أحدهم لشراء الحلوى، وكل ما أريده من بقال مجاور لعمارتنا التى تطل على البحر.
كان وجه البائع بشوشاً ، ويسعد بطلتى عليه بوجهى الخمرى الفاتح وشعرى اﻷملس المنسدل على عينى الشقية، البراقة. ﻻ أعلم سر تدليل وحب من حولى لى ! لكن هذا الاهتمام ،أكسبنى عزة النفس ولم يفسدنى، ربما كان فقط سبباً لحساسيتى الزائدة التى أعانى منها .. اكتسبت مميزات جميلة من “ماما نادية”، فلم تكن تذكر أحداً إﻻ بالخير، كما اكتسبت منها القوة واﻹصرار واﻹخلاص واﻷمانة.
و ورثت ولعى بالروحانيات من أبى الشيخ الصوفى رفيق المقرئ “سيد عبد الشافى” والشيخ “محمد ياسين “، معظم أترابه من الشيوخ الأفاضل. كان يصطحبنى معهم كل جمعة للصلاة وسماع الخطب باﻷزهر الشريف وسيدنا الحسين وزيارة اﻷولياء الصالحين و غيرها وغيرها من الجوامع اﻷثرية الجميلة، كم أشعر بالراحة فيها ويداعب حواسى منها عطر نادر ينعش قلبى .. ولن أنسى السيد البدوى والطفل الجميل ويدعى”على”،كان ابن صديق أبى عندما صرخ أبوه وسط الزحمة بعد انتهاء الصلاة :

  • اتسرقت، اتسرقت..فلوسى اتسرقت.
    والولد بعفوية :
  • أتسرقت ازاى يا بابا وأنا لما طلبت منك حلاوة قلتلى معكش فلوس.
    ضحكت و قبلت الولد الجميل وأمسك بيدى ورحنا ندعو معا، فى ذاك الوقت كنت أنتظر ظهور نتيجة اﻹبتدائية، ودعوت بما أريد ونذرت مثلما كانوا ينذرون :
  • يارب ننجج كلنا يارب، و ندرا علي أجيبلك دستتين شمع يا سيد يا بدوى).
    ثم عدت ثانيا قائلة :
  • آه افتكرت وكمان ندرا علي أجيب لك حاجة حلوة يا عمو سيد يا بدوى لو لقينا فلوس باباه، عشان نجيب للولد دا حمص وحلاوة.
    سمعنى الشيخ ناصر فقبلنى وضحك ثم أمسك بيدى ويد الطفل واتجه بنا نحو بائع واشترى لكل منا كيساً ورقياً أحمر سميكاً بعض الشى، ممتلئاً بالحمص والحلوى.. ثم قال لنا :
  • بصى يا “دودو “أنت و”على” ..ربنا مش محتاج مقام ووسيط ندعى عنده ..ادعى بقلبك بالخير هيستجيب. فبادرته :
  • أمال حضرتك وكل الناس دى بتيجى هنا ليه؟
  • فقال سعيداً (بلماضتى ):
  • أقول لك..أنا باجى عشان بارتاح هنا وفى كل بيوت ربنا، أما الناس بقى فيه منهم بيجى مخصوص عشان يدعى هنا اتعودا واتربوا على كدا زى ما اتعلموا حاجات كتير غلط.
    ضحكت وقلت له :
  • تؤتؤ يا عم ناصر عشان حضرتك مش قلت لهم .
  • . جاء نحونا باقى أصدقاء أبى ومعهم والد الطفل وعيناه تكادان تخترقان الحلوى التى معنا فقطع حديثنا :
  • -هات شوية لى ولمراتى سيدة.
  • ضحك أصدقاؤه الشيوخ وقال أحدهم يمازحه بالفصحى قائلاً:
  • عجباً يا أبا بخل، ليت يدك الممسكة سخية بقدر ما تطمع.
    سمعنا شيخ فى الجامع يعلن عن محفظة نقود تم العثور عليها ، انتبه والد الطفل وأدلى بموصفات المحفظة والنقود وأخذها. همس لى “على” غامزاً فهرولنا فرحين مرة ثانية نحو السيد البدوى ، ووضعنا بجوار المقام يعض الحمص والحلاوة . جذبت والد الطفل من ثوبه ليميل نحوى،فهمست له:
  • يا حاج..احنا دعينا لربنا،و الفلوس رجعتلك..بس ربنا حب يقرص ودنك عشان حضرتك كذبت على ابنك وكمان البخيل بيروح النار.
    احمر وجهه ناصع البياض وهز رأسه ساكتاً.

التعليقات مغلقة.