مرحباً ياصباح مع دلال أديب ” معضلة القنفذ”
علمتنا الكتابه الصحيحه أن نترك مسافة بين الكلمات كي يفهم الاخرون مانكتب وتعلمنا في فن القيادة أن نترك مسافه بين العربات لنتجنب كثير من الحوادث والاصطدامات وكذلك من خلال علاقاتنا مع البشر علينا ان نترك مسافه بيننا وبين الاخرين كي نتجنب كثير من المشاكل ولنحافظ على علاقات سويه..ولقد قدم لنا العالم الالماني (شوبنهاور) رمزية رائعه عن ذلك وأسماها معضلة القنافذ ومفادها:
انه في احدى ليالي الشتاء الباردة اقتربت بعض القنافذ من بعضها طلباً للدفء وهرباً من الجو الجليدي لكنها كلما اقتربت من بعضها اكثر شعرت بوخز الاشواك وازداد الالم وكلما ابتعدت شعرت بالبرودة وتجمدت أطرافها وبحاجتها للدفء في أحضان بعض.
بقوا على هذه الحاله مابين الم الاقتراب وهجير الانفصال الى ان توصلوا الى المسافه المناسبه التي أمنت لهم حاجتهم من الدفء وبعيدا عن الالم..
لكل منا عيوبه التي قد لاتظهر ولاتشعر بألمها ووخزتها الا اذا اقتربت وتجاوزت الحدود الذي تعرفها وتقف عندها..فضبط المسافه هي من أعظم السنن الكونيه التي تدل على عظمة الخالق..
ان سير الكواكب مرتبط بمسافات..
اقتراب الشمس من الارض ميل واحد يحرق الكوكب وابتعاده ميلا واحدا يجمدها.
لذلك لاستمرار الحياة بالشكل الصحيح هناك ضوابط للمسافات.انها مسافات السلامه.
انتبه ياصديقي واجعل لعلاقاتك مع الاخرين حدوداً ومسافات وتذكر ان لكل منا خصوصياته وحدوده التي علينا احترامها..
فالخلطه الزائدة تؤدي الى الفشل بالعلاقات لذا فترك المسافه والهامش للتحرك والتصرف هو امر ضروري كي نحافظ على علاقات ناجحه..
ولتتعلم متى تبتعد ومتى تقترب؛متى تعاتب ومتى تلتمس الاعذار مع التجاوز عن بعض الاخطاء.
يقول بلزاك موضحاً طبيعة البشر المترددة بين الوحشة والعزله وبين العزله والالفه:
“العزله أمر جيد لكنك تحتاج لشخص تخبره أن العزله جيدة”
ونصيحتي لكم أخيرااا
اترك مسافه قبل الحسافه
ودمتم بالف خير
التعليقات مغلقة.