مزرعة الحياة بقلم أحمد عبد الرازق أحمد
مزرعة الحياة غرس فيها كثيرآ من الأشجار ، من بينهم شجرتين بالجوار ، كانت إحداهما تسبق الأخرى في النمو ، كانت في بلاء ، حجر تحت تربتها لا يصل من ورائه إلا قليلاً من الماء ، كانت كلما إرتفعت جارتها حجبت أغصانها بعض ضوء الشمس مصدر الغذاء ، قالت ذات يوم لها ، مالي أراك حظك من النمو قليل ، ساق هزيل ، ورق عليل .. أنظري إلي أوراقى خضراء ، ساق منطلق نحو السماء ، أجهشت جارتها بالبكاء ، قالت لله الحمد والشكر , تحلت بالصبر .. لكن كانت حين يجن الليل ، تتذكر مر القول ، عيناها تفيض بالدمع المرير ،، كانت كل يوم دمعها إلى الأرض تسيل فخرج من مائها .. الحامول .. متجه نحو التي تتفاخر تقول لا أرى لى مثيل ، يلتف عليها كالثعبان يغرز أنيابه فيها يمتص منها الماء و الغذاء يوم بعد يوم ، حتي أرداها قتيلة .. أثناء سقوطها أزاحت جذورها الحجر عن جارتها ، إنكشف الليل صارت الشمس مرآة لها ، عند الضحي أخرج صاحب المزرعة الشجرة القتيلة لتكون حطبآ للنار ، أما الأخرى فقد أزال عنها الحجر و انكشف عنها الحزن ، ترعرعت فأثمرت سرورآ و طربآ ، بعد أن زال السبب … لا تتفاخر متكبرآ علي أحد ، كل متكبرآ للنار حطب .
أحمد عبد الرازق أحمد
التعليقات مغلقة.