مساء الشتاء في حارتنا ..
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
كان أبي رحمه الله ليس من هواة إشعال الحطب في الشتاء في منزلنا المتواضع فقد كان يخاف أن نغفل عنه و ننام .
و لكن رائحة الحطب كانت تملئ منزلنا رغم أننا لم نُشعله فكان لنا جار ودود يُشعل حطبه في الليل و تتذكرون جارتنا الجميلة التي كانت تسير وراء الشمس كان يحمل قصعته و يذهب بها عندها في الليل هو و ابنائه يتسامرون و رائحة البرتقال و اليوسفي تملئ الشارع و كأنها تخرج من كل دار صوت الضحكات الصافية تملئ المكان .
و تخرج من البيت جارتنا فُلانه صفي حطبها و تُريد إشعال آخر فتنادي على عم فلان فيعطيها من حطبه .. كنت اجلس في حجرتي الصغيرة المُطله على الحارة و شباكِ الصغير الذي لم اغلقه يوم من أيام الشتاء فلست من هواة إغلاق الشبابيك خصوصًا في هذا الفصل فتلك النسمات التي لا تأتي إلا من العام للعام لا تُعوض .
كنت امسك بأجندتي الصغيرة و اكتب بها بعض الخواطر فقد كنتُ هاويه للكتابه منذُ الصِغر لستُ كاتبه مُحترفه و لكني كنت اكتب ما يجول بخاطري و كان يقطع صمت الليل صوت الجيران الذي تعودت أن أنام عليه و رائحة الحطب الذي لم نُشعله يوماً في منزلنا .
و لكن كان أبي الحمد لله يسمح لنا بالبرتقال و اليوسفي .
و في الشتاء اذهب عند أمي يومين استرجع رائحة تلك النسمات من شباك حجرتي الصغيرة الذي لم يبقى سواه .
التعليقات مغلقة.