مسائيات كاتب ” بين النمل وبعض أصناف البشر”…
بقلم /حامد ابوعمرة
بينما كنت أتفقد سقي بعض شجيرات هي مزروعة بباحة البيت ، وعلى مقربة من شجرة الليمون لفت انتباهي ذاك الحراك المنظم لقوافل النمل الأسود الصغير وهو يخرج من حفرة ترابية صغيرة ، وكأنه عالم آخر الكل فيه يعمل ويعلم دوره ما له وما عليه ..استوقفني ذاك المنظر وأثار فضولي لمراقبة ذاك الحراك ، وعندئذ توفقت أتأمل وأراقب عن قرب ذاك الكائن الغربب ، وقبل أن أخطو تأكدت من خلو طريقي المحدود من أي نملة قد تدعسها قدماي ..وقلت بصوت خافت ..كم تمنيت أن أعلم لغتكم ..! صحيح أني لم ولن أسمع كما سمع سيدنا سليمان عليه السلام؛ وكما ذكر بكتاب الله سبحانه على لسان نملة حيث “قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ” ثم وجدت صوتي يعلو قلبلا لأخاطب النمل ولا أعلم إن كان علم ما أقوله أم لا ..لكني قلت ياأيها النمل أقسم عليكم بالله أني لن أؤذيكم؛ ولست بصدد قتلكم أو حرقكم ولكن لا أريد رؤياكم غدا وأن عليكم أن تغادروا بيتي وما أن حل صباح اليوم التالي ، وإلا وقد ذهبت لأرى هل مازال النمل موجودا، وكانت المفاجأة أن تلك الحفرة الترابية الصغيرة كانت خاوية تماما من النمل فقلت سبحان الله…! ذاك في عالم الحيوان ، ولكن في دنى البشر هناك من يستفزون الناس ليجرجروهم، بكل تعمد نحو إحداث مشكلة، ما ليشبعوا غرائزهم العدوانية ومنهم من يحيك الدسائس والفتن وكلما قلنا لهم بالله عليكم تعوذوا من الشيطان ازدادوا رهقا .
التعليقات مغلقة.