مسائيات كاتب “لكنهم تركوها لوحدها “… حامد أبو عمرة
مسائيات كاتب
لكنهم تركوها لوحدها…!
بقلم/ حامد ابوعمرة
إلى كل الذين يعشقون جمال الكلمة ،وسحرها حرصا مني على مكانة تلك الكلمة ،وحفاظا على كرامتها ورونقها ،فأني إن لم أجد رواجا لبضاعتي أقوم على عجالة بلملمة حروفي فأقوم بحذفها عبر هذه الصفحة أو تلك ،فلست من أولئك الذين يتمتعون بعرض بضائعهم على بسطات خاوية ،كما بأسواق الخردة،فينتظرون حتى آخر السوق أملا في البيع .
وبالمناسبة حينما كنت أعيش بالقاهرة فترة الثمانينات ،ولأني من مدمني الثقافة والمعرفة ،فكنت أتردد كثيرا على سوق الأزبكية بالقاهرة حيث كانت ترقد هناك كتب العظماء..عظماء التاريخ والأدب والفلسفة والاقتصاد والسياسة ،حدث معي ذاك الموقف والذي هو من أقسى المشاهد التي رأيتها آنذاك مشهد بيع كتب أولئك المشاهير بالجملة، ودون أدنى اكتراث لبائعي مطاعم الفول والفلافل حيث يستخدمها أصحاب المطاعم في لف السندوتشات ومن ثم يكون مصيرها أكوام المزابل..! ووجدتني أرى بأم عيناي ورقة من تلك الأوراق المبقعة بالزيت والتي شوهت ملامحها حيث وقعت عيناي على عنوان مكتوب بالخط العريض الأسود ” لا تتركوني هنا وحدي ” فأيقنت أنها احد عناوين روايات الأديب الكبير إحسان عبد القدوس ، كانت تطأها أقدام المارة ..! و من يومها ان كتبت شيئا ،ولم أجد له صدى أقوم بالحذف فورا ..فهناك من يقدر الكلمة فيحملها فوق رأسه ،وهناك من يجعلها مرتعا لأقدام العباد ؛وأني الوحيد صاحب القرار، والاختيار لمصير تلك الحروف والمعاني.
التعليقات مغلقة.