موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مسابقة القصة القصيرة لشهر يونيو

841

مسابقة القصة القصيرة لشهر يونيو

١- ” ٣٣٦ساعة” بقلم إسماعيل قمر

===  

بعيداً عن صخب الأمس ،ورسائل المواساة…. جلست ،واقف الرصد لمزيد من التعابير، لأرمم بقايا اخر الصور.. الوجه خمريا، والوجنات وردية، عيونها بحر، يستدرج نظراتي، لتلم بكل التفاصيل أتذكر حين اهدتني كتيب صغير، معنون بخطها الجميل، الذى يخجل منه سطري، ببعض أبيات شعر للشافعي “وما من كاتب إلا سيفنى…..ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه” تقطرت أجفاني الآن بدمعات كما كان يحدث عند وداعنا، كنت أودعها،ويبدأ الشوق يلهبني ،مع الخطوة الأولى، أشعره الآن أضعاف ما كان ،وهي خارج غرفة مكتبي… أستريح في الكلام معها ،وأشعر بالراحة أكثر عند استماعي إليها، أستبصر برؤيتها، ويلهمني رأيها ،حتي انني أفكر في قطع الكتابة ،وأخذ رأيها ،فيما كتبت ولكنني أقاوم، لتعطيني نقدا كاملا أسترسل الأن ببسمة طويلة….لأستبق تأملي لطريقتها في التعامل ،لعلي اعرف سر حصولها على مرتبة الشرف الأولى في الانسانيات، رغم أنني من منحتها تلك الدرجة، الافكار غالية،معاندة التداعي،مع أن الحكي،عن أزمنة الموت، بالجملة، وبالرغم من ذلك،القلم يشد يدي،ولا أقوى على شد يدي من السطر،عندما تكون هي العنوان وقفت….وجلس الرصد لما كان بيننا،وخرجت من غرفتي،يسبقني ،صوتي بالنداء عليها،دون رد،شعرت بالبرد ونحن في يونيو إنها الليلة الثانية ،من أربعة عشر يوماً ،أوصت بها منظمة الصحة العالمية….؟

٢- جحود بقلم ندى محمد على موسى -الدولة السودان

إعتادت أن تصحو على أنغامه. كل صباح يغمرها دفء حبه،،، يخاف عليها وحينما تستيقظ تجد إبريق الشاي جاهزا ومعه أطباق الفطور الصباحي ثم يذهبا سويا إلى العمل ويعودا ومعهما باقات الود والرحمة أغلقت المكاتب ذات يوم فقد حل ضيفا ثقيلا على البلاد، ،، تغيرت ملامح العالم بدأ الكون كئيبا،، تعطلت الحياة،، الكل متوجس من ذلك الوباء،، وبدأت العيون ترقب بحذر مايحدث مكث الحبيبان بالبيت،، تسرب الملل بطيئا لقلبهما مالبث الا ان تحول إلى ضجر،،، كانت تخنقه بمراقبتها له،، وكان يبرر دائما،،، لم يعد يهتم كثبرا ا لامرها،، لم يعد الصباح هو الصباح وبين كل هذه الأحداث،،، ظهرت أعراض الوباء عليه لم تكترث لذلك الحب،، سيطر عليها الخوف،،، جزعت،، هرعت إلى غرفتها وأغلقت الأبواب،،، ربما يشفي أو ربما يموت. ولكن مافعلته به اَماته الف مرة أهدته جحودا بعدما أهداها ودا وحبا،، مرت الايام الصعبة وعادت اليه صحته،،شفي تماما من وباء عابر ولكنه لم يشفي من جراح ادمت قلبه فقد أحبها بصدق بينما هي أحبت نفسها

٣-الزفـة بالكـورونا بقلم مجدي سـالم- مصر

مالت من نافذة سيارتها لتتحدث إلي.. وكأنها تحينت فرصة توقف السيارات في الزحام.. كنت شاردة الذهن وقد امتلأ فكري بكل شيء في الدنيا في آن واحد.. كنت أخفي دموعا تتساقط في قلبي لا يراها غيري.. وحزنا يملأ صدري يكاد يعتصرني.. وخوفا من مجهول لم أمر به من قبل في حياتي.. وألما يتملكني لضياع أجمل أمل عشت أحلم به كأي فتاة في عمري.. رغم أنه يوم عرسي.. كم تمنيت أن يكون زفافي في إحتفال كبير في صالات فارهة وقصور أسطورية وسيارات مذهبة وأضواء وأنوار.. وموسيقى شرقية وموسيقى غربية صاخبة وعبيد سود وراقصات ومواكب تتلوها مواكب.. وكاميرات تدور.. تمنيت أن تحتفل الدنيا معي بزفافي.. الأصدقاء والأقارب.. فإذا بي وليس لي من كل هذا غير الرداء الأبيض وطرحة وتاج وحذاء فضي..
قطعت أحبال أفكاري وهي تعيد ما قالته وتكرره.. دلت ابتسامتها الهادئة أنها تتفهم أسباب شرودي..
” في عروسة تبقى زعلانة كده..؟! مالك..؟ خايفة.؟”
إستجمعت شجاعة الدنيا كي أرد على سؤالها المباغت.. وهل للعروس أن ترد على غريبة تطل عليها من سيارة غريبة.. لكنني كنت أشعر بإن علي أن أتحدث إلى أحد.. إلى أي مهتم.. وقد امتلأ رأسي بإن أحدا لا يعبأ بهمي ولا بحزني.. أن أحدا لا يعرف ولا يفهم ما بي.. أن أحدا لا يفهم كيف تحلم كل فتاة بيوم زفافها.. إنه اليوم الوحيد في حياتي الذي حلمت أن أكون فيه المليكة المتوجة.. أنني الأجمل على ظهر الأرض.. وأنني أكثر النساء أنوثة وبهاء ورشاقة.. أن محط أنظار كل النساء وكل الرجال.. حلمتا بالدنيا تتزين لي.. وأن كل من حولي سيرتدى أجمل ما لديه ويتزين من أجلي.. وأنني.. ..
” لأ.. مش خايفة.. بس حضرتك شايفة.. بقى دي زفة.؟”
لا أعرف لماذا قلت لها هذه الكلمات وأنا لا أعرفها.. إنفجرت مع كلماتي دمعة ساخنة كبيرة وكأنها اخترقت عيني.. سارعت بإخفائها خشية أن يراها أي ممن حولي.. إزداد ازدحام السيارات فما صارت تتحرك إلا بضعة أمتار ثم تعود لتتوقف من جديد.. حتى أن السيارات القليلة التي كانت تطلق أبواقها في بداية تحرك الموكب الصغير قد توقفت عن زمرها.. أحسست أنني بحاجة إلى من أفر إليه.. تعلقت بذراع رجلي الذي سيصير زوجي الليلة.. وكأنني أستغيث به كي ينتشلني من طوفان أحزاني.. أبحث في يده القوية عن مرفأ آمن.. بللت كفي الصغير بدمعتي كم بذلته السوداء.. لكنه كان مشغولا عني بصراخ المستجيرين حولنا من الزحام..
لاحظت أن السيدة ذات الرداء الأسود والشعر المرتفع والماكياج الصارخ تتحدث إلى رفيقها الذي يقود السيارة بجوارهم.. ثم التفتت ومالت على نافذتها من جديد.. كانت تتحدث هذه المرة إلى رجلي الذي انتبه بالكاد إليها..
” باقول لك إيه يا عريس.. إركنوا على جنب وتعالى.. ح أقول لك حاجة”..
أنا بالقطع لا أعرفها.. لكنني لا أعرف لماذا خامرني الشعور أنها تلقي إلي بطوق النجاة.. كأنها تأخذ بيدي لتخرجني من غصة حزني.. كان اهتمامها بكلماتي ظاهرا بالغا حتى أنني أحسست أنني أرى دمعة في عينيها الواسعتين.. كانت جميلة جدا.. وكانت لغة جسدها تشي بإنها توشك أن تقفز من سيارتها إلينا.. توقف الموكب ثانية.. نزل رجلي يتحدث إليهما.. عاد بوجه متهلل.. همس بشيء ما إلى سائق سيارتنا الذي أومأ إليه وكأنه كان يوافقه على شيء ما.. ثم يبدو أنه راح يعيد ما قاله لسيارة أخرى موكبنا.. ما لبث أن عاد إلى سيارتنا في رشاقة.. ألقي بنفسه إلى جواري.. ابتسم لي ابتسامة عريضة ثم همس في إذني..
” دي أجمل مفاجأة في العالم.. إستني ح تشوفي”..
دار سائق سيارتنا في المنعطف التالي.. تبعته باقي السيارات.. عادت أبواقها تدق من جديد باللحن المميز لمواكب الزفاف في بلادنا.. كان الجميع يتجهون صوب ذلك الميدان الصغير الذي تقف فيه المسلة الفرعونية على كورنيش النيل.. إمتلأ المكان الذي كان هادئا مظلما بالسيارات في لحظات.. لا أعرف من أين أتت كل هذه السيارات.. نزل أحدهم وكان أنيقا جدا من إحدى السيارات.. راح يشير للسيارات لتصطف فيما يشبه طابور العرض على الكورنيش الطويل الهاديء.. ونزل أناس كثيرون متأنقون.. راح الرجال والسيدات يقفزون ليجلسوا فوق سياراتهم وكأنهم اعتادوا ما يفعلون أو أنهم اتفقوا عليه من قبل.. أخذ رجلي بيدي يخرجني من سيارتنا ثم نجلس فوقها مثل الآخرين.. إقتربت المراكب المزينة والقوارب من الشاطيء.. وللعجب.. راح رجال ونساء يخرجون آلات موسيقية ويجاور بعضهم البعض.. تجمع فتيان وفتيات وأطفال حولنا في ثوان.. راحوا يصفقون.. تطوع بعضهم بالرقص والغناء.. تعالت الضحكات وغمرت السعادة المكان.. توسطت سيارتنا موكب المتفرجين بينما اصطفت سيارات العازفين متجوارة أمامها.. في لحظات كانت الآلات تعزف والكل يتمايل طربا.. وكانت دهشتي.. وحيرتي.. وفرحتي..همس رجلي في أذني قائلا..
” دي الفرقة القومية.. ومعاهم كمان مريم عطية.. حفلتهم اتلغت عشان الكورونا “…

٤-ثم عاد الحول حولا الكاتب رمضان الهجرسي    مصر  الدقهلية 

بدأ فى إعداد الطعام؛؛؛وكان مشتاقا جدا لهذا الطعام ؛؛أن أصدق حب هو حب الطعام؛؛؛؛؛ماذا نأكل!إنها أشياء قليلة اذا ما قورنت بما عند الله سبحانه وتعالى (( فواكه وهم مكرمون ))هكذا علمته الدنيا؛؛؛؛بينما أنباء عن “كيوفبد الكورونا ))بدأت تنتشر حوله؛مع تحذيرات يومية ؛؛أن هذا لم يكن في الحسبان؛؛؛؛الكورونا في الصين ؛؛؛(( اطلبوا العلم ولوفي الصين )هكذا قال الحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم ؛؛لكن الصين بعيدةورغم ذلك فالفيروس انتشر في العالم ؛؛؛يالها من قرية صغيرة؛؛ هذه الأرض؛وما عليها ليست إلا قرية صغيرة ؛إلا أنهم لا يملكون من أمرها شيئا !!ابتسم وهو يحاول أن يخفف من مخاوفه من الفيروس ؛؛؛ماذا لو أصيب به قبل أن يكتشفون علاجه؛؛ا؟؟! أغلق بابه ؛؛؛؛فتح بابه؛
تذكر أباه وذرفت عيناه؛؛؛؛انا لله وانا اليه راجعون؛كان البكاء على الطريقة الإسلامية أعظم بكاء؛؛لماذا!لأنه البكاءالحق؛مخافة الحق المبين المحيي المميت؛؛؛لذلك بكى إزاء المجهول؛؛؛الكورونا؛؛؛ليست المشكلة عنده وعند كل المؤمنين بالله في الموت؛؛إنما المشكلة فيما وراء الموت!!!! البعث الحساب الجنة أو النار؛؛؛،وإذا كان ذلك كذلك؛؛؛؛فما الذى يمنع من الإقلاع عن المعاصي والذنوب؛؛؛،،حمد الله على نعمة الحياة إذ أنه لم يزل حيا؛؛؛مستغفرا؛؛يرزق خير الرزق؛؛؛؛؛فلتكن الكورونا أستاذا يوميا يلقي دروسه لتستشف منها الحكمة ولتقرا في صفحات الكورونا العبر؛؛؛؛شبابا وشيوخا واطفالا يموتون؛؛كيوفبد 19 كيوفبد 19 كيوفبد 19
كان المنتدى العالمي للموت أقامه من بيده ملكوت كل شيء!!!!!ياربي سلم (( بوم لا تغنى نفس عن نفس شيئا ))*الموت قادم ؛؛؛؛السيد كيوفبد على الأبواب؛؛؛؛وزيره حاضر؛؛؛ونذره جاهزة؛؛؛من سينجو!من سيقع!من سيحمل جثة من!؟؟؟؟! أفق أيها الغافل؛أيها البخيل ؛؛أفق أيها العابر؛؛؛كخطاب بعلم الوصول؛لكن متى الوصول!إلى أين الوصول! هكذا حدث نفسه عندما كان يعد الطعام؛؛؛؛،ما أحلى طهو الجنة؛؛؛فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر؛؛؛؛؛هكذا مد يده في الطعام؛بعد أن صام رمضان وقام؛ثلاثون يوما؛؛؛من الصوم؛؛؛؛،ونظر فى خلوته؛؛؛؛؛ماذا فيك يادنيا؛؛؛نظر فى المرأة؛؛؛وجد نورا لم ير له مثيلا من قبل؛؛؛،،نطق بالشهادتين؛؛؛؛؛أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله؛؛؛؛؛ماذا فيك يا دنيا؟ ماذافيك يادنيا؟!وضع يده تحت رأسه؛؛؛،صعدت أنفاسه؛؛؛،،وهو يردد؛؛::أحد أحد أحد؛؛مات؛؛؛بينما الاذان يتصاعد في كل مكان :::الله أكبر الله أكبر؛،؛،،الله أكبر الله أكبر؛ ؛؛؛

٥-على أحر من الجمر بقلم. جيهان النجار 

صبيحة يوم غائم كأيام ” لندن ” العاصمة البريطانية ، سُمعت خطوات جادة تقطع طرقات المستشفى الشهير ، تسأل بصرامة وتجهم عن الطبيبين ” أمجد الحوراثي ، عادل طيار” هما طبيبان سودانيان ، من أمهر الأطباء الذين يعملون في هذه المستشفي منذ سنوات ، مهارتهما فرضت على المجتمع الطبي البريطاني احترامهما وهما الغريبان الوافدان من دولة من دول العالم الثالث .. قال الوافد بلغة انجليزية رخيمة : نعلم قدركما جيدًا ، ونقدّر جهودكما في مكافحة وباء ” كوفيد – 19 ” ونلمس اخلاصكما ، ولقد وفدت إليكما وبيدي حزمة من مزايا مادية يسيل لها لعاب أي طبيب بريطاني أو وافد من الخارج ، وذلك بعد أن نما لعلمنا أنكما بسيبلكما للسفر والعودة للسودان ،تعلمان أن الجائحة هناك تهلك الحرث ،النسل وتقضي على الأرواح ، تعلمان أيضًا أن بلدكما ضعيف الامكانيات الطبية وسفركما هذا هلاك لكما مؤكد .. كان الطبيبان ينصتان للضيف ، وقد علت وجهيهما ابتسامة خفيفة ، ابتسامة من يقدر الخطر المقبل عليه ولا يهتم بمكسب أو خسارة ، وعندما توقف الضيف لالتقاط أنفاسه ، عاجله الحوراث ” بقوله : نعلم ما نحن مقبلان عليه ، لكنه دينُ في رقبتنا لأهلينا وذوينا ، الفرار من الزحف دناءة تأباها النفس القويمة ، ولن نرضى عن أنفسنا إن تركنا أهلنا هناك يواجهون الموت ونحن هنا ننعم بالحياة .. ،على أرض المطار هبط الطبيبان ، تنسّما رائحة الوطن ومن قبلها تسلل لصدريهما قاتل كان ينتظرهما على أحر من الجمر

٦-فجأة بقلم راحيل  أبوزيد

تملكها الخوف كثيرا حينما سمعت النداء، وللحظة تساءلت احقا سمعت اسمى؟. حركتها غريبة ومختلفة لم تكن تمشى بل تنساب بلا ارادة. لم تستوعب ما يحدث حولها إلى أن وضعت بمكان جد ضيق. ثم بدأت الاصوات، يا الله……. ماهذا الصوت الذي يزلزل كيانى وكأنه صوت سلاسل عظيمة تجر على الارض. حاولت النهوض ولكن هيهات لا تشعر بجسدها ولا تستطيع التحكم به وكأنه غير موجود. وفجأة زلزلت الارض من تحتها. يارب اهكذا يكون الامر؟. شخصت ببصرها وعلقت ذاكرتها عند لحظة بعينها لحظة الوفاة وحينما أيقنت بالهلاك ويئست من الخلاص انتهى كل شئ. _ كده خلاص تقرير اشعة الرنين هيطلع كمان اسبوع. _ مالك مرعوبة كده ليه؟ _ ل للحظة اتهيألى إنى فى القبر. _ معلش. دا تأثير الصدمة مريض الكورونا اللى مات قدامك مأثر فيكى الله يرحمه. _ ربنا يعافينا من موت الفجأة.

٧-الموت يقترب بقلم كريمة شعبان من مصر

كان المطعم فخما لدرجة تشعرك بالدوار وأنا عادة أشعر باضطراب خفيف في الأماكن الفخمة مبعثة إحساسى بأننى سأخطئ حتما في السلوك الملائم لتلك الأماكن لذلك كنت أحرص إذا حتمت ظروفى التواجد فى مطعم فخم أن أتكلم همسا إذا دعت الحاجة وأن أكتفى برسم ابتسامة خفيفة وقور على وجهي وللخروج من أى مطب كنت أقلد من هم حولى في كل مايفعلونه بحيث يبدو سلوكي طبيعيا وكأن جدودي الأقدمين كانوا من رواد هذا المطعم أما أسماء الأكلات الغريبة التى لا أعرفها وما تسببه من متاعب ناتجة فقد كنت أستمع جيدا لمن هم حولي وأطلب نفس الطبق الذى يطلبه أي شخص أتوسم فيه أنه أكيل كان الرواد جميعا من علية القوم بملابسهم الغالية وتقاطيع وجوههم الهادئة الفخمة وأصواتهم الهامسة كان الجرسونات يتحركون في رشاقة وكأنهم راقصوا باليه ينحنون للزبائن في نبل وعظمة وتواضع ممتزج بكبرياء فشعرت بألم شديد في معدتي وسخونة تسري فى جسدي فناديت أحدهم وسألته ماذا قدمت لي من الطعام منذ قليل رد قائلا : مطعمنا يقدم أشهى المأكولات الصينية فقلت له وماذا وضعت لي على المنضدة وبدأت أشعر بالدوار والقيئ ورن في أذني صوته يقول شوربة خفافيش وثعابين والقليل من لحوم الكلاب فسقطت على الارض والسخونة تسرى فى جسدى وشعرت بالموت يقترب مني فنادى الجرسون زملاءه أحضروا الإسعاف وذهبت بى للمستشفى ودخلت الرعاية المركزة وانا إلى الٱن لازلت أصارع الموت..

٨ -حواء بقلم إبراهيم معوض- مصر

وجدها بعد طول بحث؛ ها هي تعبث في اوراق الشجر برقة طفلة، اقترب منها بحذر خشية ان تفر منه مرة اخرى، ظل يراقبها عن كثب وهي تقضم الأعشاب بصعوبة و تبتلعها بصعوبة أكثر، جلس في ظل شجرة يتساءل: ما الذي دفعها أن تهرب منه وليس هناك مخلوقات غيرهما؟ الى من تأنس هذه الجميلة؟ وهل أصوات صفير الرياح وحفيف الأشجار لا يشعرها بالوحدة كما يشعره؟ اخذته سنة من النوم بعد شقاء يوم طويل طوى فيه الارض بحثا عنها تارة وبحثا عما يسد رمقه تارة أخرى، عادت إليه في حلمه في جلباب شفاف وحولهما كل وسائل الراحة، ضوء يتلالا على جبينها فيزاداد بياضا، أشجار الغابة حولها تشعره وكأنها حورية في طريقها الى الاغتسال من نهر الكوثر، جثا على ركبتيه أمامها يناشدها ألا تغيب عنه مرة أخرى، فضحكت فنمت لضحكاتها الزهراوات وغردت الطيور وقالت: هل تظن أن الله يضيعنا وهو من استخلفنا في الأرض؟ فقال: كل الناس قد ماتوا في الوباء اللعين ولم يبق غيرنا. عاودت الضحك وقالت: هكذا كان آدم و هكذا كانت حواء، غير أننا أفضل حظا منهما بما معنا من تجارب السابقين. استيقظ من غفوته على انامل الطبيب ترفع اجهزة الإنعاش عن وجهه يخبره بوجه باسم أن نتائج المسحات الخاصة به قد صارت سلبية، عادت الحياة تدب في أوصاله وتدفق الدم في شراينه فقام يجلس وكأنه رمسيس الثاني وقد بعث من تابوته. مسح وجهه براحته وقال: لقد أخبرتني لتوها. فقال الطبيب: من هي؟ فقال: حواء. فضحك الطببب وقال: انها بالخارج تنتظرك…

٩-الزواج في زمن الكورونا ( ق ق ج) محمد عبد القادر– مصر

رآها في نفس الموقع الذي يعمل به،فهي أيضا مهندسة، أعجب بما سمحت الكمامة برؤيته من وجهها، ولما راقبها عن قرب انبهر باستخدامها الدائم للكحول والمطهرات وإصرارها على إرتداء القفازات وحرصها الشديد على النظافة العامة فعقد العزم على خطبتها. سأل عن والدها وعلم أنه يعمل مديرا بإحدى الشركات فأرسل له “إيميلا” يخطبها فيه ، وأرفق به نسخة من ال (C.V)الخاص به. ولما عُرِض عليه الإيميل ضمن البوستة أَشَّر عليه بعبارته المعهودة ( لامانع) وذيله بتوقيعه. علم بالموافقة ، فقرر بمبادرة منه دعوتهم على العشاء ( Live ) ، ذهب إلى مطعم الحاتي الفاخر ، ووقف في طابور ال(Dilivery) . ولما جاء دوره قدم ال( Order) مع عنوان العروس، ونفح عامل التوصيل بعضا من البقشيش ليضمن وصول الطلب في ميعاده. في التاسعة مساء إرتدت أسرة العروس أجمل ملا بسها وتجمعت حول المائدة ، ووصل العشاء في الميعاد حيث كان كلا العروسين يفتح جهازه المحمول. راقبهم وهم يتناولون الطعام ، بينما هم يقدمون له آيات الشكر. ولعطل في الصوت لم يستطع تبين حركات تؤديها والدة العروس ، إلا أنه إستنتج أنها تسأله عن الدبلة والشبكة . فكتب لها أنه جاهز إلا أن ظروف (التباعد الإجتماعي) اللعينة تمنع التجمع لدى الصائغ، ووعدها باستكمال تلك “الشكليات” في أقرب فرصة. في مساء اليوم التالي أرسل لوالد العروس “شيكا” بالمهر على حسابه من خلال حسابه الإلكتروني ، حيث يمتنع المصرف عن تلقي أو اصدار أوراقا نقدية. في مساء اليوم التالي أرسل للمأذون بوستا على حسابه المعلن على الفيسبوك يحتوي على بيانات بطاقته ، وبطاقتها ، وبطاقات الشهود ، مرفقا به شيكا بأتعابه. فعقد المأذون العقد (On Line) . واتفقا على إتمام الزواج في أقرب فرصة. وإمعانا في إضفاء جو من السعادة والفرحة ، فقد قام بإنتقاء فيلما من على ال ( utube) عنوانه ” ليلة الدخلة ” أرسله لها هدية. الغريب أنه بعد تسعة أشهر جاءه (Email) من المستشفى يبلغه فيه بدخول زوجته المستشفى لتضع مولودها الأول. فأسماه ” كورونا”[ تمت].

١٠-امبراطور آخر زمن بقلم دلبيبة الجنيدي – مصر

جلست جميع الفيروسات علي المائدة المستديرة للتحاور والوقوف علي آخر المستجدات..وتكلم الامبراطور كورونا رئيس الجلسة السرية … وقال : أنا الامبراطور..انصب نفسي الامبراطور الاعلي لكم ايتها الفيروسات الوضيعة.. ڤيروس شلل الأطفال: اظن لاداعي للتهكم والسخرية والقذف في حقنا فنحن في خندق واحد والمفروض اننا في اجتماع محترم !!!! ڤيروس كورونا: الآن فقط أصبح لك صوت ياحقير يامن كنت تتركنا وتتطفل علي الاطفال الأبرياء وتغزو أجسادهم واطرافهم الرقيقة وتصيبهم بالشلل وتحرمهم الحركة واللعب مثل باقي زملائهم حتي افقدتهم الثقة بالنفس وأوغرت الحزن كامنا في صدورهم ..ياخسيس .. ڤيروس شلل الاطفال: معك حق سيدي..آسف لحضرتك.. ڤيروس كورونا: من الآن فصاعدا الكل يقدم لي فروض الولاء والطاعة ويحاسب نفسه قبل أن يتحدث معي… ڤيروس الايدز : لاتغتر بقوتك أيها المستجد المستحدث..سوف يجدون لك المصل أو اللقاح القاتل الذي سينهي جبروتك وتسلطك وسيطرتك … فيروس كورونا: اسكت ايها الوغد اللئيم .هل نسيت قذارتك ودونيتك وحبك للعيش وسط الأوكار الموبوءة بالمخدرات والدعارة والشذوذ ..أن الرذيلة هي اسلوب حياتك يادنئ ومع ذلك الكل سحقك وهزمك بالأخلاق والطهارة والدين… ڤيروس الايدز: معك حق سيدي..آسف لكم.. ڤيروس كورونا: والآن نبدأ الاجتماع…هل من اعتراض ؟ فيروس الجديري المائي: انا ياسيدي لي شأن آخر انا لاأسبب الفزع أو الهلع لبني آدم ولكني أزوره مرة واحدة فقط في العمر وبعد ذلك انتهي تماما من جسده ..وكل ذريتي تعلم ذلك وتعلم أن عمرنا قصير جدا… ڤيروس كورونا: اخرس أيها العاق..فانت تستغل ضعف مناعة الاطفال وتتسلل وتختفي داخل خلاياهم العصبية حتي تتاح لك الفرصة وتظهر لهم في صورة حزام ناري يحوطهم بالألم والأوضاع التي تحرق مناعتهم ويحتار في علاجهم الطب حتي كرهوا حياتهم وافقدتهم الثقة بكل شئ .. فيروس الجديري المائي: صدقت يا سيدي…آسف جدا ڤيروس كورونا: هل هناك أسئلة أخري ؟ لحظة من فضلكم. ….اني أري زميلا عجوزا جدا يقف معزولا في آخر الصف ولايستطيع الوقوف بل يتعكز علي زوج من العصا …من أنت أيها الفيروس المسكين؟؟؟؟؟؟ الڤيروس العجوز : انا الجدري ..لقد انتهيت منذ زمن بعيد وقد حدث إبادة لكل ذريتي وبقيت انا وحدي خارت كل قواي ولا أقوي علي الحركة وجئت محذرا اياكم من تقدم الإنسان في العلم والطب … فيروس كورونا: لاعليك ايها الفيروس المخضرم الجدري افندي..لابأس عليك..سارسل لك من يحملك لتجلس بجواري ايها العاجز الذي غلبك بني الإنسان ها ها ها ها ها ضحكات عالية ڤيروس الجدري : يبكي بحرقة … فيروس كورونا: هاهاها هل من معترض علي شخصي العظيم؟؟؟!! فيروس الكبد الوبائي: أنا سليل عائلة الفيروسات الكبدية الكبيرة نصيب اهم عضو في جسم الإنسان ألا وهو الكبد ..ولايستطيع أحد أن يمنعني وعائلتي من ان نعيث في الأجسام فسادا ولايقدر احد علي كشفنا الا بعد فوات الاوان…اذن انا أقوي منك ياكورونا افندي هاها ها ها.. فيروس كورونا: اخرس أيها اللعين..خسئت ايها القذر الذي يعيش في القاذورات وروث الكائنات الحية ودمائهم …هل نسيت علاقتك المشبوهة مع دودة البلهارسيا…وكم اهلكت أناس احبهم الجميع وقهرت قلوب ذويهم ..هل نسيت حليم اسطوره الغناء عليك اللعنة المقدسة ياكريه الرائحة وسليل عائلات دراكولا مصاص الدماء.. ڤيروس الكبد الوبائي: معك حق سيدي..بكاء حار .. ڤيروس كورونا: اريد أن أبدأ الاجتماع ..هل من معترض آخر ؟؟؟ فيروس الحصبة : انا ياسيدي فيروس الحصبة الخطير أصيب الأطفال والكبار واجهض النساء الحوامل وازورهم مرة واحدة فقط في العمر ولي اخوات اجانب مثل الألماني والفرنسي… فيروس كورونا: كف عن الكلام ايها التافه الصغير والاجئت لك بالعصا..اعطني عصاك ياعم جدري حتي أعلمه كيف يتكلم .مع سيد العالم كورونا الاعظم..هل نسيت استغلال الأطفال وخداعك لهم وغزوك لحلقهم وجلودهم وعيونهم ..اسكت والا ألقيت عليك الثوب الأحمر الذي يخيفك ويقضي عليك ايها الثور الهائج… فيروس الحصبة: معك حق سيدي..آسف علي مابدر مني.. فيروس كورونا: الآن فقط ادركتم عظمتي وجبروتي وقوتي ..هل تعلمون سيطرتي علي العالم الآن…كل الدنيا قامت لي ولم تقعد…كل الناس خضعت لي طوعا وكراهية..الكل يسعي للتحدي والمقاومة وبذل الجهود لمحاربتي وإعداد الجيوش البيضاء والسوداء والصاعقة والدبابات والمدفعية الثقيلة والمدرعات تتجمع في كل مكان علي وجه الارض.. اقف في وجه أقوي الأمم ازلزل كياناتهم وأفرق جمعهم وأشتت افكارهم …حتي صاروا علي حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي… هل تعلمون اني السبب في تنظيم حياتهم بعد الفوضي وضياع الأخلاق .. هل تعلمون أن البعض تاب الي الله بإرادته القوية ليكشف عنهم البلاء والوباء… وانا انتظر النتيجة ولن اخاف من العلاج أو الوقاية فانا جندي من جنود الله مأمور بذلك اقوم بمهمتي في الحياة الدنيا.. افتخر باني اعلمهم كيف يرجعون إلى الطهارة والنظافة والدعاء والصلاه الخاصة جدا في البيوت التي هجروها الي الشوارع والحانات والمراقص …هل تعلمون أن بعض الناس يشكرون الله علي وجودي … ومازلت انتظر قدر الله في..وفيكم

١١-الموت على بعد خطوات بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري – العراق

بعد أن طرق فايروس الكورونا أبواب العالم الموصدة، بات صاحب القصر اكثر حزما، شدد الحراسة على قصره الفخم وأمر رجاله إطلاق النار على كل من يتسلل للقصر، منع الزيارات واحتاط من الفايروس ، واضب على نظامه الغذائي، طبيبه هو من يعين وجبات طعامه، قرر أن لا يودع الدنيا بسهولة -انا لن اموت كانت ليلة قاسية ورهيبة، أمطار غزيرة و طوفان أغرق المدينة وأخذ معه أغلب بيوت الفقراء والمساكين ، راقب مشاهد الموت و الدمار من شرفة القصر المطلة على المدينة ، والخوف اعتصر قلبه أنتصف الليل، نام بعد صراع مع الأرق، كان يرى الموت بأشكال، قبور جماعية وموتى يتساقطون في الشوارع، سيارات إسعاف، وافران حرق الموتى ، يصرخ ويبكي ويهب واقفا يبحث في زوايا غرفة نومه بدقة ، تناول مهدئا وغط بنوم عميق، فتح عينييه وإذا به أمام وجه قبيح، زرع كل الرعب في شرايينه، أنقطعت أنفاسه وضاع الصراخ في جوفه، شعر بالموت للمرة الأولى، حاول الفرار من فراشه، اقدامه لم تطاوعه ، سقط ارضا، أخفى وجه بيدية كطفل صغير -” انا لست مصابا ولا مريضا، خذما تشاء، وأتركني، -أتيت من أجلك،. أنت غايتي – ماذا تريد مني -أقبض روحك هذه الكلمات كانت كافية للاستسلام، كل حاشيته لم تتمكن من منعه دخول القصر، اقترب نحوه ملك الموت قليلا – ارجوك لا تقترب، اني خاف النظر لوجهك القبيح ابتسم ملك الموت فبانت أسنانه السوداء -أنت ترى أعمالك في وجهي -سادفع لك ما تشاء دقت ساعة الحائط الثالثة بعد منتصف الليل. أبتسم ملك الموت ابتسامة ذات معنى، -أجلك بعد ساعة،. بعد ساعة ساعود اختفى ملك الموت فجأة، عاد صاحب القصر لجبورته يهدد حاشيته والموت على بعد خطوات النهاية

١٢-الوجه الآخر للجائحة بقلم أسماء البيطار

‎جلست أميرة شاردة الذهن ، غير مستوعبة ما يدور حولها من أحداث ‎تتمتم بكلمات غير مفهومة ، و إذا بصوت يجعلها تتنبه . ‎أرجو أن تتمالكي نفسك ، لن نُطيل عليكِ ، ارجوكِ دققي في الصورة ‎هل هذه أماني ؟ ‎تثاقلت عيناها و هي تنظر إلى صورة بطاقة أماني . ‎ثم انهارت و راحت في نوبة بكاء شديدة . ‎و هزت رأسها بأن نعم إنها هي . ‎ثم استجمعت قواها و قالت أين وجدتم أختي ؟ ‎قال : وجدناها في حالة إعياء شديد ، تستند إلى إحدى أعمدة الإنارة ‎و أشارت إلينا ، ثم غابت عن الوعي . ‎فحملناها إلى أقرب مستشفى ، و لكنها للأسف فور وصولنا فارقت الحياة . ‎فانهارت أميرة و ظلت تصرخ ، هو السبب هو السبب . ‎و لكن أماني ماتت ” بـ الكورونا ” ‎و لم يكن بها أي شئ يدل على إنها قُتلت ؟ ‎و لكني مازلت أُصر على أنه السبب . ‎من تقصدين ؟ ‎زوجها . ‎ثم إستطردت في الكلام أماني إنسانة جميلة جداً ، قلبها رغم ضعفه لا يعرف إلا الحب و العطاء ، لم يرزقها الله بأطفال بسبب ضعف قلبها، و بناءً على نصيحة الأطباء . ‎لكن خالد كان كل حياتها ، لم تقصر معه في شئ منذ أن تزوجا . ‎و لكنه لم يرحم ضعفها ، و فاجأها بكل برود إنه يريد أن يكون أبا . ‎فقالت له : طبعاً يا حبيبي حقك . ‎و رغم ضعف قلبها . ‎قالت له : و لكننا نمر بجائحة كبيرة و أنا أخاف إن حدث حمل يحدث شئ للطفل . ‎و لكن كان رده قاسيا ‎و قال لها : لست وحدك من ستحملين طفل ! ‎فقالت له : غداً سأذهب إلى الطبيب لنأخذ احتياطنا لأجل سلامة ‎ ” البيبي ” ‎و في ظل شهرين كانت أماني حاملا . ‎ثم أخذت أميرة تبكي بحرقة شديدة . ‎أماني لم تذهب إلى طبيبها لأنها كانت تعلم جيداً إنه سيمنعها من الحمل خوفاً على حياتها . ‎لكنها كذبت .. حتى لا تفقد خالد . ‎و منذ أن حملت و بدأ الضعف يدب في جسدها ، و لم تخف على نفسها قدر خوفها على فقد الطفل . ‎أقصد خالد . ‎و إتصلت بي صباح اليوم ‎و قالت إنها ستذهب للطبيب لأنها تشعر ببعض التعب منذ عدة أيام ‎و لكني حاولت أن أمنعها ‎لأن الوضع في عيادات الأطباء بات غير آمن ‎لكنها لم تكترث لكلامي . ‎ و حاولت أن اتصل بها طوال اليوم دون جدوى ‎تمام ‎هل عندكِ أقوالاً أُخرى . ‎فهزت برأسها بأن لا . ‎و اُقفل المحضر في ساعته و تاريخه ‎و قررنا نحن وكيل أول نيابة أمن القاهرة   ‎أن سبب الوفاة ” مرض الكورونا ” ‎و أمرنا بدفن ” الجثة ” بمعرفتنا . ‎و لكن قاطعته أميرة و الحزن يهزم ملامحها : ‎و أنا اُصر على اقوالي و أن خالد من قتلها ‎قتلها بأنانيته و حبه لذاته ‎قتلها و استغل حبها له ‎قتلها و لم يلتفت لما تمر به من أوضاع بات فيها المعافي فريسة لهذه الجائحة ، فما بالك بالمريض منا . ‎أعذرك حقيقة أستاذة أميرة ‎فقد مر علينا في هذه الفترة البسيطة ما هو أسوأ من ذلك . ‎و لكن القانون سيدتي ,لا يحاسب أصحاب القلوب و العقول المريضة ‎همت أميرة بالخروج من المكتب ، ‎ فاستوقفها وكيل النيابة . ‎و قال لها : أعلم أننا اغلقنا المحضر ‎و لكن سؤال شخصي إذا سمحتي ؟ ‎فهزت رأسها بالموافقة . ‎أين أستاذ خالد ؟ ‎قالت : تزوج ‎بعد أن قضى عليها و قبل أن يعرف حتى بحملها

١٣-ذاكرة بلا ماضى هنا سعد- مصر

(شجن) امرأة أربعينية تقبع فى ركن المنزل وإلى جوارها ثلاثة من الأبناء وكأن فرعون محنك اجرى عليهم تحنيطها ذكيا بعناية فائقة وكمم أفواههم بكمامات زُرق وترك جثمانهم دليلا على مروره او أن مثّالا ذو أنامل ذهبية عكف على نحتهم وما ان انتهى القى عليهم ثيابا من كآبة يقول اصغرهم بتكاسل شديد :(انى _جائع ) وشفتاه مثقلتان لا ترغب فى الحديث تتهاوى الام حين يدب فى صنمها شيئا من حياة فتحازى الحائط وتحضر ما يقتاتون به بفتور شديد رغم إيمانها بأن الكمامة اكثر أهمية من الخبز وتقبع إلى جوارهم مرة اخرى بلا حراك خارجى لكن؛ فى الحقيقة باطن المراءة مازال يشتعل بالذكريات . توهج ركن فى باطنها يحمل ذكريات طفلة مليئة بالحيوية تلهو مع أقرانها بمدخل المنزل وقت قيلولة الوالدين كالعادة تجرى مفتوحة الفم تتلقف ما يعلق فى الجو من أتربة دون أن تأبه تتناول الرمل بيديها وتلقيه فوق روؤس المارة فى فرحة لا توصف تعانق اقرانها وتتحدث إليهم عن قرب بأريحية تحيل تعب اللهو والعبث إلى إئتناس مريح فأطل على ذاكرتها ذلك اليوم ؛ يوم التحول الجدزى فى شخص (شجن ) والذى رسم على خارطة حياتها صورة للوجدان الكئيب ،للحياة المنعزلة ،للعيش الرتيب الأم :بصوت فزِع :شجن تعالى إلى هنا شجن بحماقة الأطفال وعبوس الوجه :امى مازلت العب لم ينتهى دورى بعد . وتكمل التخفى وراء جدار عازل حتى تفوز فى استغماية الاطفال. الأم :قلت احضرى حالا لقد اذاعوا ان فيروسا سوف يجتاح البلاد وأمروا بالانعزال شجن بلهجة شديدة الرفض ووجه اكثرعبوسا :سوف أختبئ وراء جدارى عندما يمر اللص من هنا؛ فأنا اجيد المراوغة الأم بصوت اكثر حنقا بعد ان أيقنت أن طفلتها اللاهية لاتدرك خطورة الأمر :شجن ان لصا يرتدى طاقية الاخفاء سوف يجمع أطفال الحى ويعذبهم. شجن:تخرج من وراء الجدار العازل تتلصص خوفا ، تبحث فى ترقب عن اقرانها ، تنادى بصوت خفيض مرتعش : سلمى اين انتى؟ مريم أمازلتى مختبئة؟ اين انتم ؟ لا أحد يجيب شجن سوى الفراغ الذى يرجع اليها صدى صوتها فى وحشة وغربة كإناء فارغ أُمى تعالى خبئينى من اللص الام تنزل إلى الحى ومعها غطاء كبير تلف به (شجن ) وتتطمئن أن الغطاء يكسو فمها وأنفها شجن الاربعينية تشهق شهقة عالية تضاهى ما فعلته اثناء اختفائها خلف الجدار معبرة عن خوفها اللا محدود وكأن السنوات عادت لتقف بها على اعتاب المنزل فى الذاكرة تتعالى صوت أنفاسها فى صدرها فتضم (شجن ) أبنائها إليها فى توجس وكأن اللص الفيروسى عاد من جديد. تتعالى صوت أطفال الحى وتنتشر ضحكاتهم الابن الاصغر فى تطلع :أمى اسمع صوت أطفال يلعبون هناك ألم تخبرهم امهاتهم عن اللص؟ الابن الأوسط: لماذا لا يصنعون كبسولات مصفحة نسير داخلها فى الشارع ويمنحونا مسدسا لنصوِّب به على اللص إذا جال حولنا؟! الابن الاكبر بسخرية وتنَّكر :أظنه تم القبض عليه وأُلقى بالحبس منذ زمن بعيد الام فى وجم شديد وتحسُّر: أصمت انحسر فيروس الأمس اللعين من الكون كله إلا من ذاكرتى ووجداني أنا سرق اللص امى بعد ان احاطتنى بقطعة قماش ليخترق صدرها وانتقل إلى أبى وعزلنى أنا بعيدا عنهم حتى افترقنا لقد غاب اللص عن العالم كله ليسكن باطنى وأركانى. تطل من عيني (شجن) دمعة تعرب عن اوجاع قال مضنى الابن الأكبر مقاطعا لها ناظرًا الى الجهة الآخرى فى رتابة : ونحن ما ذنبنا من كل هذا؟ ألم يكن من حقنا اللهو والعبث والتقاط الرمال ونثرها؟ مابالنا نعيش الآم وجدانك وحسرات ذاكرتك؟ لقد أشرفت على النضج وحصدت حظ وافر من هلع الطريق ورهاب الاتساع وفراغ الفؤاد هؤلاء الصغار سيكبرون وتكبر مخاوفهم وعقائدهم الصارمة كظل ظليل قتل لص الأمس طفولتك وقتلتى انتى حاضر طفولتنا فلتسمحي لنا ان نبدل ثوب الكآبة والمخاوف بثوب ناصع الالوان مبتهج المعالم قبل أن نقبع عاكفين على ذاكرة بلا ماضى

١٤-مِيزَانٌ ومِطرَقة صقر حبوب –فلسطين

إنه اليوم الموعود… ذلك اليوم الذي تَكْتَظُّ فيه القاعة بالحضور. يأمر “الملازم كلوريد” جنوده بالاصطفاف في تشكيلٍ عسكري، والانتباه الشديد لحفظ الأمن والنظام خَوْفاً من تلك المواجهات المرتقبة بين الجاني وذوي المجني عليهم. على الفور تصطف “قطعٌ من الصابون” ليطوقوا القاعة، في حين يحتل “العقيد كحول” المنصة بلباسه المموَّهِ ومن فوقه روب أسود اللَّوْن، وبِطانَةٌ صفراء، وذلك الوشاح للقضاة. يأمر باستدعاء الْمُتَّهَم، فيقتاده الجند مُكَبَّلاً وسط صرخات الحضور واستهجانهم. على صوت المطرقة يأمر القاضي الجميع بالتزام الصمت، في حين يتقدم النائب العام بمذكرة الاتهام متحدثاً : – سيدي القاضي لقد عاث هذا الفيروس اللعين فَسَادًا وقَتَلَ النفسَ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق لذا أطالب بتوقيع أقصى عُقُوبَةٍ عليه وهي الْمَوْتُ، دون شفقةٍ أو رحمة. تضج القَاعَةُ بالتهليل والتأييد، ويأمر القاضي المتهم بالحديث قائِلاً : _ عَرّف عن نفسك؟ _ وما قولك فيما وجه إليك من اِتِّهَام؟ بِسَكينةٍ يتحدث الجاني : _ اسمي “كورونا” ولقد نسبتموني إلى عامكم هذا وقتما أطلقني مَرَدَتكن.! أما عن اتِّهَامي… فالقتل سيدي هو سُنَّتكم التي شرَّعتموها مِنْذ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ.! تتعالى الْأَصْوَاتُ مستهجنةً بالقاعة لترتفع تلك الطرقات المستنكرة للقاضي والذي يشير للمتهم باِستِكمال الحديث : _ لَسْتُ أنتسب إلى قومٍ أو سلالةٍ، دون أب أو جد زُرعت بينكم.! يسأله القاضي : _ وما الهدف من وراء إطلاقك بتلك الهجمة الشرسة على بني البشر؟ سيدي لقد اِنْقَلبْتُ على من صنعني وكَبَّدتهم خسائرٍ مهولةٍ نتاج سوء عملهم. أما عن هدفهم فهو التَّخَلُّصُ من ثلثي سكان الكرة الأرضية لذا سَخَّروا أبواق إعلامهم ومنظماتهم الماسونية والصهيونية للتضليل ونشر الأكاذيب عن كيفية مواجهتي، و… يقاطعه المدَّعي قائِلاً : كاذب! وأنَّ لك تلك المقدرة على الفتك؟ وما سر آليَّتك بالعمل؟ يبتسم بسخريةٍ وهو يشير إلى الشهود فيقول : حقيقة الأمر كما ترى فإِنَّ عملي هو مهاجمة كرات الدَّم الحمراء والقضاء على خطوط دفاعكم وما يتبعها من موتٍ حتمي. فلا تجدي معي أجهزة التَّنَفُّسِ ولا بروتوكولاتكم العلاجية التي لا تهدف إلا للربح مع التشخيص الخاطيء للمرض.! وما هي كلمتك الأخيرة قبل النطق بالحكم؟ يسأله القاضي : حينما أغلقتُ دور عباداتكم ومنعتُ عنكم المساجد والكنائس تمسكتُم بالإيمان الحقيقي. حَرَّمتُ عليكم أبسط حقوقكم في التَّوَاصُل والتَّجَمُّعِ لتتجلى صلة أرحامكم في أبهى صُوَرها. كشفتُ عن ضعفكم، ورأيتُ بِأُمِّ عيني أثناء غزواتي وملامسة صدوركم وقلوبكم، مدى تَمَسُّككم بالله فتيقنت أن سنته في خلقه هي الإعمار وأن هناك خالق رحيم يحمي عباده. والآن أقف بين أيديكم مُتَّهماً، منبوذاً، وأنتظر حكمكم العادل. ويكفيني ألماً تلك المشاهد المروعة التي كنت سبباً بها رغماً عني. _ الحكم بعد المداولة يقولها القاضي ويتجه إلى غرفةٍ خلفيةٍ بصحبة مستشاريه. ينطق الحاجب : محكمة… يقف الجميع حتى يأمرهم القاضي بالجلوس مُتَحَدِّثًا : _ بعد المداولة والاطّلاع على حيثيات الْقَضِيَّة وسماع أقوال الشهود ودفاع الجاني عما ورد في مذكرة الاتهام بالقَضِيَّة الشهيرة ب “كوفيد التاسع عشر” حكمنا على المتهم بالنفي من الأرض. رفعت الجلسة… ترتفع القاعة حَرَارَةً بالتهليل والتكبير ممتزجاً بالسعال الحاد وفي طريقه لإنفاذ الحكم ساخراً يُرَدِّدُ : الْمَوْتُ سنتكم التي شَرَّعتموها مِنْذ بَدْءِالْخَلِيقَةِ.!

١٥-حب في زمن الكورونا فادية حسون –سوريا

تسرّبَ الضجرُ إلى مرآتها المعلّقة على الجدار لفرطِ مكوثها أمامها .. كانت هندُ تسترسلُ في تفاصيل أناقتها إلى حدّ غير مألوف .. فهذا اليوم غيرُ عادي بالنسبة لها… فقد مضى عامٌ على غياب سندها ورفيق دربها.. واليوم هو عائد بجناحي الشوق ولهفة العاشق المشتاق .. ارتدت أجمل أثوابها… و أسرفت في زينتها.. رجّت زجاجةَ عطرها المفضّل التي أهداها إياها قبل سفره بيوم .. ونثرت بعضا من عطرها على قدّها الممشوق كغزالة رشيقة… فاستفاقت أنوثتها التي حنّطتها بين أعز ذكرياتها ذات وداع.. كانت نظراتُها إلى عقارب الساعة أشبهَ بالنظر إلى ضيفٍ ثقيل تمقتُ مكوثَه الطويلَ وتريدُه أن يرحل.. نظرت من الشرفة بترقّب وقد شرعت بقضم نهايات أظافرها.. ولاحَ لها شبحُه من بعيد .. يترنّح مثل سكّيرٍ أسرفَ في الشرب حتى الثمالة.. شيءٌ ما بثّ الذعر في أوصالها ما إن رأت كمامةً تحتلّ معظم محياه.. خيّل إليها أن الكمامةَ كفنٌ يتأرجح أمام ناظريها.. راعها منظر خطواته المتثاقلة كعجوز سبعيني.. (( هذه الخطوات لاتشبه خطوات مشتاق أبدا )) هكذا حدثتها نفسُها.. هرعت إليه بعد أن تأبّطت شوقا ملتهبا بين الضلوع.. تسمّر في مكانه كالتمثال … تعملقَ جدارٌ من الصمتِ بينهما.. لكن سعالَه المتواصلَ دمّرَ ذاك الجدار .. ازدادت سويةُ الشكِ في داخلها المضطرب… همّت بعناقه بعد طول شوق… لكن يدَاه أبعدتاها بشدة … كان آخرُ شيء سمعَتْه قبل أن تخرَّ مغشيا عليها : إنها الكورونا ياحبيبتي فلا تقتربي أرجوكِ .. قالها بصوتٍ أجشّ مرتعد يشبه صوت رجل مسنٍّ قضى التبغُ من رئتيه وطرًا.. ثم ضجّ صراخُ هندٍ في المكان فملأ الأرض ولامس عنان السماء..

١٦-حياة بقلم سعاد الزامك– مصر


جلست أمام شاشة التلفاز، أتابع كل شاردة وواردة عن جائحة عمّت العالم، فصفّدتْ كل أبواب التواصل، واخترقتْ القلوب بجحافل أحزان على فراق أحباب دون وداع. تسمرت بمكاني عندما رن هاتفي رنة كانت تداعب شغاف قلبي فيما مضى، فتتراقص كل ذرة بكياني نشوة لسماعها. كم ظننت أني نسيت تلك النغمة التي عفّت مسامعي منذ أعوام. -أحقا تذكرني الآن؟ ما السبب يا ترى؟ ألحنين غالبه، أم لإعلان خبر أخشى معرفته؟ لاينت مخاوفي ذكريات صبابتنا، ومشاهد عرس جمعنا، وليال طوال تآلفت فيها أحاسيسنا، وضحكات سامرت ضجرنا وقت البأس. قبضت على الهاتف بيد أرّجفتها المفاجأة، تصاعدت أنفاسي لهفة للرد، بينما حاول حدسي ردعي عن التمادي بالأمنيات. جاء صوته ضعيفا وكأن كل ضغائن ماضيه وحاضره ترقد على حنجرته. -أحتاجك بشدة زوجتي. -لِمَ الآن وقد نسيني لسنوات، تغافل عن كل خصالي الحميدة من قبل، ولم يتذكر مني إلا هفوة غير مقصودة أثارت حنقه؟! هطلت حسراته وكلماته عن معاناته من ذاك الفيروس اللعين الذي أوشك على القضاء على ما تبقى من حياته البائسة منذ أن تزوج بالأخرى التي ناءت عنه خوفا من انتقال العدوى إليها، وتركته نهباً للإهمال الطبي والرعاية. استرسل بحديث عن غلظة طبعها، كشفت عن أنيابها بعدما تملكت زمام قلبه وحياته، ولم تكتفِ بما كالته لزوجها من شتى ألوان القسوة، فأمرته بترك زوجته الأولى كالمُعلقة دون عائل أو ونيس. خامرني شعور بالرأفة على حاله المتدهور كما وصفه، وهممت على الموافقة، لكن خانه التوفيق عندما سمعت همهمات زوجته بضرورة استغلال سماحتي لخدمته. كبلني صمت لم أعلم سببه.. أكان صبرا لسماع أخبار ذاك الزوج الجاحد، أم إحساسا بنيل اليسير من حقوقي التي نهبها من قبل وتشفيا لجراحي الثخينة، ليتني علمت حينها ربما زالت ظنوني وهواجسي. بعد إنتهاء المكالمة بإلحاحه الشديد لزيارتي له ورجاء بالعفو عما سلف، غلبني الشوق وقد حاصرتني لواعج وحدة ضربتها حولي قسوة الحياة. يممت وجهي شطر صورة معلقة بنياط فؤادي، حاولت إماطة غباراً لاح على ملامح أعتمها الهجر، كلما نثرت قطرات من حنين على لواعج روحي؛ لكزني مرار إجحافه. تفلتت دمعة رحمة على وجنة الصبر، هممت بطاعة رجائه، فأمرتني صولات جحوده بالثبات وعدم التفريط في الإباء. استعصمت ذاتي عن السقوط في هوة الخداع مجددا، نحرت لمحة من خذلان، غاصت إرادتي بين الضلوع، ومزقت الشرايين المتشبثة بذكرياته. وكأن القدر أراد أن يكافئني، ويمسح بلطفه على أوجاعي، رن الهاتف من جديد لأسمع نبأ خمود آخر زفير للزوج العاق، فارتدَّت إليّ شهقة حياة.

١٧-الوباء الخطير بقلم مسعودة مصباح الجزائر 

دقً جرس الهاتف، لكنه لم يسمعه جلس أمام الحاسوب و بدأ يتفقد الرسائل الإلكترونية، وجد رسالة مهمة تقول: النجدة اني عالقة بمطار أنقرة بتركيا، لم تأتي الطائرة وذلك بسبب وباء كورونا، المتفشي في العالم، هل ممكن أن تساعدني للعودة إلى أرض الوطن؟ تأثر بتلك الرسالة و أخذ الهاتف و بدأ اتصالاته مع الاصدقاء و المعارف، و بعض المسؤولين، لكي يقوموا بالمهمة، ثم عاود الاتصال بها و طمانها و طلب منها الصبر و التريث و ان الامر سيحل قريبا، إن شاء الله تعودين و من معك في اقرب وقت، لأن الأمر خطير و الوباء منتشر و علينا اخذ الحيطة و الحذر…و احترام الحجر الصحي، حاولي ان تعتني بنفسك و الدعاء أن يرفع الله عنا هذا الوباء ، يودعها مٌطمئنا…ثم يعاوِد اتصالاته في انتظار اي جديد…

١٨- كرونا وبدع الزمان بقلم الكاتب عبد المجيد الديّهي-جمهورية مصر العربية 

أرسل أحد رواد قنوات التواصل الإجتماعي طلب صداقة إلى عبد الغني ؛ وكعادتة لا يقبل أي طلبات صداقة إلا بعد أن يتأكد أن صاحب الطلب رجل محترم يخاف الله وينشر ما يفيد الناس ؛ دخل صفحتة .. وجدها كباقي الصفحات .. محترمة .. وبها بوستات دينية تحمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية تسموا بالروح والنفس في رحاب ملكوت الرحمن ؛ ولفت نظره تلك البوستات التحذيرية .. الإرشادية .. التي تعزف بضمير على وتر جائحة .. الكرونا .. التي هزت القلوب في كل مكان على أرض الله ؛ وهذه الدعوات الطيبة الكريمة التي تخاطب الروح والوجدان ؛ وشد إنتباهه صور مآسي العباد في كل البلاد ؛ إيطاليا والأسبان وبلاد تركيا والبلقان ؛ وحرق الجثث في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية أعظم تكنولوجية تقنية في زمن عصر الأقمار الصناعية وحروب الدمار ؛ وهذه التعليقات والردود الجميلة التي تنم عن شخصية ذات عقلية متزنة تحمل فكر العقل بمنطقية الإيمان الحق وعدل السلوكيات ؛ قليل من الأصدقاء من هو على شاكلة هذا .. الـ إبراهيم .. وافق على طلب الصداقة وسعد بوجوده على جدار هذه الصفحة الجميلة ؛ وفي المساء فوجئ بشعارات كثيرة على رسائل الخاص من ضمنهم .. إبراهيم .. الصديق المثقف الذي وافق على طلب صداقته صباح اليوم ؛ وجد رسالة منه تقول .. أنت محسود وزوجتك وأنا أريد أن أخدمكما ؛ تعجب عبد الغني من حديثه ؛ وجاراه في الكلام لكي يقف على حقيقة هذا الهراء ؛ عبد الغني .. كيف عرفت ذلك صديقي العزيز .!.؟. إبراهيم .. أرسل ليِّ فقط صورة حذاء زوجتك ؛ وزاد تعجب .. عبد الغني .. سأله ولماذا .!.؟. قال أنا من المغرب العربي ؛ وأنت من مصر أليس كذلك .؟. عبد الغني .. نعم .. أنا من مصر إبراهيم .. أليس عندكم بمصر قارئ فنجان ؛ عبد الغني .. نعم ؛ عندنا قارئ الفنجان ؛ وعندنا من يضرب الرمل ويوشوش الودع إبراهيم .. وعندنا في المغرب .. قارئ القدم .. كقارئ الكف والفنجان تمام بتمام ؛ لأن القدم بها الكثير من المميزات ويخرج منها الكثير من الأسرار ؛ فقط أرسل ليِّ صورة حذاء الزوجة وانا سوف أشرح لك بعد ذلك بعض الأسرار ؛ جن جنون عبد الغني وصرخ من دواخله بصوت مكتوم وعلى الفور عمل حظر فكري كما الحجر الصحي خوفا من الكرونا وبدع الزمان ..

١٩- نزيف من نوع آخر زينب عبد الكريم التميمي- العراق

مطار بغداد الدولي ,صالة الانتظار, جلس يُتابع حركة المارة من المسافرين ,لم يعد المطار مكتظاً كما عَهَدَهُ, رحلةٌ استثنائية لكل من قدموا وعَلِقوا من المقيمين نتيجة غلق الحدود بين البلدين بعد تفشي ذلك المدعو كورونا, أشخاص لا يكاد يتعرف عليهم فهاهي الكمامات تضم نصف الوجه, تعفير ورائحة الكلور تملأ المكان , أرواح يغلفها فوبيا واضح. معبر ابراهيم الخليل , الطريق البري ,حافلة نقل الركاب, أحدهم يعطس, هو يتمتم بصوت مسموع : ياللهول ! ثلاثة من أصل خمس وأربعين فقط من نرتدي الكمامة ههههه, لا سأصاب فعلا . صوت يعلو : سادتي المسافرون الكرام , الان, عليكم الترجل من السيارة وعبور الحدود سيراً على الأقدام ,أمامكم نصف ساعة من المشي لبلوغ الطرف الاخر من الحدود , ممنوع عبور الحافلة, أصوات بدا عليها الضجر : لِمَ كل هذا الفزع والتشديد ,انه مجرد إنفلاونزا بسيطة قد تصيب أي شخص . : تباً قد أوقفوا كل الرحلات الجوية ,قَبِلْنا بالبر والان يغلقون الممر الحدودي البري أمام السيارات . الجسر الفاصل, نهر دجلة , خرير الماء المنحدر وجمال الطبيعة قد أنسى العابرون بعضا من التعب الذي ما برح حتى عاد واضحاً في صوت لهاثهم من طول المسافة وسحب الحقائب التي علا صوت أزيز عجلاتها المعاندة للإسفلت والتي اهترأ بعضها بفعله. ” هذه معالم العراق قد بانت ,جبال طوروس .اوه ,نسيت انكَ تركي” قالها بتهكم لرجل بقربه ثم استأنف الكلام: هو بلدي , نعم أنه العراق , لكن ما هذا ؟. ليس علم بلادي ,ماذا جرى ؟, علمٌ لم أعهده, ليس ذاك الذي كانت تعلو ساريتَه في باحة المدرسة , علم اخر . ماذا ؟.. دولة كردستان , ويحكم!, أنه فيروس أعظم قد أتلف رئتيك يا عراق , الاولى نزفت حتى انشطرت عنك والاخرى لازالت تكابد في طور ما بعد النزف. : يااللّه ,ثمان وتسعون يوماً مضت وأنا قيد هذا الوجع, قيد النزف, قيد العزلة الدولية . واليوم ,هاأنا ذا قد شددت الرحال أتأهب للرجوع. صوت علا في الصالة : سادتي المسافرون ,على جميع الركاب المتوجهون الى تركيا الرحلة رقم خمسمائة وواحد وسبعون الاتجاه الى بوابة الطائرة رقم ست وثلاثون, نتمنى لكم رحلة ممتعة.

٢٠-جحيم الورد واللؤلؤ بقلم راوية حسين – مصر

ليلةٌ مُقمرة سماؤها صافية ، ودوحةُ أنغام تخترقُ النسائمَ بليلةٍ بهيجةٍ يحتشدُ فيها الجمع من صفوةِ القوم ومن عامتِهِم في حفلٍ تنكري وكأنهُ يومَ الحشر . ومع دقاتِ العاشرة تُخيمُ سحابةٌ شديدةُ الحرارة والإضاءة على تلك الساحةِ المزدحمةِ الصاخبةِ بوسطِ المدينة ؛ لافتةً لانتباه الجَمعُ الذي لا عينَ فيه ترى ولا أُذُنَ تَسمع ؛ ولم يدركْ أحد .. أنورٌ ملائكيٌّ هذا المنبعث ؟ أم نارُ الأبالِسة ؟ إضافةً لتلك الهيفاءِ الساحرةِ ذات القناعِ الفِضيِّ والرداءِ الذهبيِّ الفريد والتي ظهرت فجأة وكأنها سَطَعَت من كوكبٍ دُريٍّ مهيب ؛ لتُلقي عليهم بالزهورِ العَطِرة والتي ضَاعَفت دهشتَهُم وصنفَتْهُم مابين رجلٍ تتبخترُ في رأسهِ الذُكوري تلك الأفكارُ الممعنةُ بخريطةِ الإيقاع بفاتنةِ الجيل ، وبين امرأةٍ تشتاطَ غيظًا ، يعُجُ من بين أنيابِها الشررَ مُخططًا برأسِها كيف ستُشوهُ هذه الغريمة ؟ أو كيف ستسترقُ رداءَها ؟ كلُ هذا يدورُ والحسناءُ تطوفُ بين الموائِد تبحثُ عن كِسرةِ خُبزٍ أو شَربةَ ماء . إلا أن الموائِدَ كلَها تفتقرُ لمُرادِها ولا تمُدَّها إلا بشواءٍ للحمِ طفلٍ يتيم أو بأقْداحٍ خَمْرُها من دماءِ المساكين ؛ فراحت تُناجي هذه العيون المُراقِبة ترجوهم زادَ خير . والعجيب أنهم رحبوا جميعًا بشرط أن تُلبي نداءاتَهُم المُتباينة ، لكنها إذا اقتربت من أيهُم بفِطرَتِها أو ربما بمكرِها ؛ عادت بتوقعِها بالمزيدِ من الجوعِ والظمأ . وفجأة ! وحينَ اشتدَ بها الظمأ حتى كادَ يقتُلَها ؛ انطلقت كفراشةٍ متحررةٍ من شرنقتِها مُحلقةً طوافةً ، تنثُرَ حباتِ اللؤلؤِ المُشَعَ من بينِ ثغْرِها ضَحَكات ، فتلمعُ أعينَ الهائِمينَ منهم وتلتهبُ صُدورُ اللواتي بكَيدهن مشتعلات . ومع دهشَتِهُم وجهلِهِم بما تُلقيهِ ؛ راحوا يسْتَبِقونَ بأقداحِهم ، تلك المُكتظةِ بالثلجِ الأحمرِ ، لعلهُ يُفلحُ أمكرُهُم بمراقصتِها أو استدراجِها حين راحتْ ترتشفُ من كلِ قدحٍ جمرةَ نَبيذ ؛ حتى ثَمِلَت .. وعندئذٍ ؛ إنطلقت مغردةً بحروفٍ متلاحقةٍ تهذى بأربعةِ أحرف مُتناثرة ثم قالت : إلى كلِ مَن غَرَّهُ فَيضُ عَطائي فأطاحَ بقلبي لأمنَحُ لهُ المزيد ، مُستعذبًا أنَّاتي وكأنها تَغريدَةُ الأناشيد ، مُسْتهينًا بروحى الشفافةِ ، مُستبيحًا دمعَ عيني ومُنتشيًا بكَدَري آملًا في أسري . هاأنا جِئتُكُمُ اليومَ بقلبٍ من الجحيم نبضهُ قذائِفَ الموت ؛ فأهديتُكم السُمَ في الوردِ ؛ إذ أبيتُم عِطرَه ، والنارَ في اللؤلؤِ ؛ إذ أبيتُم ضَيَّه وبعدَ الجحودِ ؛ ليس منكم بناجٍ إلا مَن كان له عقلٌ رشيد ، إنه صاحبَ المِنحةَ بالمحنة ، وما أُمِرتُ إلا أن أغمسَهُ بين حروفي الأربعة فقط غمسة ، لعلهُ يستفيق . وخَيّمَ السكونُ على الساحةِ ، وكذا بالجدرانِ المُثرثرةِ بالمشاهِد السينمائيةِ الساخِنة حيثُ بغَتَتْها دَهْشَةُ الصَمْتِ ؛ فتَباهتَتْ أضْوَاؤها مع سَوادِ الليلِ الحزين . وهؤلاءِ الزاحِفونَ على الأرضِ يتراجعونَ مُدبِرين ؛ حتى يستندوا لأي جِدارٍ ، لعل منهم مَنْ يسْتَبين ، حين رَتبت حروفَها على الجدرانِ بكلمة .. وباء .. ثم صاحوا برجفةِ الرُعب مُسْتبِقينَ قولا : *أنا سأسأل . ** لا بل أنا أبدأ . *أجيبيني هل أنا راحلٌ؟ **أنا عائِدٌ و نادِم . * بل الرحمةُ الرحمة . **وأنا لمن سأترك ولدي؟ * مهلا فأنا هكذا سأهوي بالجحيم ! ….. هكذا كانت نداءاتُ بعضَهم ، ومنهم من تسمعَهُ يَصخُب قولاً : * أنا لا أصدقُكِ أيتها البلهاءُ . ** وأنا لا أكترث بقولِك فاذهبي للجحيمِ . …. وربما عَلَت ضَحَكاتُ بعضهِم ساخرةٌ مستهينةٌ بها . ….. هذا غيرَ مَن كانَ منهُم أصَمْ لايسمعُ غيرَ عالمهِ المُهين .. والقِلةُ مَن رَتلوا بالهَدِيِّ الدُعاء وتَبَاكوا مُستغفرين بحروفِ النورِ قائِلين : نحن باللهِ واثقون وإنا إلى ربنا راغبون … وهنا ، همستَ الهيفاءُ بإنشودَتِها الأخيرةِ وهي تخلعُ عنها قِناعَها الفِضيِّ وثوبَها الذهبيِّ فتكشِفُ عن وجهِها الدَميم وقوامِها الهزيل .. فتعالت صَيحاتُهم تُشبِهُ صَرْخَةَ الموتِ حينَ قالت : كنتُ دُنياكُم وكنتُ مِنحَتَكُم . واليومُ أصبحتُ ابتِلاءِكم ؛ فَجِئتُكُم بزيفِكُم ، ومن موائَدكُم وأقداحِكُم أتيتُ بوباءِكم . وما أنا إلا مُرْسَلةٌ ببعضِ الرسالاتِ . فمِن بعضِكُم سَأنتَقِم وللبعضِ جِئتُ مخَلِّصَةً ، وجئِتُ للبعضِ مُبَشِرةً ومنذرةً للبعضِ . وما كنتُ أنا إلا رِسالتَكُم من ربِ العالَمين ، ولن أكونَ آخرُ الرسائِلَ .. أفمازال بينَكم الليلةِ من مُستَبين ؟! تمت .

٢١-خليك بالبيت بقلم سنية أبو النصر – مصر 

كان شحيح العطاء… لا يعترف أبدا الا بشراء الطعام …وانا لدي أطفال صغار يحتاجون لأشياءٍ أخري … جمعنا قبل الزواج حب لا مثيل له… ومشاعر طيبة ووعود بالسعادة لكل منا للأخر … ومع مرارة الحياة … فر الحب هاربا إلي الخارج…وأصبحنا غرباء تحت سقف واحد لا يجمعنا غير الحديث عن مشاكل الأولاد اضطررت للعمل بأحد المصانع … وتحملت في البدايات مشقته … كان حبي لأولادي يطغي علي حبي لنفسي… فتحملت وتجاهلت أي مشاعر أنثويه بداخلي بدأت الأمور المالية تستقر لحد كبير … أحببت عملي واجتهدت فيه بضمير … كانت سعادتي لا توصف عندما أجلب لهم ماينقصهم من احتياجات بدون طلب … فيغمرونني بالقبلات والدعاء والأحضان الدافئة … وكان ذلك يسعدني… ويرضيني مرت الأعوام علي هذا الحال… ترقيت وزاد أجري… واشتد عود أطفالي وكبروا… وكبرت معهم المطالب والاحتياجات… لا بأس فإن الله يرزقني الصحة والعافية من أجلهم… حتي دق ناقوس الخطر علي استقرار بيتنا أتي ذلك الفيروس بهدوء كسيولة المياه بعد الأمطار … استقبلناه باستهانة في بداية الأمر … لم نصدق وقتها مدي خطورته… فاستقبلناه بالسخرية والدعابة… وبدأنا نسمع عن أعداد المصابين والوفيات تتزايد … ومازلنا في سكرة من أمرنا وكأنه بعيد عنا. حتي جاء يوم… لن أنساه أبداً من ذاكرتي … بينما نحن منشغلون بالعمل… أبلغنا المدير بتصفية للجميع … شعرت وقتها بصدمة لا توصف… وكأن أحدهم صفعني علي وجنتي بقوه … توقف العمل… وتوقفت معه الحياة كلها وانغلق المكان تماما… وجدت نفسي بلا عمل … بين يوم وليلة … وقتها فقط شعرت بخطورته… والتزمت البيت لفترة علي أمل أن يزيح الله عنا ذلك الكابوس… ونعود كما كنا… ولكنه ظل يعانق كل من أقترب منه كالوطواط الأعمي في سواد الليل أُصيب زوجي بذلك الفيروس اللعين… أحسست بقرب الموت لفراشه وخطورة نقله لأولادي… وبدأت التساؤلات والخيال الشيطاني يتجول برأسي… ماذا لو خطفه الموت من بيننا… كيف تكون الحياة بدونه… يرفض عقلي مجرد التفكير في ذلك… فرت الدموع تأبي الفراق … كما كنت غبية… ضاع من عمري الكثير في صراعات لا ثمن لها… مازال قلبي ينبض بحبه بداخلي ووجدت نفسي أركع لله باكيا أدعو الله له في كل وقت أن ينقذه من هذا الوباء… تم حجره صحيا بالمستشفى… وتم حجري بالبيت انا والأولاد … بلا نقود وبلا عمل… ابتعد بعض الأهل والأحبة والجيران خوفاً من أن ينتقل لهم هذا الفيروس … اضطررت لبيع عفش بيتي حتي أجتاز تلك الفترة العصيبة… وتألمت كثيراً من تخلي بعض الناس عنا … ولكن لا بأس فلديهم عذرهم ومرت فترة كبيرة حتي اجتزنا هذة المصيبة… وعاد زوجي متعافي…ولم يصب أحد منا بمكروه… الحمد لله كما كانت فرحتي بعودته لكن كل شئ لم يعد كما كان … تتعامل الناس معنا حتي بعد التعافي… علي أننا فيروس كرونا يتحرك علي الأرض … حاول زوجي أن يعود الي عمله… رفضوا… لكونه… كان يحمل فيروس كرونا من قبل … ويتجنبوننا الناس لهذا السبب… سبحان الله … وقف بجانبنا أناس لم نتوقع قربهم أبداً وكانو أحن علينا ممن أحسنا اليهم في يوماً من الأيام … ساعدو زوجي بالعمل حتي نستطيع أن نعيش … والتزمت أنا البيت بأولادي … أقتربت المسافات بيننا ولأول مرة أري أسرتي عن قرب… لقد اقتص العمل منا سعات طويلة باليوم… حرمني تلك اللمة … حتي زوجي … بدأت أراه بشكل مختلف… أصبح هناك دفء أسري أفتقدناه من وقت طويل … الأن نتسامر ونضحك و ينصت كل فرد للأخر … نترقب الأخبار ليلاً نهاراً حتي في أخبار العالم… لا يشغلهم الآن الا اكتشاف دواء لهذا الفيرس… الجميع في رعب ياالله… هل من الممكن أن يأتي هذا الفيرس هباءً بدون رسالة… لا والله أبداً… هناك جرس إنذار للعالم أكمل فرمله الهيه قوية… لأشياء كثيرة كانت تخرب وتهدم الإنسانية بأكملها… دوامه… أفقدتنا السعادة الحقيقية بين أحبائنا… اللهم أرفع هذا البلاء عنا…

٢٢- انت حمار يا ذكي ؟ بقلم الكاتب :يسري ربيع داود – مصر

اركبْ سيارة مخصوص من الموقف، وزوجتك تقعد في آخر كرسي، وانت في الكرسي خلف السائق، وتلبس كمامة وهي أيضا تلبس كمامة، وافتح جميع نوافذ السيارة، وإذا وصلت إلى مستشفى المركز، اعطِ السائق أجرة اليوم كاملًا وليس أجرة المشوار فقط ، وزده أجرة تعقيم السيارة، وأخبره بأن زوجتك مصابة كورونا، وأحضره معك داخل المستشفى لأؤكد عليه ما يفعله… فاهم يا ذكي؟ قالها له أخوه الطبيب في عيادته بقرية “ميت كنافة” في محافظة من محافظات المحروسة، وبعد انصراف أخيه من أمامه ناداه قائلًا : _ يا ذكي : لا تنسَ ، أنا في انتظارك في تمام الساعة السابعة صباحا، سأجهز لزوجتك سرير العزل، ولا تقلق ستكون بخير، لكن احرص من الآن على عزلها في غرفة منفصلة إلى أن تأتيني باكر… فاهم يا ذكي! وخذ هذا المبلغ لتحاسب به السائق. هزّ ذكي رأسه علامة على الإيجاب، وانطلق يده في يد زوجته، وعندما لاحظه أخوه الطبيب نزل مسرعا على الدّرج، وتناول حجرًا من أمام عيادته وصوبه بدقة في قدم أخيه الذي هوى على الأرض فاغرًا فاهُ، وأمسك قدمه، ونظر خلفه فوجد أخاه يوشك على إرسال قذيفة أخرى، فأشار له أنه فهم الرسالة، وكان رد فعله على نفس القوة، فأوسع زوجته ( كفًّا) على قفاها، فقلبها على وجهها، فضحك الطبيب وضحك عليهما كل المرضى على سلالم العيادة وحولها. بعدها، تبدلت ضحكات الطبيب إلى قسمات جادة حينما أدار نظره إلى المرضى وعدّل نظارته الواسعة التي كثيرا ما تسقط على أرنبة أنفه، وراح يطلب من جموع المرضى ألا يتقاربوا، وأن يجلسوا تحت النخلة، وأمام بيت الحاج مليجي الذي يشبه اليافطة ، وعلى مسافات أعلى درج جامع ميت كنافة البحري. وصاح بعد أن ضايقته الكمامة وتساقط النظارة المتكرر وتزاحم الناس في العيادة : _ نصف العيادة عندها كورونا، ابعدوا عن بعض، جننتوني! في اليوم التالي ذهب إلى المستشفى المركزي وعند الموعد المحدد أقبل عليه أخوه في ملابس (مبهدلة) وبدون كمامة، وكذلك زوجته بلا كمامة وعليها نفس أعراض البهدلة،ترك المريض الذي كان أمامه لطبيب آخر، وأسرع إليهما وسط صيحات اعتراض من المرضى، لكنه خرج بخطوات بائسة من ثقل ملابس العزل في المستشفى، حتى أنه يجد صعوبة في تعديل نظارته الواسعة التي حاول كثيرًا أن يلقيها في وجه كل مريض لا ينفذ أوامره او يغضبه فهو سريع الانفعال والشتم والضرب، وعندما وصل إليه سأله مغضبًا : أين كمامتك وكمامة زوجتك؟ لم يجد إجابة بعد أن تبادلا النظرات، ولعلمه كيف سيكون رد فعل أخيه لم يتكلم، فأردف بسؤال آخر بطريقة أشبه بالشتم والسب : أين السائق لأرشده عما يفعل؟ أجابه بصوت خفيض وعين مكسورة وكأنما هو (عامل) عملة : _ هذه سيارة أجرة، وليست سيارة خاصة كما طلبت مني! أخبرني بعض من حضر الواقعة أن الطبيب ألقمه لكمة بكامل يديه حطمت الصف العلوي من أسنانه، وبعدها فقد النطق، وأنا الآن في طريقي لزيارته بمستشفى العباسية للأمراض النفسية ولم أنس أن أشتري له نظارة بدل التي كسرت في المعركة !

٢٣- ” كِبر” بقلم مجدي محمد كمال- مصر

اربعة عشر يوماً ازاحوا غيمتي وأيقظوا بصيرتي من ثباتها العميق، كنت شاباً لا يطمح إلا لتحقيق رغباته في تحقيق حياة رغدة يطمح لها أي شاب، ولم اترك درباً يوصلني لتلك الغاية إلا سلكته، حتى حققت مرادي، بعد يوم عمل صاحبني فيه السعال كظلي، ويبدوا ان تلك العدوي التي سمعت عنها صدفةً تجوب العالم قد ألمتني، يرن هاتفي، إنه رئيسي بالعمل: – سمعت أنك مريض؟ لا عليك فلتأخذ إجازة، وهاتفني حين تتحسن حالتك… سلام هكذا ازاحني العمل في دقيقة، وأصبحت شريد المأوي والعمل، في نصف يوم فقط تبدل الحال، يرن هاتفي مرةً أخرى تلك المرة زوجتي: – لم تأخرت …؟ لماذا لن تأتي …؟ متى كان عملك يفرض عليك السفر المفاجئ؟ ألن تجهز حتى ملابس للسفر؟ متى تعود؟ تساؤلات سريعة متلاحقة انهالت بها على وانتهت المكالمة وهي لا تصدق أيا من مبرراتي الكاذبة، لم يكن أمامي إلا البقاء في سيارتي. قضيت حاجة أمي وأبي من خارج الباب، وانصرفت، وبعدها أغلقت تليفوني إشتريت بعض المُعلبات التي تكفيني عدة أيام مع قائمة علاج، ولم أكن أعلم ان تلك العزلة ستعيد تشكيل كياني، وتوالت المشاهد كاللطمات، فقد أصبح الناس متشابهون قد رسمهم الشقاء بنفس الملامح رغم التباين بينهم، فإلى أين بتلك الخطى الثقيلة يسعي هذا العجوز؟ وتلك المرأة كيف تحمل هذا الطست فوق رأسها بكل ما فيه؟ وهذا الصغير الضئيل بملابسه الرثة ما حاجته للسعي المبكر هذا؟! صورةً تلو الأخرى تجذبني أكثر للمتابعة والتساؤل، لمحات عقبتها عبرات وعبر، وسعال مُنتظم كأني ألفظ به نفسي القديمة سعال تلو الأخر. لم أعد أكترث كم يوم بقيت بالطرقات أقضي حاجتي خلسة بالجنبات كالمشردين، ولم يكن هذا ما يؤلمني ولا حتى ذاك الصراع الجاري بجسدي، فقد انشغلت بما أرى عما أشعر، ولكأنه كان ترياق الشفاء، استيقظت بالصباح الأخير لا أشعر إلا إنني أخف وزناً وقد تبرئت مما كنت أعتقد بالحياة فبرئت مما أصابتني به، وعدت للبيت بلحيتي الكثة وسيارتي المعفرة وتوقفت أمامه وكأنني لأول مرةً أراه! فقاومت عبراتي وأنا استشعر الحنين لأول مرة بحياتي، جاءني مهرولاً كعادته يحمل عني حقيبة يدي فرفضت مبتسماً على غير عادتي، فنظر لي وكأنه يسألني مندهشاً من أنت؟! ابتسمت له فزادت حيرته فباغته: – كيف حالك؟ … فجاوبني متلعثماً – بخير … بخير … يا بيه والله، الحمد لله، فقلت في نفسي… – لله وحده كل الحمد. ،

٢٤-إمرأه على كومةِ قمامة بقلم نعايم النجار سفيرة السلامشمال سيناء.. مصر

خرجتُ لقضاءِ بعض الحاجات، وإذ بي أرى إمرأة على كومةِ قمامة ملابسها رَثة، من الدهشةِ إختلطَ علىَّ الأمر، كذبتُ عيني فإقتربتُ وإذ بها بالترابِ معفرة، إقتربتُ فبتعدتُ مسرعةً من شدةِ رائحَتُها، هَممةُ لمُخاطبتِها فجائت تقبل رأسي، إرتعد جسدي وشعرتُ بالخطرِ،، يالله تأكُل وتأكِل طيورها من القمامة، فقالت لي متسائلة لما تضعي الكمامة، حملقت بها وكنت لها مبتعدة وللرد صامتة… فسألت نفسي لم أعطيتها وأعلمتها من القمامة لا تقتربي فذاك أصعب الشررِ هناك كورونا ونواجهُ الخطرِ، عدت وأعلمتها وأعطيتها وقلت: إرمي ما معك واستجيبي لأمري… نظرت لي باكية ومن أين لي بقوت يومي، ما أعطيتني إياه طعام اليوم، فماذا عن طعام غدي، خذي عطيتك وهيا إذهبي، أنا لست سائلةً سوي ربي رزقي عليه ولن يصيبني قدري،،، مياه معدنية شربين ومكيفات منعمين، فكيف تشعرون بنا هيا فوتي هيا إذهبي من يخرج للشمس فلن يصاب بالضررِ،،، حتي لو أكل من القمامة مثل الطير،، يالله كيف أفهمها ً؟ كيف أساعدها؟؟ تساقط الدمع منى وصرت مثقلة الخطى ،، كيف نساعد أمثالها لو أصيبت فتصيب الكثير من حولها،،، ،(( كلماتي للأثرياء)) ،،،، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،، ساعدوا هؤلاء الفقراء،، يزيدكم الله من فضله ((تصدقوا فإن خير الزاد الصدقة))

٢٥- حكايا واحة 57 ظلمتم الكورونا بقلم جيجي حافظ- مصر

ونحن فى انتظار تحضير الدواء لإبنى داخل مستشفى57357
.انتابتنى حيرة لموقف،تمنيت لو لم أره.وحمدت ربى كثيرا لرؤيته.رأيت شابا فى مقتبل حياته لا يتجاوز 16 سنة يبكى كطفل يبلغ ست سنوات لفت انتباهى جلوسه بمفرده فى آخر مقعد فى الحديقة..انتظرت قليلا حتى يهدأ او يظهر أحد كان معه،ولكن لم يأتى احد .والولد يزداد فى البكاء
وجدت نفسى أقترب خطوة وابعد خطوة أخرى
ماذا أفعل ؟أخاف من ردة فعله ورفضه لوجودى بجانبه
وفى نفس الوقت،ممكن يكون محتاج من يمد له يد العون
او من يسمعه
ربى اختر لى ما يريح قلبه ويطمئن قلبى فقد وجعنى ببكاؤه..فأنا لا أعرف ما يوجعه (قلبه أم جسده)……فاقتربت
وقلت له: “ممكن اجلس بجانبك”
هز رأسه وافسح لى المكان وبدأ يبكى فى صمت
وبدأت أوجه له كلامى
” انت بتعيط ليه؟”
رفض الإجابة.
بدأت أتكلم بصوت منخفض ولكنه مسموع لديه دون توجيه الكلام له ولا انظر اليه (عن الرضا بما كتبه الله علينا.وإنه بالتأكيد نحن جميعا أهالى المرضى والمرضى لنا جزاء خاص عند الله ..وإن الحمد والصبر يعلي من الجزاء..وما نمر به من وجع يبكينا ألما فى الجسد لكن يزيدنا تقربا من الله..فما نحن فيه منحة من الله فلابد من استغلالها احسن استغلال…ووو)
فبدأ ينظر إلي وكانت عيناه مليئة بالدموع ولا يستطيع الكلام
ولكن عيناه تحدثت تحدثت أن الألم لم يكن الم جسدى ولكن هو الم فى الروح
ووجهت له كلامى مرة أخرى
“اتكلم .مايبكيك لهذه الدرجة ؟”
فأنت مزقت قلبى فمابالك بقلبك..هون على نفسك فرج الله قريب
رد وقال ..”هل هناك فرج بعد موت عم فرج….؟”
عقلى يتسأل ..من هو عم فرج…؟
ويكمل الولد كلامه…”انا ممكن استحمل اى حاجة بس هو يبقى معايا
انا استحملت مرض إعلانه فى التلفزيون لوحده كان بيرعبنى عمرى ما تخيلت انه يجيلى
استحملت وجع الكيماوي وبهدلته ليا ولجسمى(وشاور على ذراعيه) ده غير كم الجلطات اللى فى رجلى بسبب حقن العضل
واستحملت لما لقيت نفسى عندى ورم من أصعب الحالات فى المستشفى واستحملت اكتر لما عرفت انى هتعالج لفتره طويلة فى المستشفى كل حاجة فيهم كانت بتوجعنى بس هو كان معايا وجوده بيصبرنى ويقوينى..
كنت بحسه صاحبى وحبيبى،كانوا اصحابى بيحسدونى على علاقته بيا،كنت بقول لهم بكل ضحك (انا مريض سرطان كان لازم ربنا يكافئنى بيه) وانهارده اول مره آجى المستشفى من أربع سنوات من غيره. ومشفتوش بقالى 12 يوم .ومش عارف هشوفه تانى امته” هو مين عم فرج؟ عم فرج هو انا ..هو روحى..هو ابويا أصيب بالكورونا..الكورونا اللى قربتنا اكتر من بعض …خلتنا مع بعض صبح وليل من غير شغل له ولا دراسة ليا من ساعة ظهور الكورونا والمستشفى حذرتنا من التواجد فى الأماكن المزدحمة خوفا علينا بسبب مناعتنا القليلة….فكان والدى اكثر الآباء التزاما (مثل أى أب وأم فى هذه المستشفى)ليس خوفا على نفسه بل خوفا عليا وعلى رفاقى فى المرض . فكان والدى يذهب عمله فى أضيق الحدود إن لزم الأمر …. إلى أن جاء اليوم المشؤم ،وذهب ابى إلى عمله للضرورة وقابل أحد العملاء وهو كان يرتدى الكمامة ويأخذ كل احتياطاته…ولكن كان العميل بيكح بشكل ملفت للانتباه ،فوالدى سأله ولكن العميل قال له: “واضح انى شرقان”..ولكن لا أحد يعلم ماكان يدور داخل والدى خاف والدى أن يرجع البيت لأنه أحس بأن الرجل فعلا مريض .وعزل نفسه فى بيت عمى القديم وحده. وبعد يومين اتصل والدى بالعميل لمعرفة بعض البيانات لتوصيل بضائعه فعلم أن العميل دخل المستشفى لأنه مصاب بالكورونا ولا يستطيع الكلام مع أحد لأن حالته حرجة.
فثار ابى على أهل العميل…..وقال لو تعلموا فيما اذيتمونى .. وبعد حوالى أسبوع ..ظهرت على ابى أعراض الكورونا وهو وحده بالمنزل ولا يوجد أحد معه وأمى حيرانة بينى وبينه. وأبى يزداد سوء يوم بعد يوم ولا يوجد مكان بالمستشفيات ولا نملك أن ندخله مستشفى خاصة فلا نملك إلا الدعاء والبكاء انا كتير بكلم الكورونا ويقول لها احببنا فيكى لمتنا مع اهلينا فلما خنتيننا واخذتى أغلى ما عندنا
_هل هذا جزاء احترامنا لك وخوفنا منك
ولكن ليست الكورونا هى من أذتنا بل المستهترون ….
المستهترين سلبوا منا أبسط حقوقنا..باستهتارهم فاضت دموعنا وأصبح فى الحلق غصة و فى القلب طعنة..وأصبح كل نفس يخرج يحمل فى طياته الآهات……فرفقا بنا أيها المستهترون فنحن لا نحاسبكم الآن ولكن سوف يأتى اليوم الذى نأخذ فيه حقنا منكم فياليتكم تستطيعوا حينذاك أن تدفعوا الثمن!

٢٦- الحالة صفر بقلم رضا يونس –مصر

” الجميع يفرون إلى كهوفهم.. يحملون أطفالهم.. يحكمون إغلاق مزاليجهم.. تناثرت بعض الكلمات..أحدهم يهمس: أصيب بنزلة برد.. انقسام نووي لتلك الهمسة: لا- سمعت أنه التهاب رئوي حاد..انشطرت الهمهمات؛ لا- الخبر اليقين أنه حالة ربو مزمن… لالا-هو أول حالة كورونا في القرية.. نعم كورونا.. كورونا..كورونا.. كورونا..كورونا.. اتفق ءأمة الإشاعات على مفهوم الكورونا.. فليس بعدها حبكة…
صوت سيارة الإسعاف يعانق الآذان.. يحاصر هؤلاء الذين لطالما ركنوا للعلم في تفسير الظواهر الكونية وشككوا أن هذا القروي قد هاجمته سهام الكورونا الشائن..الكورونا.. هذا الفيروس الوحش الذي يراه القرويون أنه مس من الجن عار على من يغزو مناعته.. هكذا بعض القرويين لهم أفكار يسبقها الجاهليون الأُوَل بألف سنة ضوئية..
العيون المتلصصة أحكمت إغلاق الحواجز الاسمنتية إلا من زجاج شفاف يسمح لهم بإطعام مواقد إشاعاتهم لما هو آت..
عين تتلصص على مرافقي الإسعاف والعين الأخرى على شاشة الهاتف تضبط الكامير لتسجل ذلك الانتصار التاريخي على العلم..بل ويوثقونه صورة بأجنحة متحركة تخلد جهلهم..
حُمل القروي المريض إلى السيارة باحترازات غاية في الدقة..انطلقت السيارة تزمجر كأنها تصافح هذه الألسن والآذان الفضفاضة..غاب القروي أسبوعا في مستشفى العزل القريب من القرية فهو على بعد فراسخ قليلة.سمحت لهؤلاء بإضفاء مزيد من الحطب على تلكم المواقد المتقدة..لم يعد هناك مجال للشك.. إنها الكورونا…عادت تلك الألسن العاقرة لتلوك في الآذان الفضفاضة همسة جديدة انشطرت نوويا ثم تواءم من الإشاعات تجوب القرية…سمعت أن زوجته عانقت الفيروس بحفاوة..قالوا أن ولدية يخفيان الخبر..يقال أن خمسة أشخاص من أقاربه أصيبوا..الآن الحكومة تفرض حظرا على شارعه..يصرخ أحدهم مات منذ قليل وسيارة الإسعاف عند المقابر يقومون بدفنه بين موتانا الأصحاء..الفيروس سيقيم في مقابرنا..لا تسمحوا لهذه الجثة الصابئة أن تلوث دين موتاكم .أحرقوا جثته..ذروها في الصحراء..
تجمعات هائلة يقودها سلطان الجهل المطبق على هذه العقول لايبارحها..ربما استسلاما لها، وقد يكون استمتاعا بهذه اللعبة..أو لعلهم يجدون في هذا الفن الهابط تميزا وتفردا سهل المنال..
فجأة..
يعلو صوت الزغاريد..اندهاش يصيب مركز الإشاعات..يبدو أن هذه الزغرودة نواة لإشاعة كبرى..الآذان الرادرية يزداد محيطها. يصيىها التمدد ..ريق لعابهم يسيل ..ألسنتهم تجري عملية إحماء داخل أفواههم..
صوت مذياع المسجد القريب: نبارك لأهل القرية
…. الحالة سلبية”
رضا يونس

٢٧- “رهين المحبسين” بقلم عبير توفيق 

هل هي قسوة الأيام ؟ أم جفاء وبرودة الأوطان؟ أم حلول الوباء والأسقام ؟ أم كل هؤلاء جميعا تحالفوا عليه وأقسموا بجهد الأيمان ألا يتركوه يهنأ بالحياة ويمر من بين أيديهم مرور الكرام ؟ لقد بدأ الشك يتسلل إليه شيئا فشيئا عندما شعر ببعض الأعراض تظهر عليه والتي أصبحت معلومة لدي الجميع ، ولكن هذا الشك تربع واستقر داخله ليصبح يقينا بعدما جاءه هذا الإتصال من وزارة الصحة التابعة للدولة العربية التي وفد إليها منذ أربعة أشهر سبقت إنتشار الوباء ، ليخبروه بأن نتيجة المسحة التي قام بها منذ ثمانية وأربعون ساعة أثبتت إيجابية الڤيروس ،وأن عليه بالحجر المنزلي وعدم المخالطة ، لحين خلو أحد الأسرة فسوف يقومون بإرسال سيارة الإسعاف له لتأخذه للحجر الصحي بالمستشفي ،وأملوا عليه باقي التعليمات التي يجب عليه إتباعها ، وهنا بدأت الهواجس والأفكار السوداء تتلاطم داخل رأسه وكأنها امواج عاتية في يوم عاصف ، محدثا نفسه قائلا : إيجابية الڤيروس ، (كورونا ) وأنا مريض سكر ومغترب و ليس معي أحد وأسكن بمفردي ، لقد كنت أمني نفسي بأن كل ذلك مجرد نزلة برد وسوف تزول بتناولي بعض المسكنات مثلما حدث مع زميلي بالعمل ، يا إلهي ماذا سيكون مصيري ؟ هل سأنجو من هذا الوباء ؟ وماذا لو إختارني الله إلي جواره هل سأدفن في بلاد الغربة ؟ وماذا عن المبلغ الذي إقترضته من الأهل والأصدقاء لشراء عقد العمل قبل مجيئي إلي هنا ؟ والذي لم أشرع بعد في سداده إلا بعد الإنتهاء من سداد مصاريف الإقامة ،وهل أخبر زوجتي ؟ وأمي التي لو علمت بذلك فلن تتحملها قدميها وسوف تهوي علي الأرض من هول الصدمة ، وماذا عن أولادي الصغار والوعود التي قطعتها علي نفسي لهم بتحقيق أحلامهم البسيطة ؟ والفرحة التي أتخيلها كل ليلة علي وجوههم عندما أعود إليهم بالهدايا والألعاب ، أصبحت كل هذه الأسئلة تجوب برأسه ذهابا وإيابا ولا يجد لها من جواب يهدئ من روعه، وبدأت الحرارة في الإرتفاع لتلهب نار قلبه قبل جسده ، ومن حين إلي آخر تنتابه رجفة شديدة وكأنها زلزال مدمر لو قيست علي مقياس ريختر لفاقت قوته ، وأثناء ذلك الطوفان الذي تملكه ،إذ بهاتفه الجوال يدق ،إنه الموعد اليومي للقاء الأسرة بأكملها علي وسائل التواصل الإجتماعي ، صوتا وصورة ، اللقاء الذي يؤنس وحدته بعد عناء يوم شاق في العمل ، و يخفف عنه آلام الغربة ووحشتها ، فماذا يقول لهم وهو لا يريد أن يخبرهم بأي شئ ؟ولا يستطيع التحدث معهم لأن السعال أصبح ملازما له و لا ينقطع إلا قليلا ، وأيضا لا يريد أن يدخل الهم والحزن عليهم ، فيكفيهم ماهم فيه من جهد المعيشة ،وهنا قفزت حيلة إلي رأسه ،فقد قام بإلغاء المكالمة الصوتية واستبدلها بكتابة الرسائل ، قائلا : لقد سقط مني الهاتف علي الأرض وتعطل الصوت ولن أستطيع التواصل معكم إلا كتابة إلي أن تنتهي فترة الحظر وأقوم بإصلاحه ، ونجحت حيلته ، وبعد أن إنتهي من محادثتهم ،غالبه النوم لدقائق معدودة ليستيقظ منه علي الحمي التي تمكنت من جسده النحيل فلم يعد يجدي معها أي شيء ، لأنه لا يوجد أحد معه يقوم علي رعايته ، فكل ما استطاعه هو أن إتفق مع صاحب البقالة و التي توجد أسفل البناية التي يسكنها أن يرسل له كل يوم بعض الأغراض من خبز وحليب وغيره علي أن يتركها له امام الباب ،وذلك منعا لإنتقال العدوي له ، ثم يقوم هو بعد ذلك متحاملا علي نفسه بأخذها ليقتات منها القليل ،فلم يعد لديه شهية بعد ، ومر يوم والثاني والأمر يزداد سوءا ، وهنا أيقن أنه بات رهين المحبسين محبس الغربة ووحشتها والتي تخلو من كل مظاهر الدفء ، وأيضا محبس الوباء الذي توغل فيه كالوحش الكاسر و نال منه بسرعة فائقة ، وعاود الإتصال مرة اخري بوزارة الصحة ، لأنه لم يستطع التحمل بعدما شعر بصعوبة في التنفس ، فأبلغوه بأنهم سوف يرسلون له سيارة الإسعاف في الصباح الباكر لتأخذه للحجر الصحي ، وفي هذا الصباح المرتقب صعد عامل البقالة مبكرا ببعض الأغراض مثل الأيام السابقة ليتفاجأ بأن القطط التي تكتظ بها البناية قد نبشت الأكياس البلاستيكية والتي تركها له بالأمس وبعثرت جميع محتوياتها ، ليسوده الهلع والفزع فيدق الباب بشدة مرات ومرات ، ولكن هيهات هيهات فليس هناك من مجيب .

28- شظايا  بقلم أمير ٱلمۘدرسۜ –العراق.

في حي اسمه حي الصفيح وبين اركان ذلك المطبخ المتهالك المقفر، كان يبحث عن بقايا أشياء أو مواد يصنع منها طعاما يسد رمقه، غير إنه رجع بخفي حنين كما يقول المثل، فكورونا اللعينة تحاصره في البيت، وزادت من قصر يده القصيرة أصلا، فهو لم يكن موظفا ليستلم مرتبا شهريا، وليس من عمل يعينه الأن بعد أن سرحه رب عمله، بالرغم من إن أجره لايكفي الا قوت يومه وعياله، أطفاله الأربعة بعد أن رسم الجوع ملامحه على وجوههم الضعيفة ولونها بلون الموت الأصفر، أخذتهم أمهم هاربة من شبحه وذهبت بهم الى أخوالهم، فالعيش هناك أرحم بكثير لأنهم في بحبوحة من العيش. لم يكن وقع ذلك عليه سهلا، لكن ما في اليد من حيلة، وبالرغم من إن صاحب السكن أعفاه من إيجار السكن لهذا الشهر فأن ظروفه صعبة جدا خصوصا إنه لم يتقبل من أي من جيرانه ومعارفه أي مساعدة، أكتفى بتعففه عن أن يسأل الناس الحافا. لقد مر ثلاثة أيام على آخر وجبة تناولها وهي وجبة بسيطة المثرودة ( أكلة عراقية تعد من الخبز والزيت والبصل والملح والكركم ) حتى من غير البصل، حين بحث في المطبخ لم يجد غير كسرات من الخبز اليابس لم تأكلها حتى الفئران التي تشاركه السكن، يتركها ويدخل غرفته يبحث في جيوبه عن عملة نقدية عبثا فيرجع خائبا وهو كان قد قلبها عدة مرات، ما زالت مقدمة نشرة الأخبار تعلن والصدمة واضحة على محياها أن الولايات المتحدة الامريكية بلغت وفيات جائحة كورونا خمسة الاف وفاة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في أكبر محصلة للجائحة أمريكيا وعالميا، الخبر يبث الرعب في نفسه فيمسك بالريمونت ويغير الأرسال وفجأة تظهر تلك الأنثى الجميلة الرشيقة بلباس الشيف في فضائية عراقية وهي ترحب بالمشاهدين الكرام وتقدم لهم طبخة اليوم (( المقلوبة))، لقد قلبت هذه الكلمات معدته رأس على عقب، وزادت من نوبات جوعه، وبدات الشيف بعد أن ذكرت مكونات الطبق، تقطع البصل والباذنجان والطماطم وتضعهم على النار لتقليهم، فتملأ رائحة القلي اللذيذة أنفه وإحساسه وكل خلجات نفسه، ويعيش اللحظة بنشوة كاملة، يذهب مسرعا الى المطبخ ليعود ومعه كسر بسيطة من الخبز اليابس هي كل مؤونته ويتناولها على أنغام سمفونية ترتيب هبر اللحم وطبقات الباذنجان وحلقات البصل والطماطم، حين غطتهم بحبات الرز الطويلة كانت رائحتها تملأ جمجمته ومخيلته، وهو يتناول كل ما بحوزته من خبز يابس على تلك الإيقاعات الجميلة،حين انتهى البرنامج خيل البه وكانه اكل كل القدر فشعر بالشبع والامتلاء، وقبل أخذ قيلولته قرر الخروج غدا لعمله جمع علب المشروبات الغازية وبيعها. أحس جيرانه بوضعه فعزموا على أن يرسل كل يوم أحدهم من وجبة غذائهم البسيطة وهم العارفين بتعففه، تقبلها بعد أن برروها بحجة عدم وجود من يعد له الطعام لغياب زوجته. بعد أيام حين كان مسؤولا رفيع المستوى يذكر في نشرات الأخبار على شاشة تلفازه، الأنجازات التي قدموها للمواطنين في ظل الظروف القائمة وسيطرتهم الكاملة على المرض، التي ستفضي بعد شهر من الآن للقضاء الكامل على المرض بأذن الله، كان في غرفته يحلم بذلك اليوم، كان على أبواب فجر الربيع القادم، وهو يعاني من الحرارة ويسحب أنفاسه بصعوية وحيدا بسبب الوباء الذي نقلته العلب التي جمعها له، ولولا تدخل الجيران لنقله للمشفى لكان في عالم آخر.

٢٩- في العزل  بقلم رحاب عمر  -مصر 

أعددت مائدة الطعام ووضعت فيها كل ما اشتهى ، منذ فترة وهو يلح فى طلب المحشى والرقاق ، وظروف عملى كمدرسة فى مدرسة خاصة لا تسمح لى بذلك، فأنا أخرج فى السادسة والنصف يوميا لألحق بالباص الخاص بالمدرسة، وأعود فى الرابعة عصراً منهكة من طول الطريق وضغط العمل ، حتى فى يوم الجمعة بالكد أهتم بشئون النظافة المنزلية ،وأرتاح من ضغط العمل . أخذت إجازة يومان حتى أطهو له ما يجب ، وأصنع حركة تنقلات بالمنزل ، غيرت معالم البيت بالأمس ، واليوم طهوت له ما اشتهى، أثق أنه لن يخلع ملابسه إذا رأى هذه المائدة، سيباغتنى بنكاته المعهودة ،وقفشاته التى توقعنى من الضحك . جلست على رأس المائدة أنتظر عودته وأنظر للباب، نظرت حولى وجدت خواء مخيف ، وصمت مرهق ، وضعت يدى على قلبى تذكرت صوت بكاء الطفل الذى لازمنى سنوات طوال ، ولم ينتهى إلا عندما لجأت للطبيب نفسى . حسرة ما تنتابنى كلما تذكرت أن الحياة ستنتهى بنا دون ونيس ، وأننا حتما سنموت من هذا الصمت المطبق ، الليالى باردة حتى فى أشهر الصيف التى يشتكى من حرها الناس، أنفاس الصغار وتحركاتهم هى من تنعش المكان وتخرج طاقته الكامنة … مرت فترات من حياتى وفىّ شغف لكلمة ماما ، هذا الشغف جعلنى أسمع صوت بكاء أرهقنى سنوات وسنوات ، حتى تخلصت من الحلم فطُعن شغفى فى مقتل … حدثتى شيخ ضرير كان يسكن فى حجرة صغيرة جوار بيت أمى أن هذا البكاء الذى أسمعه ليس تخيلاً ، وأنما هو صوت طفلى الحقيقى الذى ما أذنت له الحياة بالولوج فيها ، وظل معلقاً بين عالمين… أخذتنى عيناى ناحية الحجرة التى صنعناها سويا بعد زواجنا بعام وضعنا فيها السرير الهزاز، والارجوحة الصغيرة والألعاب البنفسجية التى تتماشى مع لون الحجرة الموف الفاتح ، وهذا الدولاب الصغير الذى ألصقنا على بابه صورة طفل شعرنا أنه يشبهنا ، تلك الحجرة التى ما استخدمت منذ عشرون عاما إلا لحظات عندما أدخلها متعمدة اخفاء دموعى وحرمانى منه ، اللون البنفسجى لون الوجع العميق، يحمل فى تدرجه أسرار الروح والمشاعر، وكأننا كنا نشعر حين اخترناه لوناً لحجرتنا تلك بحقيقة الحرمان ولا ندرى . بالكد تخلصنا منذ سنوات قليلة من الأمل، والتخلص من الأمل كان سر التخلص من الألم والمعاناه، يكفى أنه أنهى هذا الانتظار المجحف الذى أجل سعادتنا كل هذه السنوات ، أدركنا مؤخراً أن سعادتنا فى تلاقينا وتواجدنا معا ، بالكد بدأنا نشعر بقيمة هذا التواجد ، وكأن الله جبر قلوبنا بالرضا حين اتسعت روئ أرواحنا وتقبلت النقص وتهيئت لقبول المتاح ورغم ذلك لازال اللون البنفسجى يربت على أرواحنا. أزيل دمعات ساخنات من فوق خدودى على رنة الهاتف وظهور صورته قلت على الفور: إية أخرك كدا تخلى المحشى يبرد، صمت ولم يرد أسرعت بالتحدث : إية انت على السلم ، طيب بسرعة لأن فيه صنية بسبوسة بتنادى عليك ألو ألو جاء صوته باهتاً قائلاً: أنا لن أعود رددت بسرعة وتلهف: لية إية حصل؟ رد حزينا ، حسن اللي معايا فى المكتب عنده كورونا وقرروا يعزلوا المخالطين، -كورونا ؟! صمت وصمت ثم قُطع االاتصال نظرت للحجرة البنفسجية ولأصابع المحشى المرصوصة فى القالب الصينى المذهب ، صوت بكاء الطفل الصغير يعود ببطئ ثم يعلو ثم يتحول صراخاً يبت فى قلبى أسلم نفسى راضية له ، فهو أعذب من صوت الصمت وأهدأ من أنين الوجع ..

٣٠-تقى بقلم ميرفت محمد 

على فراش المرض وحيدة ذليلة بعد أن انقطعت بها سبل العيش الحرام وأغلقت الحانات ونوادى الليل الفاجر وفراش الشيطان اللعين جلست تلك البغى الحسناء تراجع نفسها وتتساءل هل أنا ضحية ذلك الأب الجاحد الذى تركنى نطفة فى رحم أم لم تجد طريقا للعيش سوى التجارة بجسدها؟؟؟؟؟أم ضحية ذلك المجتمع القاسى الذى لا يعرف الرحمة بأمثالنا أم ضحية غى الشيطان ؟؟؟؟تتزاحم الأسئلة وتهوى بها الاجابات إلى هوة الندم السحيقة لا تعرف لها مذاقا الا ذلك الحين هل يقبلنى الله فى التائبين ؟؟؟؟وهل أجد مخرجا للكسب الحلال للعيش إذا لم أمت بذلك الداء اللعين ؟؟؟؟؟وظلت تردد يارب يارب أرحم وحدتى وضعفى وانكسارى بين يديك فقد ضاقت بى سبل الحياة هل تقبلنى فى التائبين ؟؟؟هل تقبلنى عندك ممن غفرت خطاياهم ؟؟؟ سمعت طرقا على الباب جارتها العجوز الصالحة أتت لها بالطعام ألم تخافى منى يا يا أمى فهذا المرض معدى ؟؟؟؟؟ ردت عليها العجوز الصالحة (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )سألتها تقى التى طالما عاملتها بغلظة وتكبر كلما رأتها أو حاولت نصيحتها هل يقبلنى الله يا أمى من التائبين فردت عليها المرأة الصالحة لعل ما يحدث لنا يا ابنتى ظاهره شر وباطنه خير وكأن الله أراد لك طريقا للرجوع والتوبة فردت عليها وهل يقبلنى؟؟؟ قالت لها أليس سبحانه من قال فى كتابه (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) خذى يا ابنتى معمل التحاليل أتى أليك بهذا الظرف

٣١- الرحلة الأخيرة بقلم شادن شاهين– مصر

يُرجى ربط الأحزمة” “أخيرًا، عشرون عاما التهمتهم الغربة؛ على كل حال لا شيء أغلى من سعادة أبنائي”. “مطار القاهرة الدولي”؛ ووطئت قدماي الأرض المقدسة، بدت لي الشمس غير الشمس؛ هنا الحياة. “استلام الحقائب”؛ الصداع يكتنف رأسي وعظامي تئن. “هل يفسد ذلك التعب مفاجأة عودتي؟” قادتني قدماي إلى عيادة المطار، بعد الكشف: “اشتباه كورونا” صرختُ: “مستحيل” “تناول هذا الدواء مع العزل المنزلي” تدفقت رعشاتُ صوتي عبر الهاتف: “حبيبي، أنا والدك، هنا بالمطار، يبدو أني أُصبت بكورونا، أنتظرك بالعيادة” أنهيت الاتصال، ووضعتُ رأسي على ظهر المقعد، وغبتُ عن العالم. “سيدي، العاشرة مساء، ألن يأت ولدك؟” رفعت رأسي في دهشة؛ نظرتُ إلى الهاتف؛ لم يتصل، لابد أن مكروهًا أصابه. تحاملتُ على نفسي وخرجت؛ أوقفتُ سيارة أجرة، “المقطم يا حاج ” بدا الطريق أطول من عمري الضائع، والوقت أثقل من خوفي، أنزلني السائق وحقيبتي عند بوابة الحلم، في تلك البقعة المنعزلة من الهضبة ترتسم أضواءُ المدينة عالمًا من خيال؛ هنا الحياة. ضغطتُ زر الجرس مرارًا بلهفة طفل؛ لطمني صوته:”ارحل يا أبي”. تحسستُ أذني كمن أصابته لوثة؛ “ارحل يا أبي وخذ معك رفيقك عزرائيل” ، صفعة الإغلاق. دققت الباب بقبضتي الهزيلة؛ ولا مجيب. لفَّني الدوار وبدأت قطرات العرق تسيل على خدي. “السكر اللعين” سقطتُ أرضًا، وانتثرت محتوياتُ الحقيبة؛ الهدايا الثمينة؛ “كيف تفقد الأشياء فجأة قيمتها وتصبح بلا معنى؟” تجاهلتُ أحلامي المبعثرة؛ زحفتُ بصعوبة؛ لمحتُ ظلالًا قادمة؛ رفعتُ ذراعي أستغيث ووعيي يتناقص؛ أسرعتِ الخطى نحوي؛ “الغوث، أنا مريض كورونا”؛ توقفتِ الأقدام فجأة كسياراتٍ متهورةٍ أوشكتْ على الاصطدام؛ استداروا وجروا جميعا بالاتجاه المعاكس. العالم ينزع قناعه، الوعود تذهب مع الريح، تلك الصور المهزوزة الباهتة أمام عيني هي حقيقة الحياة، الخوف يتسرب من شراييني، يملأني حتى الحافة، كغريق يأتيه الطوفان من داخله… أين المفر وقد فر مني الكل؟! حاولتُ أن أبكي، فعجزتُ عن فغر فم البكاء، غرقتْ صرخاتي داخلي وحيدة كما وُلدت وحيدة. الآن في مكان ما من العالم تصدر ضحكة، أكاد أسمعها، تبدو لي ساذجة جدا، غدا تغزو الكورونا حلوقكم فتُغلق في وجوهكم الأبواب، حين يُطل الموت برأسه، قد يصبح الكلُّ خونة. سقط رأسي الثقيل بين محتويات الحقيبة، علا الصوت من جديد في أذني:”يُرجى ربط الأحزمة”.

٣٢-مودة ورحمة بقلم زين ممدوح

لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت ما حدث في رحلة الجامعة الأخيرة، في مدينة دهب إحدي مدن جنوب سيناء ،ففي اليوم الثاني تحرك اليخت ايزيس، في مياه البحر الأحمر الزرقاء ، للإستمتاع بالشعب المرجانية،والأسماك الملونة ،وقفت سميحه وحسام أعلي سطح اليخت،يتهامسان فقالت بدلال حسام عيون حسام بتحبني قد إيه ولأنه تفاجأ بالسؤال،فلم يجد أمامه غير البحر فهو الآن في عرضه!. بحبك مثل هذا البحر،بل وأكثر من هذا العالم. فقالت له ،لو أنني ألقيت نفسي هاهنا وأشارت إلي الماء هل ستنقذني؟ قال بثقة منقطعة النظير _ عمري لك فداء ولن أبخل به. فغافلته وألقت بنفسها في الماء فاندفع خلفها وكادت أن تغرق. فقد علمت سميحه منذ ذلك الحين مدي حب حسام لها وصدق مشاعره،وبين عشية وضحاها صارا روميو و جولييت الجامعة،وتمنت كل فتاة أن تلقي بنفسها في البحر لكي تشعر بهذا الإحساس الرومانسي الرائع!.بعد عامين من التخرج ،تزوجا،ودخلا عش الزوحية، بمباركة الأهل والأحباب. على مقربة من مسكنه كان يوجد كشك صغير يمتلكه الحاج صابر، كان يمر عليه لأخذ الجريدة،وإن تعذر المجيء يرسل إليه حفيده الصغير علي وهو بن سبع سنوات حسن الوجه، لا تقارقه الإبتسامة قط،فرق له قلبه،وكان يمنحه قطعة الشيكولاتة عن كل مرة يأتي إليه بالجريدة.في ليلة هادئة،جلست سميحه وحسام فى البلكونه وكان الجو ربيعا،والهواء رطب جميل،قالت سميحه، أنظر إلى القمر ما أجمله. قال كيف انظر إليه وهو أمامي ،فارتسمت علي ثغرها ابتسامة لطيفة .سيارة الإسعاف تنطلق بسرعة،بصوتها المعروف، غيرت مجرى الحديث،ربما تحمل حالة كرونا قال حسام بأسى هذه الكرونا كشفت الكثير عن معادن الناس الفلصو وقد أظهىرت الوجوه الحقيقية المتخفية خلف ستائر الرحمة. فأصبحت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة. فقالت وهي تؤمن على حديثه إنه ابتلاء وامتحان و….. قاطعها _ماذا لو أصبت بكرونا؟! قالت بحسم أفديك بعمري! فتذكر هذه الكلمة ،يوم أن ألقت بنفسها في البحر فحمد الله أنه رزق بزوجة صالحة، قلما يجود الزمان بمثلها !. بعد أيام قليلة تأكدت أصابته بكرونا قد انتقلت إليه من زميل له،فتم حجره فى البيت،وقد صدمت زوجته عندما اعترف لها بهذا الخبر،فانتابها الخوف من المجهول. استيقظ صباحاً،نادي علي زوجته،فلم تجب، أعاد النداء،فكانت نفس النتيجة،نهض من فوره وقام لينظر ما الأمر ،فلم يجدها،قال ربما ذهبت إلي السوق لشراء بعض احتياجاتها.لفت نظره ورقة قد وضعت على ظهر باب الشقه بشريط لاصق مفادها سامحني مش عايزة أموت !. أسند ركبتيه على الأرض،وأجهش في البكاء وقال بصوت متهدج الموت قدر،من قال أن أحدا يستطيع منحه للآخرين وأين ذهب ذلك الحب؟!وهل الحب أكذوبة كبيرة؟،أم أن الجائحة جاءت لتمحص القلوب .مضت الأيام كئيبة رتيبة ،تشبه بعضها بعضا،لم يعجب لهروب زوجته من أول اختبار حقيقي صادف حياتهما،فقد تخلى عنه الأهل أيضا،كأن هذا المرض وصمة عار لمن أصيب به،انهارت عزيمته،ضاقت عليه الأرض بما رحبت،فأخبار الكرونا صارت سيمفونية حزينة تعزف في كل أروقة العالم،صوت طرق علي الباب،إنه علي،ذلك الوجه الملائكي،أتي بالجريدة،فأشرت له أن يدعها جانباً، ويعود للوراء قليلا خوفاً عليه،دهشت حينما علمت أنه يعرف ما أنا فيه من كرب وشدة. قال كلمة غيرت مجري حياتي رأسا على عقب،فقال (لكل أجل كتاب) فهممت بسؤاله من علمك هذا،وانت مازلت بعد صغير،قال أنا حافظ لكتاب الله. أراد الله لي النجاة،فحمدت الله كثيراً،فتذكرت زوجتي وتخليها عني ،فالتمست لها العذر،من يدرى،فلو كانت هي المريضة،ربما أهملتها. لقد شرع الله لعبادة الزواج وجعل بين الزوجين مودة ورحمة، وهي أساس العلاقة،والرحمة يجب أن تسود. لذلك ألقي كل شيء خلف ظهره ،وارتدى بذلته كأن ليلة عرسه عادت من جديد،لابد أن تعود إلي مملكتها ،هم صوب الباب دق جرس الهاتف. علي الناحية الأخرى جاء صوتها باهتا ضعيفاً تخبره أنها في الحجر الصحي فانطلق إليها كالمجنون !

٣٣- صوت التشيلُّـوبقلم منال عساف —مصر

رن جرس الباب ، خرج الأب والأولاد من غـرفهم ، الابنة تسأل : من بالباب يا أبي ؟ -: أخصائي التحاليل أتى لأخـذ المسحة ، تفضل من هنا ، وأشار الأب إلى باب الغـرفة واسـتأذن زوجته بالدخـول ، فتحـت الباب ، كان الرجل يختفي داخل سترة بيضاء وقناع وجه لا يظهر منه سوى العينين ، بعد قـليل أخـذ المسحة وأخـبرهم بأن النتيجة بعـد يـومين ثم إنصرف ، وقفوا ينظرون إليها فابتسمت لهم وأغـلقت الباب عـليها وراحـت تتضرع إلى الله وتناجيه : إلهي أعـلم أن الموت آت لا مَحالة ولكن لا تجعلني أضـرالآخـرين ، أنا على يقين أن وراء هذا الوباء حكمة تحمل رسايل عـديدة ، فقـد يكـون التباعـد الإجـباري بيننا اليوم هـو عقـاب لنا لتباعـدنا الإختياري وجحـودنا مع بعضنا البعض ،أتوسل إليك يا الله لا تجعلني أرحـل وحـيدة دون أن أجـد من يصلي علي ويدعـو لي ، وسالت دمعة من عينها وهي تتذكـر( قبل شهر) ،ذاك اليوم الذي استيقظت فيه عـلى رنين الهـاتف ، أجابت وهي تـرتجف : مَن ؟ أغـلقت الهاتف وهي تتمتم ببعض الكلمات ، خرجت من الغـرفة تهمس لابنها فإذا بزوجها يخرج مهرولا من الغـرفة مفزوعا : مَن ؟ _ إنه أخوك محمود صرخ الزوج صرخة دوت في أرجاء المكان :لماذا ؟ لماذا ؟ كان بخير عندما تحدثت إليه عبر الهاتف في المرة الأخيرة ! ثم ظل يبكي وينتحب والزوجة والأبناء يهدئون من روعه في المقابر لم يأت سوى القليل ،و بعـد وقت قصير وصلت السيارة التي تحمل النعش و إذا بعشر أفراد أو يزيد يُصَلون عليه، سألت عن زوجة الفقـيد وبناته عـلمت أنهم لم يحضروا الجنازة حرصا على سلامة الأخرين وذلك لإحتمال إصابتهم بالفيروس الذي توفى به الزوج ، قـلت في نفسي : يالها من مأساة حتى أقرب الناس يحرمون من وداع فقيدهم ، ماهذا الذي يحدث لنا ؟ كان حال الجنازات الأخرى التي مرت علينا أسوأ ، فكل جنازة تصحبها سيارة واحدة ، إنه الطوفان ، بدأت أرتجف ليس خوفا من العدوى فكنت أعلم أن لا عدوى من المتوفى ، إنتهت مراسم الوداع واصطحبنا أحد أفراد العائلة في سيارته ، طريق طويل وأنا لا أسمع سوى صوت يهمس إلي بأبيات تمزق أوردتي وأنا أنصت إليه أنا في حضرة الموت أرتجف — وبحروف القرآن أدثر وألتحف — يتجرعون الكأس ومنه أرتشف عدتُ إلى المنزل أفكر قلقة على زوجة محمود وابنته ، في اليوم الثاني عـلمتُ بإصابتهما ، وكانت كل العائلة في حالة توتر وحزن يتابعون الموقف من بعيد في ذعـر ، مؤلم حقا ! المستشفى العام هي الموت بعينه ، والمؤلم أكثر هو إستغلال بعض المستشفيات الخاصة لهذا الموقف ، فاليوم الواحد بعشرات الألاف من الجنيهات كأن الحياة حق لمن يملك المال فقط ….اليوم الثاني بعـد أخـذ المسحة ، طرقت الإبنة الباب ووضعت الغداء لوالدتها على مسافة قصيرة وهي تنظر لها بحزن وتسألها : كيف حالك يا أمي ؟ _ بخير باابنتي لا تقلقي ، إذهبي واطمئني وأغلقت الأم الباب : تسألينني عـن حالي ، إنصتي للصوت الذي بداخلي : أترنح بين خوف وخشوع –أصرخ بصوت غير مسموع – تتجـمد في عيني الدموع ، تناولت قليل من الطعام ثم جلست بجوار النافذة ، لا تكـف عنها تلك الأصوات التي تؤنسها ، أصوات تناسب كل حالة تمـر بها من تأملات وخشوع ، خوف ، بداخلها عالم مختلف ، كانت لا تظهر عليها أعراض خـطرة ، فقـط إشتد عـليها السعال ورشح بسـيط ولكنها خشيت أن تكون أخذت العدوى من أفراد العائلة ، فقـد ظهـرت أكثر من حالة ، قررت أن تعـزل نفسها حتى تطمئن و لا تدع الهواجس تطاردها بعـد أسبوع من خبر وفاة شقيق زوجها ، كانت قد تعودت أن تتصل كل يوم بأخوتها فأخبرتها شقيقتها الكبرى بأنها أصيبت هي وابنتها بفيروس الكورونا ، نقلته لها جارتها ، ظلت تطمئنها بصوت مرتعش وبعد أن أغلقت الهاتف أصيبت بحالة من التوتر شديدة ، حاول زوجها أن يهدئها _: خوفي ليس على نفسي بل على كل من حولي ، ألا يكفي أنني لا أستطيع أن أقف بجانب أخوتي ، كنت أشعـر أننا سوف نفـوق إيطاليا في عـدد الإصابات بسبب الزحـام و حالة اللامبالاة التي عاشها الناس في الشوارع طـوال شهر رمضان كثيرون لا يستطيعون النوم من الرعـب ، وغـيرهم لايهتمون بهذا الشيء الذي يهدد حياتهم ولا يكفون عن السب والقذف طـوال نهارهم ، كيف يرفع الله عنا البلاء ونحن هكـذا ؟ لم تكن هذه حالتها في بداية الأمر ولكن كلما إقترب الأمر من العائلة إزداد الخوف والقلق ،عـانت شقيقتها أسبوعاً كاملا ثم بدأت تتعافى تدريجياً هي وابنتها ، كما تعافت أيضا زوجة محمود ، وما إن بدأت تهدأ حالتها حتى عـلمت بحالة أخرى ظهرت ،أسندت رأسها وعادت تناجي ربها : متى ينتهي هذا الكورونا الذي يعجز العالم عن مواجهته ؟ استيقظت في الصباح ، تناولت إفطارها وجلست تقرأ قليلا تحاول أن تتغـلب على القـلق من إنتظار النتيجة ، إفتقـدت الجـلوس مع أبناءها كثيرا ، والأن يملأ سمعها صوت تحبه هوعـزف التشيلو الحـزين ، يقولون أن لا صوت يشبه نحيب آلـة التشيلُّو وأنها الأقرب لصوت الإنسان ، كانت تنتحب معه دون صوت ، آلاف الأسـئلة تطاردها وهي تحاول الهروب منها ، أولها ماذا لو كانت النتيجة إيجابية ؟ ويحاول صوت آخر داخلها أن يتداخل مع موسيقى التشيلو هامسا بأبيات الشعر لحظات ساقني إليها القدر — في غفلة زاغ فيها البصر — فعـلمت أن الله قد أمـر فجأة سمعت ضجيج خارج الغـرفة وطـرقات عـنيفة ، فتحت الباب مسرعـة غـير مٌدركة مايحـدث ، ماذا حـدث ؟ وجـدت زوجها وأبناؤها يحتضونها ويهـنئونها مبارك نتيجـة المسحة سلبية ، أنت بخـير والحمد لله لم تصدق نفسها ، سالت دمعة من عينيها ، وسجـدت شكـرا لله .

التعليقات مغلقة.