مسرحية صرخة اولاد الشوارع ” الحلقة الاولى “منصورعبدالمقصود
المشهد الأول
يفتح الستار على
الميدان الكبير به حديقة لها أسوار حديدية ، بوابة الحديقة تقبع فى الجهة العكسية من الميدان و على يمين الحديقة من ناحية الميدان ، مطعم شعبى كبير، وقد افترشت بعض الطاولات على الرصيف لجلوس الزبائن عليها وعلى يسارها ، كشك الجرئد الكبير الذى يملكه عم صليب بائع الجرائد والمجلات ، والذى يقبع أسفل الكوبرى الكبير الذى يعبر عليه المشاة .
أسفل الكبرى يرقد الطفل أحمد الذى لم يتجاوز عامه الثالث عشر ،
ومعه صالح الذى يتوسد ساق أحمد فى وضع النوم والذى يبلغ من العمر إثنى عشر عاما ، ويتوسد قدم صالح عبد الله أصغرهم سنا والذى لم يتمم عامه الحادى عشر .
أغنية
أنا إنسان
وبأحلم إنى أعيش فى أمان
وإمتى يا دنيتى إمتى
تحنى فى ليلة ع الغلبان ؟
وإمتى يكون لنا فيكى
صدر حنون ؟
منيش جاحد ولا فرعون
لكن بحلم وكل منايا
أعيش إنسان
أعيش إنسان
ينتفض أحمد فجأة وهو فى حال الغضب الشديد
أحمد – وإمتى يا دنيا هتحنى علينا ف يوم ؟
وإمتى هنام وهشبع نوم ؟
وإمتى يا دنيا هتعلم ؟
وإمتى يكون لنا حاضر ؟
صالح – ماهوش ذنبى انْ أبويا يموت
وأمى بعده تتألم
وتملاها الحياه أوجاع
وتبكى ع الولد لو جاع
فتتجوز
عشان اللقمة تلقاها فيضربنى
وأنا اللى أبويا طول عمره مكرمنى
عبد الله – أنا غلطان لأنى هربت يوم م البيت
لكنه كان بلا رحمة
وأمى ست غلبانة
بتتكلم
عليها الكف بيعلم
وأعيش فى الحسرة بتألم
على بيتى وعلى أمى وعلى نفسى
أحمد – كرهت العيشة من يأسى
بقيت عايش منيش عايش
فى ليلة بشحت اللقمة
وليلة بجيبها بخناقة
. يا دنيا لينا خنّاقة
صالح – وأصل الناس مهيش فايقة
وأصل الناس مهيش رايقة
تحن ف ليلة ع الغلبان
مدام غلبان
كتيره نبصله بصة
ونتأزم
نخاف ليبص فى اللقمة
فتتسمم
عبدالله – عرفت كتير وصاحبونى كتير أولاد
حالتهم برضه من حالتى
نومتنا أصلها الشارع
بنسمع كل فترة أدان
وناس رايحة
وناس جاية
ونسمع من الشيوخ قرأن
وناس واقفة وبتأمن
أحمد – وأروح وأجرى على الجامع
فشيخنا يبصلى بصة
يقولى روح على الناصية
يا ابن ال…. ناس
فقدت يا دنيا إحساسى
بقيت إنسان بلا إحساس
بلا مبدأ
لقيت كل البشر أعداء
وكل الدنيا أعدائى
يجلس الجميع أرضا … فوق الرصيف وقد أنهكهم التعب
صالح – أنا جعت قوى ، أنا هموت من الجوع ، لا أحد يرد عليه
صالح – وبعدين أنا مش قادر أتحمل
عبدالله – أصبر يا صالح
فى ناس بتاكل وشكلهم قربوا يخلصوا أكل
أجهز أنت وأول ما اديك الإشارة إهجم
عبدالله – بسرعة يا صالح الراجل قام يغسل ايده هو وعياله ورايا بسرعة
ينقض صالح وعبد الله على الطاولة
صالح – أفتح الكيس بسرعة يا عبد الله
أفرغ صالح كل ما تحمله الأطباق من بقايا للطعام
وصارا يجريان بسرعة حتى لا يدركهما أحد
فى طريقما إلى باب الحديقة الخلفى
أما أحمد ، فقد اقتصر دوره على مراقبة المشهد من بعيد ،
متأهبا للتدخل اذا احتاج الموقف لتدخله .
مشى أحمد واثقا من خطوته
وبعد فترة قصيرة اجتمع الثلاثة ، وتناولا ما أحضروه من بقايا للطعام ، أسفل الكوبرى الذى أتخذوه مأوى لهم
المشهد الثانى
ألقى الثلاثة بأظهرهم على الأرض وراحوا فى ثبات عميق فقد شبعوا بعد أن كادوا يقتلون جوعا .
استيقظ الأصدقاء بعد فترة وقد أتى عليهم الليل .
عبد الله – وبعدين احنا هنعيش طول عمرنا نخطف الأكل
صالح – عندك حل تانى
عبد الله – نشتغل
أحمد – الشغل ده لأولاد الناس مش للى زينا
عبد الله – طيب نحاول نعمل اى حاجه لكن مستحيل نستمر بالشكل ده
صالح – طيب انت رأيك ايه عبدالله ؟
عبدالله – لازم كلنا نشتغل فى أى مكان
وبعدين لما نخلص الشغل نتجمع ، واللى اشتغل يدى للى مشتغلش لكن لازم كلنا نشتغل
أحمد – أنت متصور أن فى حد هيوافق انه يشغلك ؟؟
هأهأهأ انت طيب قوى يا عبدالله
عبدالله – طيب نحاول أنا تعبت من خطف الأكل وتعبت من الشحاتة وتعبت من الحياة
صالح – معاك حق يا عبدالله
تعالوا نشتغل احنا التلاتة مع بعض ، طول ما احنا مع بعض محدش هيضحك علينا
أحمد – ازاى يعنى يا صالح ؟؟
صالح – احنا نقف عند إشارة المرور واحد يمسح ازاز العربيات لما تقف الإشاره والتاني يبيع مناديل
والتالت يبيع جرائد ، وطول ما احنا مع بعض محدش هيقدر يضايقنا
عبد الله – خلاص أنا هروح لبتاع الجرائد اللى فى الميدان وهتحايل عليه وبازن الله هيوافق يدينى شغل
صالح – وأنا أكلمه يدينى مناديل أبيعها وبعد ما أبيعها أديله حسابها
أحمد – ( لحظة صمت ) أول الفجر ما يدن بتيجي الجرايد احنا نقف معاه ننزل العربية ، وبعد ما نوجب معاه هو هيحس بالأمان وممكن يوافق يشغلنا ،
عبدالله – قوموا ناموا شوية لغاية الفجر
المؤذن – ( الصلاة خير من النوم
الصلاة خير من النوم
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله)
يستيقظ الأصدقاء الثلاثة ويتوجهون إلى الكشك الكبير القابع فى يسار الميدان
تقف العربة التى تحمل الصحف والمجلات لتفرغ حمولتها عند عم صليب بائع الجرايد
التعليقات مغلقة.