مسرحية “محاكمة “عبد الصاحب إبراهيم أميري
مسرحية “محاكمة “عبد الصاحب إبراهيم أميري
أشخاص المسرحية
** المخرج
“**الحارس الاول
**الحارس الثاني
**الشرطي الاول
** الشرطي الثاني
**الانتحاري، فاروق
تمهيد
المسرح عندي لا تحدده جدران خشبة المسرح، بل القاعة بما فيها من مشاهدين، وممثلين، و كذلك كل ما يحيط قاعة العرض وأصواتهم، تكون مسموعة في الداخل،
لا حدود للزمان والمكان في المسرحية، باتت ظاهرة غالية في عالمنا المتوحش
المنظر
منصة مسرح ليس فيها أي ديكور خاص، ستائر سوداء، نسيم عليل يحرك الستائر بهدوء يمينا وشمالا،
القاعة مزدحمه بالمشاهدين،
عمال الديكور ينصبون قطع الاكسسوار الجاهزة على خشبة المسرح ، المخرج ينظر إلى ساعته بقلق شديد
المخرج – لا أدري ، لم تأخر وصمم الديكور،
احد العمال- اين انصب مكان الادعاء العام،
يبدو التوتر على المخرج،
-صدقني لا أدري، فعلها بي مصمم الديكور، أضعها أينما تشاء، تأخرنا عن العرض
حارسان مسلحان يحرسان بوابة الدخول
ملصقات كبيرة على جدران القاعة،
تحمل عنوان المسرحية،
محاكمة،
المخرج،.( يواجه الجمهور) -استمحيكم عذرا سادتي، سنبدأ بالعرض بعد لحظات
، تخفت إنارة الصالة تدريجيا ، ظلام دامس يعم المكان،
صوت قنبلة صوتيه تصدر من القاعة تستفز الجمهور،
جمهور المشاهدين، يغلبهم الخوف،
المخرج – مكانكم أيها السادة، مكانكم ، ،. لا تخافو انه مقدمة العرض
يلية صوت انفجار يهز قاعة العرض، يتبعها اطلاقات نارية، الحارسان يحكمان منافذ الدخول ، ويوجهان اسلحتهما صوب المشاهدين، الجمهور يصاب بالرعب،،
أصوات سيارات الإسعاف، في حركة دائبه
همهمة الناس خارج الكادر
-هنا اكثر من قتيل
-اسرعوا اخرجو هم من تحت الانقاض
-ولدي إين أصبحت
-واه ويلاه مجزره
أصوات اقدام متلاحقة،،
اطلاقات عيارات نارية
صوت من ميكرفون قاعة العرض،
، الحارس الأول – (يتحدث بالمكريفون)
. لا أحد يترك القاعة، تركك للقاعة يعني الموت، تسلحوا بالشجاعه،
دخان ابيض ينفذ للقاعة،
طرق على الباب
الحارس الثاني- من
الصوت خارج الكادر-” وضعنا غير أمن، افتحوا الأبواب، الناس لا تعرف إين تهرب
الحارس الثاني-لو فتحنا الأبواب، ستكون أرواح المشاهدين في خطر، قاعتنا مزدحمه ولا يوجد مكان لأي نفر
الحارس الثاني-(يتحدث بالميكروفون)
أبواب القاعة مغلقة، استقروا، حتى ننهي الموقف لصالحكم، خارج القاعة، قامت القيامة، انتم هنا بامان
رجاء حافظوا على الهدوء ولا تتركوا مقاعدكم
الحارس الأول – لن نسمح لهم بالدخول
موسيقى هادئة تبث من داخل المسرح،
المخرج، يظهر على الخشبة، يتمتم مع ألحان الموسيقى بصوت غير مفهوم ، يحاول ان يخفي اضطرابه
المخرج-لا تخافوا، كل شيء يتم بنجاح، انا على علم بما يجري خارج القاعة
ما أن ننهي المشكلة سنبدأ بالعرض، نحن لا ننتظر احدا
إننا وللأسف ، اعتدنا على الأحداث في السنوات الأخيرة، عالمنا بات هكذا ، وانتم رجال، اعرف ان بعضكم يفكر بذويه ، لا انفجار اخر في المدينة، المدينة هادئة،
صوت طرق شديد على باب القاعة، صوت الطارق الشرطي الأول – افتحوا الباب بسرعة،
الحارس الثاني-من
الشرطي الأول – “من رجال القانون
الشرطي الثاني -“قبضنا على الانتحاري، انه خطر جدا، والا قد يهرب
الشرطي الأول – غضب الناس على أشده، ينوون تقطيعه،
صوت الناس- قطعوا اللعين
هتاف-” قطعوه
قطعوه
اقتلوه
الأصوات تقترب نحو باب القاعة
الشرطي الاول- اسرعوا، وضعنا صعب جدا
الشرطي الثاني -ساقتلك اذا حاولت الهرب
الانتحاري – اقتلني انهم في انتظاري
الشرطي الثاني-من
الانتحاري – حور العين
الحارسان يفتحان الباب، ينفذ منه شرطيان، وهما يمسكان برجل ذو شعر كث ولحية سوداء، يحاول التخلص منهم دون جدوى، يرتدي حزاما ناسفا
الشرطي الأول -“لو. تخرج يقطعوك
الانتحاري- أنها امنيتي، اني لا أخاف من احد، لو لم اكن كذلك لما كنت هنا، القوى هو الذي ينتصر
الشرطيان، يتقدمان نحو المنصة
الشرطي الثاني -” ان هذا اللعين هو الذي فجر الساحة
المخرج، ينظر بذهول للانتحاري، لا لا يمكن
الشرطي الثاني-“انا الذي تمكنت منه،
المخرج-انه رجل هادئ، لا يتكلم كثيرا
الشرطي الثاني-تعرفه
المخرج-نعم، انه فاروق، مصمم الديكور
يكاد يغشى على المخرج،، يقع ارضا،
يسرع احد العاملين، باسعاف المخرج، المخرج يفتح عينيه وينظر الي الانتحاري
المخرج-” هذا انت يافاروق
الانتحاري-” ومن يكون غيري، أيها المخرج الفاشل
المخرج-“انا الفاشل
الانتحاري – كنت هدفي الثاتي،
المخرج-” انا
الانتحاري-نعم انت، ماذا فعلت لشعبك اامحروَم
المخرج-“انت القاتل ، تعلمني
الانتحاري-” نعم
المخرج – سترى من هو الفاشل، (مخاطبا الشرطي) وما هو المطلوب منا
الشرطي الثاني- محاكمة المتهم،
المخرج-” وحزامه ، انزعوا حزامه
الشرطي الثاني – ابطلت مفعوله،
المخرج – وكيف نحاكمه
الشرطي الثاني – كما يحاكم اي متهم،، نحن سنشكل المحكمة، أحدنا سيمثل الادعاء العام والآخر القاضي
المخرج–ومحامي الدفاع
الشرطي الاول-انت ستكون محامي المتهم، الست انت كاتب ومخرج مسرحية المحاكمة، والمسؤول عن فاروق زميلك
الفاعل – (يصرخ)، انا أبغض هذا الرجل
انا لا اريد محاَميا، انا ادافع عن نفسي،
عاش الحق
عاش الحق
المخرج – ” يواجه الجمهور، سادتي الكرام، ستشاهدون المحكمة،
الحارس الاول-ابتعدوا عن الباب، سنجري محاكمه المتهم ، الهدوء رجاء
لا زال الطرق مستمرا
الحارس الثاني – “اتركوا القانون، يبدي رأيه في الفاعل يرمي رصاصتين في الهواء
المخرج-“بدا العرض
يستقر الحضور في اماكنهم
يطرق القاضي (الشرطي الأول، على المنضدة)
-محكمة. محكمة
القاضي (الشرطي الأول) انت متهم بالقيام بعملية تفجير ووقوع ضحايا، هل تقبل هذا الاتهام
الانتحاري -نعم
القاضي (الشرطي الأول) هل قمت بتنفيذه بارادتك
الانتحاري-“نعم
القاضي (الشرطي الأول)
ممكن ان تقول للمحكمة، ما هي الدوافع التي دفعتك لقتل مجموعة من الابرباء
الانتحاري – انهم مجموعة من الفاشلين، كهذا الذي يدعي الاخراج
القاضي (الشرطي الأول)، – حافظ على ادبك
القاضي (الشرطي الأول)-لي ادب تقصد، نحن الآن نعيش في مرحلة جديدة،. لا يفيد فيها الكلام الطيب ، القتل، القتل فقط
يجب أن نقتل وتقتل حتى تنها. حكومة الفاشلين
كما يجب إتلاف العجلة الاقتصادية، فهي سبب سقوط الحكومات الفاشلة
،القاضي (الشرطي الأول) تقتل الأبرياء،
لتسقط الحكومة
الانتحاري -” هذه إحدى الحلول
طرق على الباب والهتافات تعلو
الموت للانتحاري
الموت للانتحاري
لم لا تقتلوني و تنهون امر المحكمة، فإني لا اطيق محكمة كهذه، أريدها محكمة ثورية
القاضي (الشرطي الأول) وكيف تكون المحكمة الثورة،
الانتحاري -“ما أن تقبض على القاتل، في موقع الجريمة، تقتله، انا اتعذب
القاضي (الشرطي الأول)- الانتحاري على عجل من أمره، محامي الدفاع ماذا عندك
محامي الدفاع (المخرج)-سيدي القاضي
سيدي الادعاء العام _اخوتي الحضور،
الانتحاري، قبض عليه في موقع الجريمة، ولازالت بعض اثارها عالقة في ملبسه،
الحزام الناسف، كما أنه اعترف بذلك مرارا، مع كل ذلك، ان اي فعل مثل ناتج عن نقص فكري، لذا انصح المحكمة ألموقرة، قبل صدور اي حكم عرض الانتحاري على لجنة طبيبة، قد يكون فعله من أثر تناول المخدرات اوما شابه ذلك
الانتحاري – “ماذا تقول أيها الفاشل، انا مجنون ام انت، فكر بنفسك وماذا قدمت للجمهور، لا شيء،
بقائك على الكرة الأرضية، خطأ لا يغفر
المحامي(المخرج) بقائي انا خطأ لا يغفر، ام انت أيها الجرثومة
القاضي(الشرطي الأول) حافظ على احترام المحكمة ألموقرة،
الادعاء العام فليتفضل
يقوم المدعي العام (الشرطي الثاني)
المدعي العام (الشرطي الثاني)
سيدي الرئيس. سادتي الحضور، انا ومع كوني المدعي العام
كنت في ساحة الجريمة، كانت الساحة مزدحمة بالناس واغلبهم من المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم، وتعديل مستحقاتهم ومن المستضعفين، ترك هذا الرجل سيارته الفورد المستعملة باتجاة قاعة العرض ، ووقف عند الباب اعتقدته، انه جاء متأخرا من أجل العرض، لحظات وتنفجر سيارته،، وامتلئت الساحة بالقتلى والجرحى والناس تبكي وتصرخ واندفعت ا لمساعدة المصابين، وهو الاخر ركض مسرعا، عندها حدس ذهني انه يريد أن يقوم ان يقوم با نفجار حزام ناسف، لحقت به ودفعته ارضا والقيت القبض عليه وسؤال يعذبني كثيرا. إن الذين ذهبوا ضحية الحادث من الفريقين
إن صاحبنا هذا لا يمت للشعب هذا باي عنوان، فهو اجير، وهذا واضح جدا من ملبسه وفكره ،
الانتحاري – ان كان هنا اجير بيننا، فأنت أيها الشرطي، الذي لا يميز بين الحق والباطل،
حتى لا يعرف يعد الألوان كلها
عدد الألوان، انت الاجير
القاضي(الشرطي الأول) لا تحرف المحكمة عن خطها، يمكن ان ترد في، سياق الدفاع عن نفسك،
انت ميت لا محال،، لفعلتك الشينعة، الناس الغاضبةتطلبك، دعنا نستمع إليك الي أقوالك الدفاعية وبسرعة
تفضل ادلي بآخر دفاعياتَ، الوقت ضيق والجماهير لا تهدأ، ستحطم باب الصالة وتاخذك منا، وتحاكمك على طريقتها
الانتحاري، – ، (يهم بالبكاء بصوت عال) ،
ما الحل ياسيدي، فأنا لم اطق صعوبة الحياة، عشت أياما تعسه، مع انني مهندس ديكور، تخرجت من أعظم معاهد العالم، الإ انني كنت اعيش في ضيق، تصور يا سيدي، ان مسكني لا تزيد مساحته عن تسعة أمتار ولي زوجه وبنت شابه،، عملت سنوات عند هذا المخرج الفاشل، يأخر مستحقاتنا، وأن دفعها ترتجف يده، ويقول، اخاف من الغد، جماهير المشاهدين بدأت تختفي تدريجيا، هموم الناس في سد فراغ بطونهم، هذه الجمله الوحيدة صحيحة، انا بدأت احس بالخطر، حتى اقترحوا علي عملا فيه مكاسب كثيرة،
. اولها الجنان وحور العين، وثانيا مبلغا يسيل له اللعاب لم أحلم به طيلة عمري، فارتضيت، رغم اني اكره الدماء،
تصور ياسيدي، يصعب علي ذبح دجاجه، فكيف بالإنسان
ضرب شديد على الباب
المخرج، يواجه الجمهور، سادتي الافاضل من الصعب اصدار الحكم، سنواصل محاكمه في مكان آخر،
وانتم يا سادة اخرجوا من الأبواب الخلفية سالحق بكم، ونحاكم الانتحاري
ستار
النهاية
التعليقات مغلقة.