مسرحية مشفى الإنسان الأصيل للمجانين عبد الصاحب إبراهيم أميري
مسرحية مشفى الإنسان الأصيل للمجانين عبد الصاحب إبراهيم أميري
تمهيد،،،،،،،،،
المسرح عندي ليس المنصة فحسب، بل كل ما يحيط بمنصة المسرح، وشخصيات العرض كل الذين لهم حضورا على المنصة او من جائوا لمشاهدة العرض
الشخصيات،،،،،،،
المؤلف،-المؤلف
المجنون الأول,,
المجنون الثاني،، قاسم
المجنون الثالث،، صالح
المجنون الرابع،،
المجنون الخامس
ضابط القاعة
المنظر
قاعة كبيرة مكتضة بالمشاهدين، رجالا ونساء، على جانبي القاعة ملصق كبير، لخمسة رجال، يبدوا أنهم شخوص المسرحية
وخط تحت الصورة،
مشفى الإنسان الأصيل. للمجانيبن
يرحب بكم
لافتة كبيرة في مقدمة المسرح
صالة الاحتفالات والعروض
صالة واسعة بعض الشيء، بابان أحدهما في الجانب الايمن ، غرفة المؤلف ومدير المشفى، وباب اخر في الجانب الأيسر ، يؤدي إلى باب الخروج من الصالة، لغرف المشفى
يبدو أن فريق العمل ينتظر ضيوفا لإغلاق صالة العرض و،
صوت من خارج الكادر خارج القاعة ، الباب الأيسر، يطل ضابط القاعة للخارج، يعود مسرعا
ضابط القاعة (بصوت عال) –
سيادة المؤلف أتوا السادة الممثلين
الجمهور يلتفت للخلف باتجاة باب الخروج
المؤلف، يترك المنصة مسرعا، خمسة رجال يظهرون معا
المؤلف – اهلا بكم ، اهلا، اهلا بكم في منزلكم
الأشخاص ، طويلي القامة أعمارهم لا تتجاوز الأربعين ، يرتدون لباسا موحدا، لهم قبعات فرنجية، وعصا ، ابتسامة عريضة على شفاههم ، حركاتهم تكاد ان تكون مرسومة من قبل
المؤلف – حللتم اهلا وسهلا بكم
الفريق-يرفعون قبعاتهم، انحاءه خفيفة ومنسقه
الفريق -، اهلا بك يا سيدي
المؤلف – نستغل الوقت لنعيد جزءا من الماضي
الاول-نسيت يا سيدي اننا تحررنا، نحن لا نعيد ولا نريد أن نتذكر. جئنا من أجل أن نقدم تجربتنا، كما ترغب
يخاطب الفريق
الأول – أليس كذلك
الفريق- نعم. نعم.
الممثلون، يعتلون خشبة المسرح
المؤلف – رحبوا بفريق الممثلين
الجمهور، يصفق مندهشا
الثالث – أرجو أن لا نكون قد تأخرنا عليك، يا سيدي
المؤلف – (بافتخار) من تربى. على يدي تكون مواعيده ، دقيقة ،
الفريق – “ماذا
المؤلف – لا أنتم، اتيتم حسب الساعة،،،،،، الجمهور أتى قبل الموعد بساعة.
الأول-قبل الموعد بساعة ، ولماذا
المؤلف – “من أجل أن لا يتأخروا عن ساعة النوم ولا شك أنتم على علم بساعات النوم، ان تأخرت، قد تسبب مصائب
الثالث-نعم، الحق معك، نعم قضيت عندكم سنوات عدة من أجل قصيدة
المؤلف – (مهددا) هل تدري ما ذا تقول،
الثالث – أن نزلاء مشفاكم، أغلبهم أصحاب أقلام، مفكرين
المؤلف – جن جنونك
الثالث – (مستدركا) نعم من منا لا يعرف قصيدة ، اشعر الشعراء، جمالها يفوق التصور
المؤلف – (يضحك بخبث) أرجو أن لا تسبب لنفسكم المشاكل سريرك لا زال شاغرا (يقهقه)
الثالث–هذا ان دل على شيء يدل انكم سيطرتم على الداخل والخارج
المؤلف – صالح
الثالث – تهددني،
المؤلف – كنت أمزح
الثاني – تريد منا أن نسرع، سنسرع
المؤلف – نعم
الفريق – سنبدأ
المؤلف – مشاهدينا الاعزاء من داخل المشفى وخارجها،
قبل بدء العرض لابد من تذكير،،
قبل كل شيء. أعتقد انه اول عرض مسرحي لانجد فيه اي دور للمخرج
. الفريق – يشير المؤلف،
صاحبنا رئيس المشفى،
ونحن كنا في يوم من الايام مرضاه
المؤلف – انا صاحب الدعوة، ومصصم العمل،،
أعزائي بدا العرض
تخفت انوار الصالة
ضابط القاعة-بدا العرض
الفريق – قبل البدء، لا بد أن نشير
الأول – ان لكل واحد منا حكاية
الثاني – في عرض الليلة، سنعرض ما يجيز لنا الوقت، النص مفتوح، لكل واحد منا حكايته
الثالث-معاناته
الرابع-حكايتنا الأولى لصالح
الثالث – انا صالح
الفريق-نبدأ
إنارة مركزة على جانب من المنصة، ، الممثل الثالث، ينفصل عن المجموعة،
(مخاطبا المشاهدين)
الممثل الثالث-انا صالح
الفريق – اسمه صالح
الثالث-شاعر واديب،
المؤلف – مبتدا. إلا أنه جسور
الثالث – اكتب في قضايا الساعة
اكتب عن الإنسان والإنسانية. عن الفقر والاقتصاد
كلما كنت اسلط الضوء، على قضية انسانية حرجه. أجد نفسي نزيل هذه المشفى ، (يضحك)
المؤلف – قلت لك سريرك لا زال شاغرا
الثالث – امزح
الفريق- في ليلة ممطرة من ليالي الشتاء يغفو على كرسيه الهزاز
في عمق المسرح، أصوات رياح، زخات مطر، تلاطم الشبابيك، يتقلب الثالث يمينا وشمالا
الفريق – مطرقة وسندان
طاق طاق طاق
طرقات متتالية دون أمان
هشمت جمجمتي
اه جمجمتي
الثالث – جمجمتي
جمجمتي
الفريق – يصحبها لحن جنائزي
زخات مطر
سيول تجرف الأحياء والأحياء
انصتوا
نسمع من عمق المسرح صوت بكاء
الفريق – بكاء مريب
الثالث – نزع النوم من جفوني
استيقظت أبحث
(يستيقظ الثالث فزعا يتحرك بحركات موزونه على إيقاع زخات المطر)
الثالث – في ظلمة المكان أبحث
لا أبصر، أبحث،أسمع
الفريق- يسمع يسمع
الخامس-(يجلس خلف مائدة صغيرة، عليها أوراق متناثرة)
(يبكي)
الفريق-يبكي بكاء مريبا
بكاء حزين، يتوسل
بالحرية
يصرخ
لا للعبودية
أريد ان أكون ما أكون.
حرا أبيا
أطالب بالحرية
ألثالث-انرت المكان
الفريق – فإذا بالقلَم هو الشاكي
القلم هو الباكي
الثالث-مسحت دموعة بمنديلي
أطلقت له العنان
منحته الأمان
الفريق – بات حرا
لا ينام
لا ينام
الفريق-لازلنا مع صالح
الثالث – بين ساعة وساعة
ضوضاء ملء المكان
فريق العمل يشكلون حركات دائرية، متعدده، يتراكضون
الثالث – الناس في الازقة يتراكضون
الاول – يتباحثون، يتساءلون
الثاني – فرحون
الرابع – ، خائفون
الخامس – عيونهم لا تفارق السماء
الفريق – فلسطين ، فلسطين
الله اكبر آلله اكبر
فلسطين
الثالث-هو النداء
الفريق – خارطة غزت السماء
فلسطين
خارطة غزت السماء
فلسطين
الثالث – تكاثرت
انتشرت
الفريق – انارت الارض
انارت السماء
الثالث – نفير الحرب بات لا محال
الفريق – اجتماعات
بيانات
تحركت الجيوش
في الأرض،
في البحر
في السماء.
الأول – ساعة الصفر أعلنت
الثاني – الجيوش تحركت.
الرابع- الاهداف حددت
الفريق – خارطة فلسطين
الأول – مطرقة وسندان
طرقات متتالية دون أمان
فجرت جماجم الجيوش
الفريق – تناثروا
تفرقوا
صدر البيان
الثالث- الأقلام
الفريق – أنتهت الحكاية
الثالث-“لها مشهد الختام
الفريق – مشهد الختام
لا شك سيكون مثير
الثالث – ابصرت
والمرض غلبني
كلام رهيب ظله يلاحقني
اي خريطة
اي سماء
. اي فلسطين
اي قضية
أنت مجنون
الفريق -، ربطوه في سريره
حتى شفى
حتى عاد
و وفى
المؤلف – (محتدا)
كفى كفى
صفق أيها الجمهور،
انتهت الحكاية
وشفى
الجمهور يصفق
الممثل الثاني يواجه الجمهور
الثاني – الحكاية الثانية، حكايتي، كما صمم مصمم المسرحية
المؤلف – أنت قاسم
الثاني-انا قاسم
المؤلف – قاسم صاحب الحكاية
الفريق -، الحكاية لك يا قاسم. نبدأ
الثاني – نبدا
(ازدحام شديد، يوجده الفريق،
يصفقون بلحن خاص،)
أحدهم- يصفق
(يردد البقية، التصفيق) ،
الثاني -( يجد نفسه بين الفريق يبحث عن طريق
، هتافات متداخلة)
الفريق – يموت يموت
من يجب أن يموت
أحدهم-يموت الفقر في المهد يا
الفريق – يموت يموت
أحدهم – يموت الذل ذليل
الفريق – يموت، يموت،
( الثاني يحاول الخروج من بين المتظاهرين، دون جدوى)
. الثاني – وجدت نفسي بين قوم
يصفقون،
الفريق -( يصفقون بنحو خاص)
الثاني – يلعنون،
ويشتمون
بالموت ، والسقوط يهتفون
أحدهم – يسقط الفقر من ناطحات السحاب
الفريق – يسقط، يسقط
أحدهم – “يغرق الفقر في المياه العفنة
الفريق – يغرق، يغرق
الثاني – حاصرونا
صرخت خائفا
-افسحوا الطريق
الأنظار دارت حولي
الحلقة ضاقت
لا مفر للخلاص
هتفوا
الفريق – عاش البطل، عاش
الثاني – حاولت الخلاص
هربت ،
لحقوني
مسكوني
وضعوني على الاكتاف
(الفريق يحملون قاسم على الأكتاف ويهتفون)
الفريق – عاش، عاش
الثاني – -(يصرخ) انا قاسم
الفريق-“يهتفون-عاش قاسم، عاش
أحدهم – عاش عاش
الفريق-قاسم، عاش
الثاني – كفى، كفى
ماذا حل بهذا العالم
ماذا
الفريق-ماذا حل بهذا العالم
أنا لم أقل شيئا
الفريق – لم يصرح
الثاني- من أكون، من اكون
الفريق – من تكون
، رجل مسكين
السماء بدأت تمطر العنكبوت
الفريق – .السماء بدأت تمطر العنكبوت
العنكبوت، العنكبوت
الثاني – الحب على الارصفة يباع
الفريق – يضربون على الصدور
الحب على الارصفة يباع
يباع
يباع
الثاني – البلبل لا يغرد
الفريق – البلبل لا يغرد
الثاني – القردة عشقوا ليلى
الفريق -( يضربون على الرؤوس)
القردة عشقوا ليلى
عشقوا ليلى
ليلى
ليلى
الثاني – أنا عامل
أنا عاطل،
انا اسم مجهول
انا نكرة
انا ولدت في القمامة.
نمت على الارصفة
انا لا اعرف لي ابا
امي حرقها السرطان
الفريق – عاش، عاش، عاش البطل
الاول-حملوه على الأكتاف
الثالث-طافوا به المدن
الرابع-التفوا حوله
الخامس – لدغته حشرة
صرخ
الثاني – آه، آه ، آه
الخامس- صفقوا
الثالث – هتفوا
“الأول – رقصوا
الفريق، يرقصون رقصة جماعية، ترتبط بعادات البلد
الثاني – أشتد بي الحماس
صرخت
سكتوا
نطقت
كانت حشرة
أنا لم أقل شيئا
أصبحت بطلا
الناس حولي
يهتفون
الفريق – لبيك. لبيك.
يا قاسم نحن بين يديك
يا قاسم
الثاني – دعوني اجوع
أموت عاريا
دون قيود
وأنا لم أقل شيئا
طوقوني
حاصروني
أطلقوا النيران حولي
صرخوا
الفريق-ارمي سلاحك
الثاني – لا سلاح عندي
الفريق – أغلق فمك
ارموه بسجن الضفادع
الثاني – رموني بسجن الضفادع أخذوا مني أسمي
انا لم أقل شيئا
أنا قاسم
يتجه صوب المؤلف،
الثاني – أنت تعرفني
، انا قاسم
اريد ان أحيا من جديد
يصرخ عاليا
انا قاسم
المؤلف – من هذا الذي لا يعرف المجنون قاسم
الثاني – عدنا من جديد
المؤلف – اي جديد
الثاني- كل يوم عرض غريب
ولاء عجيب
اتركونا بالله عليك
المؤلف – “لا انت وقح، وتريد
إن تعود للسرير
الممثلون، ينشدون معا
أبصرنا
الناس يحلمون
يخططون
يرسمون
خط معلوم
على الأرض
في البحر
في السماء
يهندسون
هذا لي و لا شيء لك أيها المجنون
أموال غيرهم يهضمون يكدسون
قل لي بالله
من أي فرقة تكون
أنت عاقل أم مجنون
المؤلف – انتهى العرض ياسادة
ستار
التعليقات مغلقة.