مسرحية مناشف الست صفية
عبد الصاحب إبراهيم أميري
تمهيد،،،،،،،،،
المسرح عندي ليس المنصة فحسب، بل كل ما يحيط بمنصة المسرح، وشخصيات العرض كل الذين لهم حضورا على المنصة او من جائوا لمشاهدة العرض
الشخصيات،،،،،،،
المؤلف،-الممثل
الست صفية. الضيفة
الست صفية الممثلة
شرطيان
المنظر
قاعة كبيرة مكتضة بالمشاهدين، رجالا ونساء، على جانبي القاعة ملصقات لسيدة، تنشر المناشف على حبل الغسيل
وخط تحت الصورة،
مناشف الست صفية
بيت كبيرمن طابقين، يستعمل حاليا محلا لغسل المناشف لإحدى حمامات المدينة
ساحة لبيت كبير وقديم واسعة بعض الشيء، عدد من الأبواب الخشبية تبدو غرفها مهجورة، الإ. غر فة واحدة تسكنها صفية ، حبال الغسيل على جوانب المسرح، كم كبير من المناشف الكبيرة والتي غالبا ما تستعمل في الحمام العامة، بالوان مختلفة وضعت على حبال الغسيل ليجف منها الماء، عدد من الطشوت الكبيرة جدا على الخشبة، موزعة على ساحة البيت، وشجرة كبيرة في وسط الساحة، سكوت مطلق غلب على المشهد،
الجو غائم نسبيا،
يبدو أن فريق العمل ينتظر ضيفا لإغلاق الصالة، وبدأ العرض،
صوت من خارج الكادر
الصوت-أتت الست صفية
يترك المؤلف منصة المسرح، رجل نحيف جدا، ذو قامة متوسطه مرتديا ملابس مغايرة مع شخصيته، آثار الماكياج ظاهر على محياه، يتجه نحو باب القاعة، لحظات وتظهر سيدة مسنة على كرسي متحرك تدفعها بنت شابة، يتقدم اليها المؤلف ، يقبل راس السيدة المسنة، سابقى لك مديونا طوال عمري
حللت اهلا وسهلا ياسيدتي
تنظر اليه السيدة
السيدة- انت لم تتغير كثيرا، لا زلت ذلك النحيف الذي اخفيتة في الطشت
المؤلف – (يصَحك) نعم هو ذاك،
السيدة – “انت لا زالت تتبعني
المؤلف – لأنني لم اسدد ديني بعد انه استحقاقك. تستحقين
تتفحصه السيدة ثانية
السيدة- أرى أن ملابسك تذكرني بتلك الليلة، انت تمثل الليلة
المؤلف – احيانا. عندما يقتضي الموقف
.يقوم المؤلف بدفع الكرسي السيدة نحو مقدمة المسرح ، وهو يتحدث
المؤلف -” لا اريد ان اتعبك ياسيدتي، سنعلن العرض، وسترين نفسك على الخشبة
السيدة–فعلتها اخيرا
المؤلف – اسمحي لي أن اعرفك بالجمهور
السيدة-“اترك امر التعريف، ودعنا نرى ماذا فعلت،
تتدقق النظر في الديكور
السيدة – جعلتني أعود عشرين عاما للماضي، انه نفس البيت الذي عرفتك فيه لأول مره،
يبتسم المؤلف
تستقر السيدة في مقعدها بالصف الأمامي، يسرع المؤلف للخشبة
المؤلف – سيداتي سادتي الكرام
حلت ضيفتنا السيدة صفية صاحبة عرض الليلة، رحبوا بها. ومن أجلها كان العرض
تصفيق حاد من قبل الجمهور
إنارة القاعة تخفت تدريجيا بدا بالعرض
سكون رهيب يخيم على المشهد،، عاصفة هوجاء تهب، المناشف، تستسلم للرياح تتراقص يمينا وشمالا، تعلو حركة الرياح تدريجيا، تترك الست صفية غرفتها مذهولة،
يبقى الباب مفتوحا على مصراعيه تحاول تثبيت المناشف على حبل الغسيل كي لا تتطاير في الهواء. تلاطم أبواب الغرفة تزيد المشهد وحشة،
صوت رعد وبرق مفاجيء، وقطرات من المطر تهطل، تدمع عيني الست صفية، تصرخ عاليا
الست صفية – لم يا اللهي، كان عليك أن تصبر قليلا كي تجف هذه المناشف
وتنزل رحمتك إلينا
الا. تراني ارمله ومن غير معين
لم خلقتني يارب لاتعذب
في العام الماضي وفي هذا اليوم قتلوا زوجي.
صاحب الحمام رحم بحالي وابقاني مكان زوجي ،
وإلا كنت الان في الشارع دون سقف،. تحت امطار رحمتك
يجب أن اسلم الغسيل غدا وإلا اخجل من النظر في وجه رب عملي ثانية
كم مرة قال لي هذا العمل صعب، وانه خص بالرجال،
قلت له اقدر
لم يا اللهي، لا طاقت لي، (تبكي)
تقوم الست صفية بجمع بعض المناشف من على حبل الغسيل وترميها في الطشت، كي لا تتسخ، صوت رعد وبرق يهز جدران البيت يهطل المطر بشدة ، تهرع للاختباء تحت شجرة تتوسط الساحة،
-المطر وفي هذه الساعة من الليل
اطلاقات رصاصات متتالية
-قف مكانك
أصوات اقدام مسرعة تقترب تدريجيا
-السيدة تتمتم بكلام مفهوم
-بسم الله الرحمن الرحيم،. من سيكون الليلة
أصوات اطلاقات نارية
-هرب.
-طوقوا المكان، اختفى من امام نظري
اطلاقات عشوائية
السيدة صفية ترتجف خوفا
السيدة-اللهي رحمتك. ، من يكون وانا وحدي في هذا البيت
صوت رعد وبرق شديد
صوت اطلاقات نارية
-رايته ياسيدي، انه خلف ذلك الحائط الطيني
-“ارموا بكثافة
- اصبته ياسيدي. اصبته
-لا تدعوه يفلت
تجلس السيدة منهارة تحت المطر في ساحة البيت وقد ابتلت ملابسها بالكامل
أصوات اقدام تسمع من الطابق العلوي، تهب السيدة من مكانها فزعة
صوت خارج الكادر – اختفى اللعين
السيدة – من في البيت
الصوت-انا
السيدة-من تكون. ومن سمح لك بالدخول
الصوت-“عابر سبيل
السيدة-عابر سبيل في هذا الليل الموحش، وما ذا تريد، انا امراءة فقيرة، أعين نفسي بنفسي، قتلوا العام الماضي زوجي
القادم-لا اريد سوى الامان
السيدة – عجبا، هل تجد الأمان عند امراءة لا حول لها ولا قوة
يقترب القادم، وإذا به المؤلف الذي رحب ب
السيدة، ينزف بشدة من قدمه اليسرى
تتراجع السيدة للخلف
المؤلف – “القدر قادني إليك،. انا لم اعرفك ولم اسمع بك من قبل
صوت رعد وبرق، وأمطار غزيرة
السيدة – عد من حيث أتيت،. إن كنت تحب الخير
صوت من الخارج – اختفى الرجل
المؤلف – اذا تصرين ساعود. لاني بالله العظيم احب الخير،
ومن اجل ذلك أنا مطارد
لا اريد احراجك
،يخطو المؤلف خطوتين نحو الباب، ينزف بشدة،
السيدة – دعني اضمد جرحك واذهب، قل لي ماذا فعلت
المؤلف – كشفت امرا
السيدة – اعطني قدمك لأرى الجرح
المؤلف – لا اريد احراجك سيدتي
السيدة، – (بحدة) اعطني قدمك
يستسلم المؤلف ويكشف عن قدمه،
السيدة-جرحك عميق
المؤلف – انا خريجة معهد طبي، الإ اني طردت من العمل بسبب انتماء زوجي
السيدة تسرع وتقتطع قطعة من إحدى المناشف وتحاول ، وقف نزيف الدم
السيدة – قل لي ماذا تعمل
المؤلف – مؤلف،
السيدة-وماذا تولف
المؤلف – ما يراه أصحاب المناصب جريمة لا تغفر
السيدة – ماذا، انا لا افهم
المؤلف – انا الآخر لا افهم
يغمى على المؤلف ويقع وسط ساحة البيت
أصوات خارج الكادر – استسلم ولا تسبب لنفسك والآخرين مشاكل
تحاول السيدة ايقاضه دون جدوى، تضع اذنها على قلبه
السيدة – الحمد لله لا زال حيا
أصوات الأقدام تقترب نحو البيت
-، اخرج أينما تكون، انت محاصر
تسحب السيدة المؤلف نحو الشجرة ، آثار الدماء تبقى على أرض الساحة، تقوم بمسح الآثار بالمنشفة التي اخذت جزء منها لتضميد جرح المؤلف، كما تسرع للطابق العلوي تمسح آثار الدماء، تنظر من الأعلى لتحت
تسرع بسرعة إلى الطابق الأرضي تجمع أطراف المؤلف إلى بطنه تاخذ طشتين لاستتار المؤلف بحيث يكون وسط الطشت، وترمي ما عندها من المناشف على المؤلف،
يطرق الباب بشدة
-افتحوا الباب وإلا هشمنا الباب
السيدة-سافتح
تسرع نحو الباب تفتح الباب، شرطيان يدخلان ساحة البيت
الشرطي الاول- اراك يقظة في هذا الوقت المتأخر. ماذا تفعلين
السيدة-وسأظل يقظه، حتى يهدأ المطر وأعود ثانية لغسل المناشف، لهذا خلقت
الثاني-وماذا تفعلين بها
السيدة-أسد رمقي، اني اعمل لغيري من أجل لقمة عيش
مطر اليوم هدم حالي،
يشير الشرطي الأول للثاني بتفتش المنزل
تاخذ السيدة عصا، تستعمل لغسل المناشف من على إلارض، وترفعها إلى الأعلى، الشرطي الأول يتراجع للخلف
تضرب السيدة بالعصا على المناشف وترفع بعض المناشف وترميها في الهواء
السيدة- لا أدري من يعاقب المطر على فعلته
انت
، هل تفعل لي شيئا اذا قدمت شكوى
الأول-هل تدرين ماذا تفعلين
السيدة – جن جنوني، جن جنوني
اعتقلني
الأول – وماذا فعلت
السيدة – لحد الان، لا شيء،
قد يختلط الأمر علي واضربك بالعصا
الاول-انت تعين ما تقولين
السيدة – “الوقت ضيق، على غسل المناشف ثانية، وإلا اطرد من العمل
اطرد من البيت
انتظر طلوع الشمس كي تنشف
تساعدني
الأول – “انت مجنونه
صوت خارج الكادر- ها هو ذاك
ارموا
صوت اطلاقات مكثفة
صوت- وقع ميتا
ستار
نيسان. 2020
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.