مسرحیة في فصل واحد
هو الذي یتحدثون عنه کثیراً
عبد الصاحب إبراهيم أميري
من منطلق التعاون المشترك بين جريدة على باب مصر و ملتقى الأدباء و المثقفين العرب و حرصا على نشر الإبداع في ربوع الوطن العربي يسعد الجريدة أن تنشر هذه المسرحية :
أشخاص المسرحیة و الزمان و المكان و المنظر
- أبو الکوکي – رجل في الخمسین
- الرجل – مؤلف في الثلاثین
- الزمان – ساعة متأخرة من اللیل
- المکان- تجري الأحداث في المکان الذي یتعامل فیه مع الإنسان کسلعة
- المنظر .. رصیف ، الرجل جالس علی الرصیف … یتقدم أبو الکوکی
أبو الکوکي السماء تمطر بانتظام .. الشمس تشرق بانتظام اللیل یذهب … النهار یأتي بانتظام … وحیاتي کلها لا نظام .. لا نظام …
رجل ” مرتبکاً ” ….أتتحدث معي ؟
أبو الکوکي السماء تمطر بانتظام … أحدثک .. نعم … أحدثک
رجل ” مندهشاً “
أبو الکوکي المرأة تلد … الطفل یظهر .. الطفل یکبر … الطفل شاب … الطفل رجل … الرجل یتزوج .. الطفل أب … الطفل جد … الطفل عجوز … الطفل یموت… الأّ أنني لا زلت الطفل الطفل…الاّ إنني لازلت کما ولدتني أمي ..بلا زوجة .. بلا طفل
رجل أنا لا أفهم
أبو الکوکي أنت لا تفهم . (
” ألم شدید”. هو الذي یتحدثون عنه کثیراً، ینتخب من النساء مایرید.. هو الآخر لا یفهم ؟ وأنا لم أتزوج ..هو الذي یتحدثون عنه کثیراً ، ینام مع ثلاثین أمرأة … مع ثلاثین جسدٍ طريٍ کالحریر ، وأنا لم أذق منها شیئاً … أرید أمرأة مهما تکن .. فقط جسد أمرأة.. رائحة أمرأة
رجل “خائفاً ” أنت عمَّن تتحدث ؟
أبو الکوکي إني أتحدث عن الذي یتحدثون عنه کثیراً …. إنه أستلذ بجمیع ملذات الدنیا ، وأنا لم أرَ منها شیئاً
الکیک کیف یقطع ؟
الکیک کیف یوزع ؟
الکیک کیف یؤکل ؟
عید المیلاد کیف یأتي ؟
عید المیلاد لم یأتي ؟
عدد الشموع کیف تختار ؟
کیف یغني الحاضرون في حفل سعید ؟
رجل إنک تتحدث بشکل لا أرتاح له إطلاقاً
أبو الکوکي وهل ترغب أن ترتاح عندما أتحدث إلیک ؟
رجل بل أطلب
أبوالکوکي الدودة الذلیلة الحقیرة لها منزل .. الکلب الهائج في الشارع له منزل … الفأر المزعج له منزل . الفیل الضخم له منزل ….
والقط یتمتع مع القطة في المنزل …
وأنا أتقلب في فراشي وحیداً بدون زوجة .. بدون منزل أیها السید الذي یتحدثون عنه کثیراً وفي کل مکان “صارخاً وکأنه یرید الضغط علی رقبة الرجل “
أنت الذي یعظمون صورتک وحرکاتک وأقوالک.. أنت إیها الذي یتحدثون عنه کثیراً …
رجل أنا لست الذي یتحدثون عنه کثیراً
أبو الکوکي أعرف
رجل تعرف ؟
أبو الکوکي نعم أعرف … أنک وکیل الذي یتحدثون عنه کثیراً
الرجل “مستغرب” وكيل
.. ابو الكوكي نعم وكيل تأخذ إیجار أملاکه …تحصي أطفاله ..
تحصي نسائه .. تحصي وجبات طعامه .. تحصي غرف نومه .. .. تحصي سهراته …
أنک تعد کل شي
رجل ” مستغرباً ” أنا ؟
أبو الکوکي نعم أنت … قل لي .. کم بیتاً یملک .. ؟ کم شارعاً یملک ؟ .. کم أمرأة یملک . کم سفینة یملک … کم رجلا یملک .. کم سوقاً یملک …؟ وقد يملكني وانا لا أدري ويملك الرصيف الذي انام علية
رجل ( متراجعاً ) لا .. لست وکیلاً لأحد .
أبو الکوکي إذن أنت هو الذي یتحدثون عنه کثیراً ؟
رجل کلا .. لست هو الذي یتحدثون عنه کثیراً
أبو الکوکي أنت تکذب .. أنا أعرفک … أنت أحد الأثنین .. أما أن تکون وکیله أو تکون هو … قل لي بالضبط من تکون ؟
رجل أنا لا أدري ..
أبو الکوکي تنکر نفسک .. أم تلعب معي .. قل لي من تکون .؟
رجل” محاولاً التخلص “
لنفترض بأني هو الذي یتحدثون عنه کثیراً
أبو الکوکي هل یقبل رب السموات .. أنت علی هذه الحالة وأن علی هذه الحالة … ؟أنت السید و العم .. السلطان .. الأب .. الکبیر .. الرقاب کل الرقاب تخضع لک وأنا ذلیل الذليل ( بألم شدید )
تقبل یا أیها السید الذي یتحدثون عنه کثیراً ؟
رجل کلا
أبو الکوکي ألیس من حق کل إنسان أن یعیش؟.. أن یحصل علی زوجة ؟.. علی أطفال ؟.. علی بیت؟
تکلم أنطق أیها السید الخبیث
رجل “متلعثماً ” للإنسان کل الحق في أن یعیش
أبو الکوکي “صاحب الموقف “
یعیش ذلیلاً .. متخاذلاً .. خائفاً … متراجعاً…ضعیفاً …مریضاً ..مجنوناً .. کیف یعیش .. ؟ أجبني کیف یعیش ؟
رجل “مستسلماً ” یعیش في بیت وله زوجة وأطفال وفي کامل قواه العقیلة
أبو الکوکي” حسرة شدیدة “
بیت.. زوجة … أطفال .. لم..لم أحصل علی طفل واحد من أطفال هذا الذي یتحدثون عنه کثیراً
.أمرأة من نساءه العدیدات .. مهما تکن … فقط أرید أمرأة جسد أمرأة …
رجل هذه هي القسمة .. قسمتک
أبو. الكوكي
القسمة !!؟ ” محتداً ” .. السماء تمطر هنا ولا تمطر هناک … الحروب تحدث هنا …ولاتحدث هناک …الریح تعصف بنا ولا تعصف بهم … ثعباننا یلدغ وثعبانهم لا یلدغ …وتقول إنها القسمة ..” یصرخ ” أي قسمة هذه.. أي قسمة هذه
رجل أستغفر ربک… أنت تجذف
أبو الکوکي أنا أجذف ؟ … ” یضحک “أنا أجذف ؟ … هو الذي یتحدثون عنه کثیراً ینهب کل شيء ویأکل کل شيء ویمتص کل شيء وأنا أجذف .. هو الذي یتحدثون عنه کثیراً هو الذي یجذف
رجل هذه إهانة یا سید
أبو الکوکي سید.. ومن یکون هذا السید ؟
رجل أنت …
أبو الکوکي ” یضحک ساخراً “سید … أبو الکوکي .. سید .. ” یتغیر فجأة ” نعم.. أني سید نفسي ..
أنا سید هذا الموقف .. ” محاولاً أخافت الرجل، الرجل یتراجع للخلف قلیلاً ” ها أنت تخاف مني وتتراجع أمام کلماتي إني سید الموقف .. وأنت سید جمیع المواقف
رجل أنا لا أفهم .. ؟
أبو الکوکي عجیب …أنت لا تفهم .؟ أنت لاتفهم دائماً .. ” یفترش الأرض “
أرید زوجة واحدة من زوجات هذا الذي یتحدثون عنه کثیراً … ” متوسلاً “
خادمة من خدمة … أمرأة فقط .. تتحدث بصوت أمرأة
رجل ” یتهرب ” لا لیس لي أي علاقة عمن تتحدث عنهم
أبو الکوکي “یلاحقه ” أنت تسحب نفسک بسرعة
رجل أنا لا أفهم ماذا تقول ..؟
أبو الکوکي إلا إننا أتفقنا علی إنک هو الذي یتحدثون عنه کثیراً
رجل لا… لیست هو
أبو الکوکي أنت من ؟
رجل أنا … مؤلف .
أبو الکوکي أنت تکتب في الصحف والمجلات ؟
رجل نعم
أبو الکوکي أنت تؤلف ؟
رجل نعم
أبوالکوکي وماذا تؤلف أیها المؤلف .. أساطیر السلاطین والعظماء . أم تکتب قصص الفسق والغرام أم تضحکة بألف نکتة ونکتة
رجل کلا .. أنا أکتب عن قضایا الساعة .. أسایر الأحداث .. أکتب عن الفقر والأمراض کما أکتب في السیاسة والأقتصاد
أبو الکوکي ” خائباً ” وتقول تکتب عن الفقر والأمراض کما تکتب في السیاسة والأقتصاد .. أنا الفقر والأقتصاد کما أنا السیاسة والأمراض
رجل أنا لا أفهم
أبو الکوکي أبو الکوکي .. أنا
رجل وماهي قصتک؟
أبو الکوکي رجل یسلي الناس .ویضحک معهم یبیع الکوکي بأسماً ضاحکاً ولا یجد من یجالسه
رجل سأفکر أن أکتب عنک
أبو الکوکي متی ؟
رجل عندما یأتي الوحي
أبو الکوکي ومتی یأتي الوحي ؟
رجل لا أعرف
أبو الکوکي عندما یصبح الخشب رماداً ؟
رجل لا أعرف
أبو الکوکي عندما یولد الطفل میتاً ؟
رجل لا أعرف
أبو الکوکي عندما یغني المنهزم
رجل لا أعرف
أبو الکوکي أنا أقول متی .. متی ..متی ؟
رجل قد تأتي الساعة أو ربما غداً أو بعد عام أو عامین
أبو الکوکي أو قد لا تأتي .؟
رجل ربما
أبو الکوکي ربما ینقلب الرجل الی أمرأة
رجل لا أعرف
يلاحق ابوالكوكي الرجل، الرجل يهرب
ظلام
مع تحيات كل من : إدارة جريدة على باب مصر و إدارة ملتقى الأدباء و المثقفين العرب
التعليقات مغلقة.