موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مسقطُ رأسي لا يُشبهني “حى المطرية ” بقلم نوالْ أحمدْ رمضانْ

258

مسقطُ رأسي لا يُشبهني “حى المطرية ” بقلم نوالْ أحمدْ رمضانْ

المطريةُ مدينةُ أونْ الفرعونية أوْ هي هليوبوليسْ باليونانيةِ وتعني البرجَ أوْ الفنارَ وهيَ رمز للعراقةِ والأصالةِ؛ فهيَ تحتضنُ مسلةَ الملكِ سنوسرتْ الأولَ ذات القمةِ المُغطاةِ بالذهبِ التي تُشعُ ضوءً قوياً عند سقوطِ أشعةِ الشمسِ عليها وقدْ عُثر على مخازنِ غلالٍ في منطقةٍ قريبةٍ منْ هذهِ المسلةِ ويُعتقدُ أنها مخازنُ ( نبيُ اللهِ يوسفْ عليهِ السلامُ ) في السنواتِ السبعِ العجاف، وأيضا تحتضنُ المطريةُ شجرةَ السيدة مريمْ العذراءْ التي استراحتْ تحتها لتحتميَ منْ حرارةِ الشمسِ هيَ وولدها نبيُ اللهِ عيسى عليهِ السلامُ فيتفجرُ بئرُ ماءِ باردٍ يروى عطشَها ووليدِها وقدْ حدثتْ بينَ جنباتها أسطورةُ إيزيسْ وأوزوريسْ.
المطريةُ منْ أقدمِ المدنِ المصريةِ ومهدُ الحضاراتِ وقدْ كانتْ لعقودٍ عديدةٍ مركزاً علمياً ودينياً هاماً؛ فالمطريةُ عند الفراعنةِ كانتْ هي مدينةَ الربِ والعلمِ؛ فقدْ كانتْ تضمُ مركزَ عبادةِ الشمسِ، ومكتباتِ الفلاسفةِ وعلماءِ الفلكِ والرياضياتِ وقدْ ارتبطَ اسمُها الفرعونيُ بقصةِ خروجِ نبيِ اللهِ موسى منْ مصرِ ومازالتْ تضمُ العديدَ منْ بقايا المعابدِ وتوابيتِ الفراعنةِ ومنْ أهمها تمثالي رمسيسْ الثاني وسيتي الثاني . وفي جامعةِ ( أونْ ) العظيمةِ تخرج أساتذةُ الفلكِ والعمارةِ والفلسفةِ في عصورٍ عديدةٍ ومنهمْ ( إخناتونْ ) وعديدٌ منْ أبناءِ النبلاءِ وكبارِ رجالِ الدولةِ وتتلمذ بها ( إفلاطونْ ) لمدةَ ١٣ عاماً وزارها ( هيرودوتْ ) ومنها ظهر ابتكارُ التقويمِ الشمسيِ الذي تميزتْ فيهِ الحضارةُ المصريةُ وبها كليةُ الهندسةِ بالمطريةِ -جامعةُ حلوانَ- وهيَ واحدةٌ منْ أعرقِ كلياتِ الهندسةِ في مصرِ والتى تتميز ببعضُ الأقسامِ الهامة مثل هندسةِ السياراتِ والجراراتِ وهندسةِ الطاقة. وتتميز المطرية ايضا بشارعِ المطراوىْ الذي اختصرَ تاريخَ مصر منذُ فجرِ التاريخِ حتى عصرِها الإسلاميِ الزاهرِ فيبدأُ الشارعُ بمسجدِ المطراوىْ وقريباً منهُ مسجد ( تبرٌ ) ثمَ شجرةُ مريمْ وقبلِ النهايةِ ( مسلةُ سنوسرتْ الأولِ ) ثمَ ( تلُ الحصنِ ) . وشرعتْ الدولةُ في الاهتمامِ بهِ ليصبح شارعاً سياحياً مثل شارعِ المعزِ , فهو متحفُ لجميعِ الحضاراتِ. وقدْ سكنها العديدُ منْ المثقفين مثلٍ أميرْ الشعراءْ أحمدْ شوقي، وقدْ أطلقوا اسمَهُ على إحدى المدارسِ تعظيماً لهُ وتشريفاً للمطرية . وحديثاً البطلة الأولمبية ( فريال أشرف ) الحائزةَعلى الميداليةِ الذهبيةِ في الألعابِ الأوليميبة – طوكيو ٢٠٢٠ – للكاراتيه .
ولكنْ معَ مرورِ الأيامِ تغيرتْ المعالمُ الاجتماعيةُ والأخلاقيةُ لسكانِ الحيِ العريقِ . . باتتْ عراقتهُ تاريخاً وحسب . . ورغمُ أنى عشتُ ما يقربُ منْ خمسين عاماً منْ عمري في أحضانهِ . . تزوجتْ وأنجبتْ وكبر أبنائي فيهِ إلا أنني عشتُ غريبةٌ عنهُ . . لمْ يشبهني يوماً ولمْ أشبههُ ولمْ يشبهْ أولادي أوْ يشبهونهُ؛ فقررتْ أنَ ابتعدْ لكني رحلتْ وبينَ جنباتِ قلبي تحيا ذكرياتٍ غاليةً لمسقطِ رأسي وأهليَ وأصدقائي ومدرستي الابتدائيةَ مدرسةَ القنصلِ البلجيكيِ اكيسلر أعرق وأقدم مدرسة في منةِ مطرِ وأساتذتي العظامِ وزميلاتي الجميلات، تركتْ المطريةَ لكنها في قلبيٍ ويسكنها أهليٌ لكنها لمْ تشبهني يوما ولمْ أشبهها . . .

التعليقات مغلقة.