مشاريع نهضوية ” 22 “
كتب: يحيى محمد سمونة
الصورة الحقيقية للعلاقة القائمة بين فكر “مؤدلج” يسقط بصاحبه – هو و من والاه و سار بسيره – و بين فكر “حر” يأخذ بيد صاحبه و من والاه و سار بسيره نحو إنشاء علاقات صحيحة سوية؛ هذه الصورة لم تتضح في أذهان الناس، بحكم أن أحدهم لا يفرق بين أسباب مادية و أخرى معنوية يتم العمل بمقتضاها عند إنشاء و تسطير العلاقات.
فالفكر “المؤدلج” يعمل بمقتضى أسباب مادية صرفة و يرسم للعلاقات على أساس من ذلك.
و الفكر “الحر” يعمل بمقتضى أسباب مادية و معنوية في آن معا و يرسم للعلاقات على أساس من ذلك
إنه لا بد لكل نشاط بشري – كي يكون ناجحا و سويا – أن يعتمد الأسباب المادية و المعنوية معا عند إنشاء و تسطير العلاقات.
إنني إذ أقول بأن المفكر المؤدلج يرسم للعلاقات وفق أسباب مادية صرفة فذلك أنه يعتمد النظرة القائلة بضرورة اقتناص الفرص للوصول إلى الهدف – دون إقامة اعتبار لمدى مشروعية ذلك الاقتناص و سلامته أو خطورته على المجتمع و الأفراد –
لكن المفكر “الحر” تجده يضع في حسبانه – حالة الرسم للعلاقات – مسألة الحلال و الحرام و المصير و المآل و ما يتبع ذلك من بشارة و نذارة في الدنيا و الآخرة لكل من عمل أو لم يعمل بهما [هذا كمثال طبعا] و ما ينجم عن عمله من عيش كريم آمن أو عيش سقيم و كرامة مستباحة
التعليقات مغلقة.