مشاهد من فيلم الكورونا بقلم سامح خير
وكأننا فى داخل فيلم كبير، كلنا نلعب فيه دور مختلف، ترى بعض القادة يحاولون أخد دور البطل ببث الطمأنينة فى شعوبهم و البعض الآخر يبعث برسائل ترهيب حتى يحذر الناس، ترى انهيارات أقتصادية لكيانات عالمية، بورصات تهوى للحضيض، ترى سياسات نقدية استثنائية تطفو على السطح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لم أعد أسمع عن صراعات إقليمية أو دولية، أو عرقية أو طائفية حالياً بنشرات الأخبار، لا أدرى هل اختفت بسبب أننا جميعاً متحدين لمحاربة عدو مشترك أم لم أعد أسمعها لأن أهميتها لم تعد بالقدر الكافي لمتابعتها.
أرى دور محورى لمنظمة الصحة العالمية حتى أصبحت تدير العالم تقريباً و قرارتها مُلزِمة لكل الدول بلا جدال او نقاش! فأين أنت يا أمم يا متحدة في صراعات نحاول أن نجد لها حلول منذ زمان تأسيسك ؟!
أرى دول آمنت بأهمية العلم منذ عقود فصار العالم كله بملياراته من البشر ينظر لهم بعيون الأمل أما دول أخرى صارت تنتظر مصيرها المحتوم!
أرى آلاف من المساجد و الكنائس مُغلقة أمام المصلين حماية لهم، فتحولت ملايين من بيوت العالم بأكمله دور عبادة مُصغرة!
أرى حكام دول أغلبها من الملحدين يطلبون من شعوبهم ان يحنوا ركبهم و يدعوا ربهم ليرحمنا!
أرى إنسان بسيط يتابع كل ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار بكل ما فيها من حقائق و إشاعات فبدأت حالته النفسية تتدهور مسببة وهن لجهازه المناعي!
أرى كبار السن مرعوبين من مصيرهم فكل الأخبار تضعهم فى مقدمة الضحايا فلك أن تتخيل مشاعرهم حين يتابعوا الأخبار قائلة أن أغلب من يموتون هم كبار السن من فوق ال 65 عاماً!
ناهيك عن عدم إستطاعة هذا العجوز تأمين إحتياجاته من المأكل بعد أن أستهلك أولاده من اليافعين كل المخزون و لم يتركوا له حتى خُبزة صغيرة ليأكلها مع زوجته العجوز التى لم تقوى على النزول معه للسوق ( مشهد محزن! )
إنه حقاً فيلم كبير! لا أدرى متى تُكتب كلمة النهاية فيه و لكن أدرى أن فصوله المثيرة أصبحت تحكم عالمنا و الكل أصبح له دور حيوى في إنجاح هذا الفيلم بعد هذا الإنتاج الضخم، دور لا يقل عن أدوار سوبرمان حين ينقذ العالم من الكارثة الواقعة على الكوكب!
سيناريوهات لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين منا، و لكن تبقى الكلمة الأخيرة لك يا أخى الإنسان لنكتب كلمة النهاية السعيدة معاً!
التعليقات مغلقة.