مشهد الختام فى رواية كبريت
مشهد الختام فى رواية كبريت
بقلم محمد على محمد حماد
دلجا فى الرابع عشر من ابريل ٢٠٢٠
يالها من مهمة قاسية و مؤلمة أن تخبر شخص برحيل عزيز لديه، جلس محسن علام و سعد الدسوقى فى وجوم فى شقة الشهيد ابراهيم عبدالتواب و فى حضرة زوجته و كريمته منى….
الوجوم و الصمت أضافا ألوانا أكثر قتامة لتلك الصورة الحزينة.
-سيدتى..تعجز كل كلمات الدنيا عن وصف حزننا و لوعتنا…
- هل تقصد أن أبى قد وقع فى الأسر؟
بكل ما فى الكون من لهفة خرجت تلك الكلمات من بين ثنايا تلك اليتيمة، أطرق محسن علام برأسه قائلا: “و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ”
لم تستطع منى أن تتمالك نفسها فأجهشت بالبكاء، احتضنتها أمها فى حنان فهتف الدسوقى: كلنا نشعر باللوعة و الأسي لفراقه و لكنه قضاء الله و قدره .
لم يتمالك محسن نفسه فأنفجر باكيا و هتف من بين دموعه: لك أن تفخرى بأبيك يا صغيرتى فقد كان بطلا جاد بنفسه من أجل وطنه.
حاول الدسوقى ان يلطف من حدة الموقف فأخرج شيئا من متعلقات الشهيد قائلا:
-لقد أوصانا الشهيد رحمه الله عليه أن نسلمكم هذه الرسالة والمصحف و المسبحة.
كفكفت منى شيئا من دموعها ثم توجهت الى الدسوقى لتتناول تلك المتعلقات، تناولت الرسالة ثم بسطتها أمام عينيها الدامعتين لتقرأ ما فيها
“بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتى الحبيبة
بنتى الحبيبة منى
قرتا عينى طارق و خالد
قد يصلكم خطابي هذا و انا بين يدى الله، أعلم مرار الفراق و وجيعة البعد ولكنها مشيئة الله…
أوصيكم ببعضكم خيرا و قبل هذا أوصيكم بمصر، دافعوا عنها مثلما دافعنا، افتدوها بالعزيز و بالنفيس،
و أخيرا أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه.
المحب لوطنة و لأسرته
ابراهيم عبدالتواب “
طوت الخطاب ثم قبلته بكل ما فى الكون من لوعة و اشتياق ثم هتفت من بين دموعها: رحمك الله يا أبى أعلم أنك ترتع فى جنان الخلد، و لكنها لوعة الفراق، عزائى أنى بنت الشهيد البطل الذى جاد بحياته لتحيا مصر.
نطقتها ثم انخرطت فى بكاء مرير.
تمت
التعليقات مغلقة.