مشهد متألق في سماء التجرد وإنكار الذات بقلم محمد البيلي

مشهد متألق في سماء التجرد وإنكار الذات بقلم محمد البيلي الرياض – كفر الشيخ

لو أبحرنا قليلا في تاريخنا الإسلامي هربا من أخبار الكورونا التي لاتحمل لنا سوى الخوف والهم والحزن لوجدناه تاريخ مليء بالأعلام في مختلف مجالات العطاء والبذل

إستوقفني هذا المشهد المتألق في سماء التجرد وإنكار الذات
عندما عزل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبو عبيدة بن الجراح من القيادة العامة في بلاد الشام وولى خالد بن الوليد
بكل حب ورضا يرسل الصديق كتابه لأبو عبيدة
يقول فيه

بعد ان حمد الله وأثنى عليه
من أبي بكر الى أبي عبيدة ابن الجراح
سلام الله عليك وبعد
فإني قد عزلتك ووليت خالد بن الوليد فأسمع له وأطع
والله ماوليته الإماره إلا لأني ظننت ان له فطنة وقيادة في الحرب ليست لك
وأنت عندي ياأبي عبيدة خير منه
أراد الله بي وبك خيرا والسلام
……………
أنظر ماذ كان موقف أبو عبيدة بن الجراح
على الفور تأخر أبو عبيدة أمين الأمة وقدم أخاه خالد بن الوليد سيف الله المسلول بكل حب ورضى

أنظر أيضا ماذا كان موقف خالد بن الوليد
كتب خالد إلى أخيه الأمين أبو عبيدة بن الجراح كتاباً
يقول فيه
بعدما حمد الله وأثناعليه
سلام الله عليك وبعد
فإني تلقيت كتاب خليفة رسول الله والله ماطلبت هذا ولا أردته
فأنت في موطنك الذي أنت فيه سيدنا وسيد المسلمين
لانستغنى عن رأيك ولا مشورتك أبدا
أراد الله بنا وبكم خيرا والسلام

ماأعظمكم من جيل إستحق بالفعل أن يقود العالم بأسره
……………….
ويتولى خالد القياده ويحقق الله النصر له ولم يهزم في معركه قط
……………….
ويموت الصديق ويتولى عمر بن الخطاب وكانت رؤيته أن أبو عبيدة
هو رجل هذه المرحلة
فيعزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد ويرد القياده الى أبو عبيدة
انظر ماذا حدث

يؤدي خالد بن الوليد تحية الجندي الى قائده ويتنازل عن القيادة ليصبح جنديا مطيعا بعد أن كان قائداً مطاع
ياله من تاريخ عظيم
الى هذا الحد من البذل العطاء
التجرد وإنكار الذات
صلى الله على من ربى أبو عبيدة وخالد بن الوليد
……………….
حقا رجال لايعنيهم أن يكونوا في الصدارة مع القادة أو في المؤخرة مع الجنود مادام أنه يعمل لله

ماأحوجنا لمعرفة هذا التاريخ العظيم وماأحوج مجتمعنا لهذه الروح
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح ،،،