مصارحة النفس…
بقلم خلود أيمن
خاطرة بعنوان ( مصارحة النفس )
مصارحة النفس :
على مَنْ يريد مواجهة نفسه أنْ يقف أمام المرآة بحيث يحاكم ذاته كمَنْ يقف أمام القاضي في المحكمة ، يعاقبها على ما اقترفت من أخطاء ، ربما يرمي بها بين قضبان السجن جزاءً على ما أذنبت حياله ، ربما يجلدها مرات ومرات ، ويسامحها ويعفو عنها مرات أخرى ، ربما يجد فيها الخير ويعثر على جوانب الشر أيضاً ، ربما يتحكم فيما يصدر عنه من أقوال وأفعال فيما بَعْد ، يقارن بين ما آل إليه الآن وبين حاله في الماضي ، ينظر لما عانى منه من حرمان ومواطن العز التي يهنأ بينها ويغترف منها في أغلب الوقت ، ربما ينزوي بها وقت الضيق ويتمكن من إخراجها منه بسهولة ويُسر وربما يغوص أكثر في تلك الجوانب الحالكة التي تُشكِّل الجزء الغالب من شخصيته في بعض الأوقات ، ربما يتقدم للأمام أو ينغمس فيما مضى ولا يصيبه سوى الندم والآلام ، ربما يُنقذها مما تكابده أو يساهم في ضياعها أكثر مما كانت ، ربما يجد في ترياقه الأمل أو يستمر في درب اليأس والأحزان ، ربما يتوقف لوهلة ليرى نتيجة ما قدَّمه الآن ، ربما يستمر في اللوم أو يتغاضى عما ولَّى ويستأنف طريقه بكل حماس وهِمة ، ربما يسقط ويرغب في إفناء الحياة ، فذلك هو دور النفس حينما تُصارح ذاتها وتُقِر بكل ما فيها من تناقضات حينها فقط قد تتمكن من التَغيُّر للأفضل وإنْ كانت على درجة عالية من الانفلات والتَسيُّب والانحدار واللامبالاة ، فلا يوجد امرؤ يرغب في استكمال حياته في مزيد من الآثام والزلل التي لا تتوقف ، فلا بد من وقفة كتلك حتى يمحو بها آثار كل ما قدَّم سواء كان كبيراً أو ضئيلاً لا يكاد يُرى بالعين المجردة أو يراه شخص سواه …
التعليقات مغلقة.