موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مصرية… بقلم نوال احمد رمضان

492

مصرية

بقلم / نوال احمد رمضان

قرأت الاعلانَ مرات عديدة، تنطبق الشروطُ عليها تمامًا ولكن … تُغلقُ مَصريةُ الجَريدةَ، وتفتحُها مُجددًا، تُلقى بها جَانبًا بعصبيةٍ، وتواجه المرآةَ، تنظرُ شزرًا، وتصرخُ فى القابعةِ هُناك: “أتظنين أنهم سيقبلونك بينهم؟!
ولمَ لا ؟!
أنسيتي مَنْ انتِ ؟!
لمْ أنس، أنا مَصرية، خَريجة الجامعةِ الامريكيةِ .
لكنكِ نسيتِ أنكِ مِن أفقرِ نجوعِ الصعيدِ.
لكني الأولى على دُفعتي، وسأتقدمُ للوظيفةِ، وأنجحُ رغم مخاوفكِ.
فتحت خزينةَ الملابسِ، إرتدت فستانَ حفلِ التخرجِ …
وصلت فى الموعدِ المُحددِ تمامًا، هالهَا عددُ المتقدمين، وفخامةُ المكانِ ورُقي الديكوراتِ ودقةُ التصميماتِ، دلفت إلى الداخلِ مَبهورةً، صعدت السلالمَ الرخاميةَ، ويقينُها يزدادُ بأن هُنا مكانَها، وقفت مرفوعةُ الرأسِ ناولت موظفَ التعيناتِ مَلفًا أخضرً مُكتظًا، يحمل بين دفتيه أوراقَ التخرجِ وشهاداتِ التقديرِ وخطاباتِ الشكرِ وقراراتِ المنحةِ المجانيةِ للدراسةِ بالجامعةِ، وسيرةً ذاتيةَ متميزةَ، إبتسم إبتسامةً باهتةً وحدد لها موعدًا وناولها كُتيبًا صَغيرًا: “إستعدي”
شكرته وأنصرفت، الكُتيبُ الصغيرِ يُطالبُها بعملٍ كبيرٍ: بأبحاثٍ واختباراتٍ وتصوراتٍ وحلولٍ لمشكلاتٍ و…مر أسبوعٌ مِن العملِ الشاقِ.
إنطلقت بعده إلى المؤسسةِ واثقةُ الخُطا، تُنيرُ وجهَها إبتسامةُ رقيقةُ مُتفائلةُ، ويسكنُها يقينٌ أنها مَنْ سيفوزُ بالوظيفةِ.
هذه المرة سوف تلتقي برئيسِ مجلس الأدارةِ، جلست فى حُجرةِ الاستقبالِ، تستحضر كلَ ما تحتاجُه من معلوماتٍ وبياناتٍ … قطع السكونَ أسمُها يترددُ فى الافاقِ، هرولت، طرقات خفيفة وفتحت البابَ: ” صباحُ الـــ…. “
تجمدت مكانها، وانحبس صوتُها، وعلى مكتبٍ فخمٍ يجلسُ مَنْ لم تتوقعْ أبدًا أن يكون على هذا الكرسي، تمالكت أعصابَها وأستعادت بعضَ عقلِها، واكملت “صباحُ الخيرِ أُستاذ أحمد”
إبتسم إبتسامةَ خبيثةَ: “صباحُ النورِ أنسة مَصرية … تفضلى بالجلوسِ “
جلست وهى تحاولُ أن تبدو متماسكةً، ترفعُ هامتَها، ترسمُ إبتسامةَ تخفى بها كلَ المُتناقضاتِ التى تتصارعُ داخلها …
عاود الإبتسامةَ، وهو يتركُ كرسي العرشِ متوجهًا صوب ثلاجة صغيرة يفتحُها ويُعدد ما بداخلِها مِن عصائرٍوشيكولاتاتٍ وبسكوتاتٍ و …
وجه نظرةً ثاقبةً إليها: “ماذا تُفضلين ؟” إبتسمت بكبرياءِ: “أُفضل أن أنصرف “
رد بدهشةٍ ” والوظيفة ؟! “
خيرُها فى غيرِِها
ترفضين العملَ فى مؤسستِنا؟!
قبل ان ترفضني مؤسستُكم
لن ترفضَك إلا إذا كنتِ غير كُفء لها.
أخبروني كم تكرهُني!
لم يُخبرُوكِ كلَ شئ …
بل أخبروني
لا أحدُ يعلمُ كل شئٍ …لا ألتقى بأحدٍ قبل موافقةِ اللجنةِ على تعينه لكنك رفيقة مُدرج واحد …
اشكرك…
واجهت مصريةُ اللجنةَ بثباتٍ … وبعد ساعةِ كاملةِ من المُناقشاتِ والجِدالِ واختلافِ الأراءِ والإرهاقِ للجميعِ، إبتسم أحدُهم إبتسامةَ باهتةَ: ” انتظرى اتصالًا قريبًا ان شاء الله “
اسبوع من القلقِ، والأفكارِ السيئةِ تجاه أحمد، وان المؤسسةَ تُماطلُ أن تُبلغها الرفضَ .. وفى اليوم السابع اتتها رسالة على الوتساب، وفى ذاتِ اللحظةِ وقبل أن تقرأها رن جرس الباب، فتحته فاذا بباقة وردٍ رائعةِ وهديةٍ فخمة وتحتضن الورودُ رسالةً وردية اللون،ودهشها عدم وجود أحد …
هرولت إلى النافذةٍ فلم تجد أحدًا ايضًا ..
تذكرت الرسالةَ: ” انتِ أجمل أقدارى وأدعو الله ليل نهار ان اكون اجمل اقدارك … “
عادت لرسالة الواتساب: ” انسة مصرية .. مبارك الوظيفة “

التعليقات مغلقة.