مصر فى الحرب العالمية الأولى … د.أحمد دبيان
مصر فى الحرب العالمية الأولى .
د.أحمد دبيان
فى العام ١٩١٤، وفى أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بخلع الخديوى عباس حلمى الثانى (ابن الخديوى توفيق)، والذى كان يحكم مصر بدءًا من 8 يناير 1892، ونصبت بدلًا منه عمه حسين كامل (ابن الخديوى إسماعيل المولود عام 1853)، ثم أعلنت وضع مصر تحت حمايتها، وإنهاء السيادة العثمانية عليها، فى مثل هذا اليوم من عام 1914، وأصبح اللقب الرسمى لحاكم مصر “السلطان” كتأكيد لخروجها من السيادة العثمانية.
كان الخديوى عباس حلمى الثانى ، وخلافاً لسياسة ابيه ، الخديوى توفيق المتسبب فى احتلال بريطانيا لمصر ، يحاول فى بدايات حكمه ان يقاومهم ، باستخدام النخبة المتعلمة وقتها، من أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد ، مستخدماً استراتيجية الولاء للخليفة العثمانى .
سرعان ما انقلب على مصطفى كامل والزعيم محمد فريد ،
ولكن الانجليز وبعد اعلان الحماية ، عزلوه ، وتم تعيين حسين كامل كسلطان لسلطنة تحت الاحتلال.
كانت الجبهات المصرية مشتعلة ،
الجبهة الشرقية فى سيناء والشام تتقدم فيها حملة السفر برلك التركية .
الجبهة الجنوبية كان الهجوم من سلطنة دارفور والسلطان على بن دينار بولاءاته للخليفة العثمانى .
فى الجبهة الغربية فى ليبيا كان الهجوم من السنوسية و بدعم ألمانى .
شارك الجيش المصرى المعاد تكوينه بعد حل الخديوى توفيق للجيش المصرى الوطنى الذى حارب مع أحمد عرابى .
كانت مشاركات الجيش المصرى الخاضع لسلطة الاحتلال مع جيش الجنرال اللنبى فى حملته على القدس والتى إحتل بها فلسطين وخضعت للإنتداب البريطانى .
حاربت كتائب الجيش والعمال فى الجبهات الشمالية فى أوروبا
وقاتلت القوات المصرية في أربع دول اوروبية هي بلجيكا، فرنسا، إيطاليا واليونان.
كان المندوب السامى على مصر وقتها وبعد عزل اللورد كرومر كناتج شكلى لتأليب مصطفى كامل الرأى العام العالمي وكورقة ضغط فرنسية على إنجلترا قبل الوفاق الودى ،
هو السير هنرى ماكماهون ، صاحب المراسلات الشهيرة مع الشريف حسين .
بلغ عدد القوات النظامية المصرية حوالى مائة ألف مقاتل كما تذكر المصادر ، ولكن هذا العدد الرسمى كان يوازيه عدد آخر يقارب المليونى عامل وفلاح تم جمعهم بالسخرة ،
ليقوموا بأعمال شق الترع والمصارف ، لحساب الانجليز فى الشام وأوروبا .
يقدر عدد من ماتوا ، فى هذه الحرب ، من العمال المصريين حوالى ستمائة الف شهيد من شعب كان تعداده وقتها اثنى عشر مليوناً ، دفن معظمهم فى مقابر مجهولة فى الشام وفى أوروبا .
لا زال عدد المصريين الذين استشهدوا فى حفر الخنادق والترع فى الحرب الاولى يفتقد الى التأكيد الرسمى
شأنه شأن عدد من ماتوا بالسخرة فى شق قناة السويس ،
وفى الحالين كان المصريون المسخرون يفتقدون الى أدنى اساسيات الآدمية او الرعاية الصحية ما ضاعف عدد من فقدوا منهم .
خلد موسيقار الشعب السخرة فى تجنيد الفلاحين والعمال لحساب المحتل البريطاني فى أغنيته الشهيرة
( يا عزيز عينى والسلطة خدت ولدى ،
يا عزيز عينى وانا بدى اروح بلدى )
رغم التضحيات المصرية ، والسخرة وفرض جباية ثلاثة ملايين جنيهاً على الحكومة المصرية لصالح الجابى البريطاني ولم تُرد ( ويحلو لبعض المراهقين ترديد ان مصر اقرضت إنجلترا )
رفضت إنجلترا بعد الحرب ، منح مصر الاستقلال ما ادى الى اشتعال ثورة ١٩١٩.
التعليقات مغلقة.