مصر هبة النيل بقلم.. عادل الذهبي
يحار الكلام في تقديمها ولو قدمتها للمرة الألف ، تارة لأنها سميت بأم الدنيا ، وتارة أخرى لأنها موطن للحضارة والعراقة والفن والأدب ، في مصر ترعرع الشعر وسال القلم البليغ بالسحر ، ففيها القافية السائرة والجملة الساحرة والمقالة الثائرة والفكرة العاطرة ، وفي مصر تعانقت القلوب وتصافح المحب بالمحبوب والتقى يوسف ويعقوب حيث كان اللقاء الجميل ،فصفق الدهر ليوسف منشدا وغنى الزمان له مغردا وخروا له سجدا تغنى بها الكاتب والشاعر المصري الكبير أحمد شوقي الملقب ( بأمير الشعراء ) فقال :إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى وَقَرارَةِ التاريخِ وَالآثارِفَالصُبحُ في مَنفٍ وَثيبَة واضِحٌ مَن ذا يُلاقي الصُبحَ بِالإِنكارِحين تمشي في مصر تشعر بطبقات التاريخ المتراكمة في شوارعها وأزقتها وعلى أرصفتها وأحيائها القديمة ، فأصبحت الآن مكانا ومعلما سياحيا يرتادها السواح من مختلف بقاع الأرض ، ففيها الإسكندرية عروس البحر الأبيض ، وفيها الأهرامات التي تمثل أعظم الحضارات ، فيا ركب المحبين أين ما ذهبتم وارتحلتم وحللتم اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وأردتم ، في مصر ستجد الجمال والإبداع أينما حللت وذهبت ، ويكمن الإبداع في برج القاهرة الجميل جدا المرتب على شكل زهرة اللوتس الشهيرة ، فهو يمثل تحفة معمارية بمعنى الكلمة للمصريين ، وعند رؤيتك الأهرامات المصرية ستجد الإبداع والتميز للمهندسين والبنائين المصريين القدامى الذين أبدعوا في تصميم وصنع هذه التحف المعمارية منذ أكثر من 40 قرن ، ولا ننسى أبدا أسواق خان الخليلي أشهر أسواق مصر حيث يمثل بدكاكينه الصغيرة المتلاصقة جمال الأسواق القديمة وتصميمها الرائع ، مصر التي أبدعت وتميزت في الفن والشعر والأدب والقصيدة ، ولا يختلف اثنان بمدى إبداعها وجمالها ومكانتها بين الشعوب ، لا يجف نهر النيل أبدا ما دام فيها مبدعون ومثقفون وكتاب وزهاد يكتبون الشعر ويقرأون القصيدة وينظمون القوافي لتخرج لنا بهذا الجمال الباهر مصر حيث الحب والأدب والحضارة والذكرى.
التعليقات مغلقة.