مصر وأشباه الدول د. أحمد دبيان
مصر وأشباه الدول د. أحمد دبيان
تبقي المعضلة الأساسية في تعامل أثيوبيا مع مصر هو تعامل شبه دولة
Quasi- state
مع دولة عريقة
Ancient Country
ضاربة الجذور جاءت هي أولا لتصنع وترسخ مفهوم الدولة المركزية منذ آلاف السنين .
اثيوبيا الحالية تظن انها وريثة مملكة اكسوم ويحلم آبيها الممزقة دولته في صراعات عرقية بين الاورومو والتيجراي بان يتكرر ما حدث وقت العميل يوحنس الرابع او يوهانس او جون كما اسماه سادته الانجليز الذين دعموه ليستولي علي السلطة ولقب نفسه بنيكوسا نكاست
Negusa Nagasat
المعربة للنجاشي
والتي تعني ملك ملوك اثيوبيا .
حين صعد يوحنس لسدة الحكم كانت تناوئه نفس العرقيات المتصارعة حاليا .
وليكسب دعم مؤسسته الدينية أجبر بعض مسلمي الاورومو علي التحول للمسيحية وصادر املاك من رفضوا التحول فرآه التيجراي بطلا قوميا فاستطاع تعضيد نظام حكمه المزعزع . جاء صعود نجم يوحنس بسبب أخطاء الخصم وقتها وطموحه في التمدد والذي جاء مهددا للمصالح الاستعمارية لانجلترا في الوقت الذي كان الخديوي اسماعيل لا يثق كثيرا في العنصر المصري او حتي الشركسي فاسند قيادة الحملة الي مرتزق دنماركي وهو الكولونيل ( قائم مقام أو عقيد ) آرندوب مع الماجور ( قائم مقام رائد الأمريكي دورنهولتز )
آرندوب لم يكن قائدا متمكنا ويوحنس مع كنيسته أعلنها حربا صليبية بدعم انجليزي .
انتهت المعركة في كوندت أو جوندت بهزيمة فادحة لمصر بسبب اخطاء آرندوب والذي قتل في المعركة .
أستطاع يوحنس بعد الانتصار في جوندت والذي تم تسمية أعلي وسام حبشي باسم المعركة والي اليوم ان يوطد نظام حكمه المزعزع.
حسابات آبيها الحالي محض مقامرة سياسية ، لتعضيد حكمه المزعزع فمصر الحالية وجيشها جيش ٢٣ يوليو لا يقوده مرتزقه بل جنرالات محترفون . والأهم ان قوة مصر الفعلية ، عسكرية أو تاريخية قادرة علي حسم المعركة ضد اثيوبيا وهي من لديها أم القنابل ناهيك عن التحالف القائم حاليا مع إمتدادنا الجنوبي وعمقنا الأفريقي في السودان .
سياسات الحبش المراوغة وان افلحت في اقامة سدودها التي أجدبت وأعطشت دول الجوار لن تفلح مع مصر وربما يحسب الأحباش الصبر المصري الذي طال ضعفا ووهنا ولكنهم سيعلمون آجلا و عاجلا انه ذلك الحبل الذي نمنحه الخصم ليقوم بلفه حول العنق ويومها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وستثأر مصر التي لا تنسي من هزيمة جوندت والتي جاءت بسبب اوراق امريكية مبكرة افضت بنا الي هزيمة غير مستحقة وكما قتل يوحنس علي يد البطل السوداني الزاكي طمل في مواجهات وطنية لا يقودها الأجانب أوقن ان هذه المواجهه الآتية ستعيد الحبش ثانية الى الحجم القزمى الطبيعي.
التعليقات مغلقة.