مطاردة بقلم أحمد عثمان
تدافعوا بالمناكب يتداولون أوراقي، احتدم رُؤاهم حول رأسي .. يتقاذفونها.. انتفخت بوطيس ضجيجهم .. تصاعدت حتي سقف الفضاء، ثم هوتْ تتدحرج بقوة.. انتفضُ أُلاحقُها، أتعثَّر بنتوءات المُرتَفَع، أنتصِبُ، أواصلُ الركضَ خلفها غير عابئٍ بجروحي لعلي أَبْلغها..
عند السفحِ تواصل الاندفاع، وأنا أجتهد خلفها..
أختطفها بقوةٍ قبل أن تلتهمها عربةُ جامحةُ، تطيشُ منِّي إلى جانب الطريق، أصِلُها وقد تحلَّق حولنا العابرون؛ فإذاها قد أفرغت ما بها؛ قيئًا أصفراً لزِجًا، عافهُ المتحلِّقون؛ فتشظَّوْا كلٌّ إلى وِجهته..
لا أدري كم استغرقت إغماءتي.. وجدْتني أسبح في غبشةٍ بلا نهايةٍ، يَسْري في رَحِمِها ضجيجُ صمتٍ ثقيل.. أتلفَّتُ قلقًا، أبحثُ عنها.. تختطِفُ عيناي؛ قِنْديلاً مُعلَّقًا يدورُ في وهنٍ، يرقدُ في قاعِهِ قليلٌ من زيتٍ صافٍ ذي بريق ..
التعليقات مغلقة.