موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مطلوب للمحاكمة/ قصة قصيرة بقلم .. عبد الرحيم خير

233

مطلوب للمحاكمة/ قصة قصيرة بقلم .. عبد الرحيم خير

لم تعد عظامي تتحمل كل هذا….
خارت قواي ومفاصلي هي الضحية، كيف لجسمي أن يتحمل كل هذا الركل والضرب، أياديهم كبيرة، كأن الأصابع التي ثُبّتت بأكفهم مطارق سلطت على جسدي الضعيف، أصبحت مثل “كيس الملاكمة”، كل من يأتي ليسأل عنه يضربني دون رحمة، وليس لي أي ذنب فما يحدث.
انتصب كفزاعة الحقل، حركتي بطيئة وفي حيز محدود، ورغم ذلك يتهمونني بالتواطؤ لأني أمنعه منهم وأتستر عليه، يتربصون به فأقف في وجوههم وأمنعهم من الوصول إليه.
أصيبت عيني بالعمى، هشّمها أحدهم حين سدد لكمة قوية اقتلعت “بؤبؤها ” فطار في الهواء وسقط على الأرض من شدة اللكمة، أمست عيني بعدها تجويفا فارغا يفزع كل من يراها، ساءت حالتي وصرت لا أرى بعد أن كنت مخبره السري الذي يراقبهم وينقل له أخبارهم؛ من يأتي ومن يذهب.
بدأت معاناتي منذ أن افتقر، ودخل في نوبة من الاكتئاب، أصبح بعدها حبيس المنزل لا يزور أحدًا ولا يزوره أحدٌ، انقطع عن العالم، لا يخرج إلا متخفيا ليأتي بما يسد رمقه من طعام، يستتر بالظلام، يخرج خلسة ويعود إلى عزلته قبل أن يكتشفوا أمره، التليفزيون كان مؤنسه الوحيد، يكتم صوته ويتابع الأخبار التي كانت سببا في اكتئابه، حين يَملّ يبدل المحطات، لكنْ لا جديد، كل ما فيه يرفع الضغط ويزيد الاكتئاب، في البداية ظنوه مسافرا، حتى رآه بعضهم متخفيا فصار حديثا بينهم. بعدها عرفوا حيلته، فصاروا جميعا يطلبونه ليلا ونهارا، يختبئ عندما يسمع الضرب والركل، أشفق عليه من غضبهم، أتساءلُ هل سيتحمل جسده الهزيل كل الركل والضرب الذي أتلقاه نيابة عنه في حال ما أمسكوا به؟!
يأتي أحدهم حانقًا فيكيل السباب لي وله- قذرون- كانوا من قبل يوصّلون إليه ما يحتاج من طلبات وينصرفون، كنت شاهدا على ابتساماتهم، يفعلون ذلك طواعية وهم سعداء لأنه ينقدهم أثمان ما يشتري آخر الشهر، ويعطيهم من كرمه “بقشيشًا”، شهامته هي السبب في إفلاسه.
افتقر الآن وساءت حالته، اعتزل الجميع كأن به مرضا يخشى أن يصيبهم، كلما أتى أحدهم اختبأ خلفي وعاين من ورائي ما يحدث، يسمع كل ما يقال، يتحمل مجبرا غضب هذا وحمق ذلك وطيش هؤلاء، يشاهد ما يحدث في صمت فتنزلق عينة كسيرة، تلعن الدين وتسب الحاجة لأمثال هؤلاء الأوغاد، الذين كانوا ينادونه سابقا بـ ” البيه” و” الباشا”.
أحيانا يندب حظه العاثر ويلتمس لهم الأعذار، يهمس لنفسه بعد أن ينصرفوا “مساكين، الظروف ساءت مع الجميع”، فكّر كثيرا لم يجد حلا لديونه إلا أن يبيع كل ما يملك، وكله لم يكف لسداد الدين، فلجأ إلى الاقتراض، أنهى الإجراءات دون تردد، وسدّد ديونه بقرض تضاعفت فوائده خلال شهور قليلة فعجز عن السداد، وعاد إلى ما كان عليه من قبل، أصبح متهربا ومطلوبا للمحاكمة، حاكموه غيابيا، لم يكن أمامه أي خيار إلا السجن أو السداد، وعندما لم يسدد حجزوا على شقته، وصدرت الأوامر بضبطه واحضاره، تجمعوا أمامي ملثمين ومدججين بالأسلحة، أصواتهم جهورية وتلمع النسور فوق أكتافهم، بدأوا بركلي ليفتح لهم، لم أستطع المقاومة، انهارت قواي فاستسلمت، كان آخر ما سمعته قبل أن أسقط أرضا أمرًا من القائد بعد أن نظر إليّ وأشار نحوي قائلا بحسم: اكسروا الباب..!

التعليقات مغلقة.