موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مظلة ..قصة قصيرة بقلم /فادية حسون

80

مظلة ..قصة قصيرة بقلم /فادية حسون

كانت زفرات أبي نبيل المتعبة تنهك صفحة الجليد وتلهبها .. يجرّ عربته المتعثرة في شارع يعجّ بالحفر والوحل ومياه الأمطار التي غزت المدينة ليلة الأمس … يداه تبدوان كقطعتي حديد صدئتين .. تقبضان باستسلام على زنادي العربة وكأنهما ملتصقتان بها تماما …تعتلي وجهَه حفناتٌ من البؤس والتعب … أما معطفه المكتظ بالرّقع فيسجل توقيعا بالخصاصة وإقرارا واضحا بالفقر وضيق ذات اليد .. بعض الأغراض كانت تتسيد سطح عربته ظلت كاسدة منذ الأمس .. توجّه كعادته إلى باب مدرسة الأمل حيث تدرس ابنته بشرى .. وليترقّب انصراف التلاميذ وقت الظهيرة … … علّه يبيعها ويعود إلى بيته قبل اشتداد المطر … اتخذ لنفسه مكانا اعتاد الوقوف فيه كل يوم … كان كانون الأول يترك بصمته بقوة على كل الموجودات … والبرد يعربد في أوصال الرجل بقسوة كأنه يقتص من لحظات دفءٍ عاشها قبل أن يغادر فراشه صباحا … ليجمع بعض مايسد رمق صغاره .. رنين جرس المدرسة الذي يعلن الانصراف كان بمثابة ناقوس فرجٍ يدق في قلبه الذي أنهكه الفقر والصقيع معا …
كانت حشود التلاميذ أشبه بموج بحرٍ هادئ صادفته فجأة ريحٌ عاتية .. منظر السيارات الفارهة التي كانت تنتظر أبناء الأثرياء لتقلّهم إلى منازلهم أثار مزيدا من الحزن في قلبه .. .. أما أطفال الفقراء كانوا يحملون مظلات نفرت بعض أسلاكها للخارج رغم وجود خيوط متدلية وأسلاك تنم عن محاولات إصلاح عديدة باءت بالفشل … أما ابنته (بشرى) فسارعت إلى جواره لائذة تحت جناح معطفه كما تلوذ صغار الدجاجات بجناح أمها … نفث كعادته في كفيها المتجمدتين محاولا قهر البرد الذي تجرأ لينخر عظام طفلته … ناولها قطعة من البسكويت ليوقف أنين معدتها الخاوية ريثما ينتهي من بيع أغراضه … تسارع الاطفال يقفزون بشقاوة تشبه القطرات المنهمرة ليلتقطوا أكياس الشيبس المتبقية وحبال السكاكر ..
أنهى أبو نبيل بيع بضاعته وتوجه إلى الفرن الكائن في نهاية الحي ليأخذ بعض الأرغفة الساخنة لأسرته الجائعة .. قال لصغيرته غدا سأشتري لك مظلة بما تبقى لدي من نقود ..
أبانت وجهها الملاك من تحت معطفه وقالت بابتسامة بريئة قلّصت رقعة حزنه وأحالت برد كانون إلى دفء غريب : وماحاجتي بالمظلة ياأبي وأنت معي .. !!

صباح القلوب الدافئة.

فادية حسون .

التعليقات مغلقة.