معارك خالدة من أيام الإسلام ..بقلم.. مدحت رحال
جمعت الروم جيوشا قل أن يجمع مثلها ،
وتزودت بكل معدات القتال المعروفة ،
وساروا بقيادة ملكهم يؤمون بلاد المسلمين ، معتدين بعددهم وعدتهم ، لا يشكون أن الدائرة قد دارت لهم ،
احتشد للقائهم الملك ألب أرسلان ، الذي كان يسمى الملك العادل ،
وجمع جموعه بمدينة أصبهان ، ثم خرج للقائهم ،
وتراءى الجمعان ، ليلة الجمعة ، والروم في عدد لا يحصى ،
وكان المسلمون فيهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود ،
جمع ألب أرسلان ذوي الرأي من أهل الحرب والتدبير ،
وتشاوروا برهة ، ثم أجمع رأيهم على اللقاء ، وقالوا له :
باسم الله نحمل عليهم ،
فقال لهم :
أمهلوا ، فإن هذا يوم الجمعة، والمسلمون يخطبون على المنابر ويدعون لنا ، فإذا زالت الشمس ، وعلمنا أن المسلمين قد صلوا ودعوَا لنا بالنصر ، حملنا عليهم ،
وكان ألب أرسلان قد عرف خيمة ملك الروم وعلامته وزيه ،
وقال لرجاله : لا يتخلف أحد منكم أن يفعل فعلي ويتبع أثري ، ويضرب حيثما أضرب ويرمي حيثما أرمي ،
ثم حمل برجاله حملة رجل واحد إلى خيمة ملك الروم ، فقتلوا
من كان دونها ، ووصلوا إلى الملك فقتلوا من كان دونه ، وجعلوا
ينادون بلسان الروم : قُتِل الملك ، قتل الملك ،
وسمعت الروم أن ملكهم قد قتل ، فتبددوا ومُزِقوا شر ممزق، وعمل السيف فيهم أياما ،
أتَوا بملك الروم أسيرا بين يدي ألب أرسلان ،
والحبل في عنقه
فقال له : أنت أقل في عيني من أن أقتلك .
اذهبوا به فبيعوه لمن يزيد فيه ،
فكان يُقاد والحبل في عنقه وينادى عليه :
من يشتري ملك الروم ،
فلم يدفع فيه أحد شيئا حتى باعوه من إنسان بكلب ،
فأخذه الذي ينادي عليه مع الكلب وأتى بهما إلى ألب أرسلان وقال :
قد طفت به جميع العسكر ، فلم يبذل أحد شيئا سوى رجل واحد دفع فيه هذا الكلب .
فقال : قد أنصفك ، إن الكلب خير منه ،
ثم امر ألب أرسلان بعد ذلك بإطلاق سرلحه ،
وعاد ملك الروم إلى القسطنطينية ،
فعزلوه وسملوا عينبه ( أي كحلوه بالنار ) ،
هذا تاريخ المسلمين
يا من تخجلون منه ،،
مدحت رحال
التعليقات مغلقة.