مقالات بسن القلم “رسالة إليكم معشر الكُتَّاب والأدباء”…
حسين الجندى
أتدرون لماذا فقدت كتابات بعضكم رونقها وخلت من متعتها ونحت إلى العولبة وتقوقعت حول ذاتها فصارت ماسخة، كلبن بلا دسم أو كطعام بلا ملح؟!
ذلك مرجعه إلى:
- أنكم قبل الكتابة صرتم تخافون من الناقد المتحذلق المتفيهق أكثر من خوفكم على إبداعكم فباتت أقلامكم مرتعشة وخيالاتكم حبيسة وعقولكم جرداء،وقرائحكم جامدة؛ فعاينتم الحرف والكلم أكثر من مرة وصورة شبح النقاد الممسكين بالسكاكين أمامكم ماثلة، والعجب العجاب أنكم لو قرأتم لهم عملا ستجدونه مهرَّأً صدأً يحتاج إلى إعادة كتابته من جديد هذا إن كان أصلا يستحق!
- كما أن بعضكم يحوم حول أفكار الغير ويعيد صياغتها بلباس جديد أراه مهلهلا قماشته رديئة رخيصة!
- والبعض منكم يكتب بلا رسالة واضحة فقط يدون ويدون وكل همه أن يترك أكبر كم من المؤلفات والمطبوعات،لا يهمه الأثر الذي ستخلفه ولا القيمة التي سترسخها!
- والبعض لا يتخذ له خطا وطريقا خاصا به يميزه عن غيره فتارة تراه العقاد وتارة تحسه توفيق الحكيم وتارة تحسبه أنيس منصور وفي الأخير قد لا تراه هو نفسه أصلا!
- بعضكم يتخذ شللية وحاشية يسبح بحمدها وتسبح بحمده وينشئون المنتديات والمجموعات المتأدبة فيدندنون لبعضهم على نغمة الفَلَسان ويصطادون من دونهم حتى يفقدوه ثقته في نفسه ويظهروا أمامه كقامة وهامة فيرى نفسه ضئيلا تافها فإن لم يملك أدواته ويلملم شتاته ويثق بقدرات ذاته سيضيع وينزوي وتذروه الرياح فيبقى الزبد ويذهب جفاءً ما ينفع الناس!
فتختل الفطرة وتنقلب الصور ويظن الرائي وقتها أن الصور المقلوبة فنا سميتريا تكعيبيا تجريديا تنقيطيا!
لكنها في الحقيقة خداعا ووَهْما وبالونات ستنفجر يوما في وجوه أصحابها الأدعياء…
وستعود الفطرة إلى أصالتها…
فيذهب الزبد جفاءً وما ينفع الناس سيمكث في الأرض.
وللحديث بقية مادام سن القلم مشحوذا.
التعليقات مغلقة.