موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مقالات بسن القلم لحسين الجندي : سيكولوجية الاهتمام

109

نحن البشر نفوسنا معقدة للغاية ؛فبمرور العمر يتعرض الفرد فينا لمواقف ويمر بتجارب ويكتسب خبرات تشكل وجدانه وثقافته وتنحو به إلى الوجهة الصائبة أو تجنح به إلى الضلال،
كما يقرر أثناء تلك الممارسات منهج حياته..

قد يخطيء في الحكم ويعدل عن الصواب وقد يصيب،
وقد تحدث الموازنة
وهذا أمر يفعله طواعية أو كراهية لأجل استمرار الحياة لا أكثر ولا أقل، كلنا كبشر نحب أن نكون محط اهتمام الغير ونقطة تركيزهم،ولكننا ننسى أن هذا الاهتمام قد يكون سلبيا للغاية؛لأنه قد يركز على هنَّاتك ومعايبك ونواقصك..

قد يراك الغير كمَّا مهملا لا قيمة لك ولا فائدة من ورائك تُذْكَر،فيوليك اهتماما غير الذي تتمناه!
اهتمام المتجاهل لمزاياك وإن كثرت!
اهتمام المُرَكِّز على سلبياتك وإن قلَّت!
أليس هذا هو الاهتمام الذي أردت؟!
أليس هذا التركيز الذي نشدت؟!
ستجيب غالبا بنعم وهي هنا بمعنى لا!
لأن السؤال منفي؟!
نعم التي بمعنى لا ستجعلك تكره هذا الاهتمام القبيح المشوه..
ذلك الاهتمام المعوج الأعرج،
وتجعلك تتمنى ألا يعرفك أحد أو تكون نَسْيًا مَنْسِيًّا..

تجعلك تقبع وتتقوقع وتتمحور حول ذاتك كافيا الناس خيرك وشرك..
تجعلك ترى الجميع مُغْرِضا مريضا لا يحب الخير لك،
تجعلك ترى الحوارات والجدالات والسجالات أمرا عقيما لا طائل من ورائه..
تجعلك تصمت طويلا طويلا صمت الحملان..

وإن كان لا يزال لديك رغبة في مواصلة الحياة بناسها ومعاناتهم وضجرهم واهتمامهم الممجوج ستحاول تغيير إستراتيجية الاهتمام لديك!
حتى تحظى باهتمام لذيذ جميل..
اهتمام مبهج منير ولوكان اهتماما مزيفا..
كيف ذلك؟!
الرغبة الفطرية في الحصول على الاهتمام ستجعلك تضطر إلى تقديمه أولا..
نعم لا مانع من التنازل ولو قليلا عن ثوابتك..

أدخل أنفك وازكمه بحكاوي الناس..
هل أصبحت مستعدا؟!
إذن هيا..
لا تنتظر فأمامك وجبة من النفاق والمداهنة..
ألم تُكَوِّن فكرة ولو بسيطة عن كل المحيطين بك؟!
إذن أنت الآن على دراية بشغف كل واحد منهم..
هيا صُبْ اهتمامك بهم عليهم..
أغرقهم بسيل اهتمامك..
هل فعلت؟!
إذن أنت الآن مهيأ لجني ثمار زرعك!
هيا جهز جعبتك..
ستحصد بعد قليل حصاد السنين..
ما قدمته من حلو الكلام وعسل اللسان وسيل الابتسامات وكيل الدغدغات سيصل إليك حتما..
هيا يارجل ابتهج!
ما لي أراك غير سعيد؟!
يا رجل أنت في نعمة..
حواليك زحف من المهتمين..
أنت الآن ملك متوج..
إن أنفقت عمرك على مجرد شكرهم على اهتمامهم فلن يتسع لك الوقت!
لا لا ما لي أراك مغتما؟!
عجبا لك أليس هذا ما كنت تريد؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
لماذا تبكي إذن؟!
ماذا تقول؟
ليس هذا هو الاهتمام الذي أردت!
لا يا صاحبي أراك بطرا!
أأصمت؟!
سأصمت احتراما لطلبك..
ولكن ماذا بعد؟!
أين تذهب؟!
يا صاح!
انتظر إلى أين وجهتك؟!
إني خائف عليك حقا..
إنني مخلص لك..
إنني أنت..
إنني ضميرك!

لقد أدرك أخيرا أن الاهتمام الحقيقي هو أن يزرع ويزرع ويزرع ولا ينتظر حصادا؛
فمهما قدَّم لن يحصل على الاهتمام الذي يريد..

أيقن أن الاهتمام الحقيقي هو أن يهتم به مولاه.

التعليقات مغلقة.