مقالات بسن القلم للأستاذ حسين الجندي: عقل محب وقلب حكيم

تستطيع صديقي معرفة وصولك إلى مرحلة النضج العقلي و الاتزان العاطفي والموضوعية في التفكير و المنطقية في معالجة الأمور..

وإيثار الإنجاز على الدخول في نقاشات جدلية سقيمة..

وتفضيل إراحة العقل لما هو أهم..

والنظرة إلى الأشياء بمنظار ومنظور واسع العدسات والإدراك..

وترجيح كسب القلوب على كسب المواقف..

والفهم الصحيح لعلاقاتك بجميع من يحيط بك ووضع كل علاقة في حجمها الحقيقي بلا مزايدة ولا انتقاص..

وتمييز النقد الموضوعي الهادف البناء من الرأي الذاتي المبني على الأهواء والأغراض..

و التفريق بين إدارتك لأمر ما وإتمامه على أفضل وجه،والخضوع لمعادلات الانتماء والقرابة و العشم..

والفصل بين حبك لأحدهم أو كراهيتك له وبين إعطائه حقه إن استحق..

والحنكة في الفصل بين أيدلوچية ممارسة العمل بالجد والاجتهاد والمثابرة والعزيمة واستفراغ الوسع، وبين أيدلوچية الراحة و الأجازة والترفيه والاستجمام..

ومعرفة المرض الذي يستحق الإعلان عنه لكسب الدعاء من الصالحين، والمرض العارض الذي يجب التعفف عن مجرد ذكره..

وإدراك الموقف الذي يجب فيه الحزم والقطع بلا تردد والموقف الذي يحتمل الأخذ والرد وطول البال..

وفهم طبائع الأفراد وسيكولوچياتها ومن ثم حسن التعامل معها والجهل بتلك الطبائع ووضع الكل في سلة واحدة..

وتكوين نظرة ثاقبة عن الأشخاص الذين لا يمكنك خسرانهم تحت أي ظرف أو سبب والأشخاص الذي يكون خسرانهم ربحا عظيما..

وتكوين دوائر اجتماعية تضيق وتتسع، تلتصق وتنفصل حسب الدرجة وترك الدوائر بلا هوية فتضيع الواجبات وتتوه الحقوق..

والخبرة في تحديد المهام تبعا لفقه الأولويات الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية ،وقلة الخبرة التي تدفعك للاهتمام بسفاسف وتوافه الأمور فلا تجد للمهام العظيمة مكانا ولا زمانا..

والزراعة في أرضك أولا فتجني ثمرة جهدك ونصبك، والزراعة في أرض الغير فيذهب عناؤك لمن لا يستحق..

والكلمة الحلوة الناعمة الودودة التي تغدق بها على زوجتك،والكلمة الإبليسية اللزجة الآسنة وإن كانت في زخرف الورد التي تسيل منك على امرأة الغير..

وبعد..

فإن رأس الأمور كلها:
(وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)
[سورة الأنعام 153]

تلك أمور وغيرها.. نحياها ونحيا بها برغبة منا فيها أو برغبة منا عنها.

---