مقالات بسن قلم حسين الجندي: (كن في مكانك المناسب)
بمفاهيم الكرة وتحديدا في مركز حراسة المرمى، هناك أساسيات لابد أن يتعلمها الحارس منذ صغره وأهمها الإحساس بمكانه في المرمى وعمل القدمين (Foot work) والحارس الموهوب المطبوع لديه هذا الإحساس بصورة فطرية، ولكي تدرك معي أهمية هذا الأمر في مجال حراسة المرمى لك أن تعرف أن مساحة المرمى 7.32 أمتار، وهو ما يعادل 8 ياردات بما يعني أن الحارس عندما تغيب عنه تلك المهارة التي أشرنا إليها وتمركز في منتصف المرمى أو في زواية معينة لن يستطيع اللحاق بالكرة مهما فعل..
وعندما نُسْقِط هذا الأمر الكروي والذي لا يعنيني مطلقا هنا على حياتنا وطرق تفكيرنا وأسلوب مواجهتنا للمشاكل والأزمات لابد أن نستحضر مهارة حارس المرمى السالفة الذكر في تعاملنا مع تلك الأزمات والمشكلات، فبدون التحضير الجيد والاستعداد الذهني والنفسي والمادي لها بقدر المستطاع لن نتمكن من مواجهتها مطلقا بما يناسبها من حلول ومخارج..
نعم علينا الاعتراف بأن هناك أمور مفاجئة وغير متوقعة تحدث في حياتنا وعلينا التعامل معها كما هي على عِلَّاتها، ولكن ستظل تنضوي تحت بند (الأزمات المفاجئة الطارئة )..
فهل يُعْقَل أن نترك حياتنا كلها في مهب ريح عاتية وأمواج هادرة وعواصف مفاجئة بدون أدنى استعداد وتأهب وتدبير؟!
وقوفك في المكان والزمان المناسبين لا أقول يضمن لك اقتلاع المشكلة من جذورها في كل الأحوال، ولكن على الأقل يخفِّف من حدتها ويجعلها سهلة وفي الإمكان..
مشكلتنا الكبرى العويصة هي أننا نعيش حياتنا متمركزين في الزمان والمكان الخاطئين وندع الأمور للظروف والبعض يعلل ذلك بحجج واهية ومقولات في ظاهرها الحق وفي باطنها كل الباطل..
فرق كبير بين حدوث العارض المفاجئ وبين انتظار الأزمة بدون استعداد، كمن يعبر طريقا خاليا فإذ بسيارة في وجهه لا يدري من أين أتت، وبين من يراها من مسافة مناسبة ويصر على العبور ببطء ورعونة حتى إذا صارت قبالته لا يستطيع منها فكاكا..
وبعد..
كن في مكانك المناسب واترك الأمر من قبل ومن بعد لله وثق بأنك وقتها أمامه قد فعلت ما عليك وهو جابرك وساترك ومُقِيلك.
التعليقات مغلقة.