موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” مقام العبيط “محمود حمدون

188

” مقام العبيط “

محمود حمدون

===

يقع مقام ” العبيط ” بنهاية الحي حينما يلتقي على استحياء بالريف , منطقة تتفرع كشجرة لطرق و شوارع طويلة تنتهي جميعها بقلب المدينة الصغيرة , كأذرع وهمية يمدّها ذلك المبارك لتحتوي السيارة و الهائمين على وجوههم الباحثين عن لقمة عيش .

و “المقام “, بناء مربع الشكل صغير من الطوب اللبن, تكاد تحتويه بعينيك, بداخله قبر يعلو الأرض بارتفاع متر تقريباً , يحوي شاهداً على هيئة رأس ملفوفة بعمامة خضراء اللون , ثم صندوق نذور من الحديد الصدئ يتدلّى منه قفل كبير ..

ليلة الأربعاء من كل أسبوع , يفد الناس للمقام , تُشعل شموع صغيرة بيضاء , تحيل الظلمة لبقعة تتلألأ , حينها تسكن الريح احتراماً للنور , حتى ينتهي الطقس.

,كلما هممت بسؤال أحد المارة إلاّ و إجابة جاهزة تندفع بوجهي كشظايا لوح زجاجي تهشّم فجأة , كل مرّة يباغتني الرد , كأنما أسمعها للمرة الأولى : ” يضع سره في أضعف خلقه ” , للرجل كرامات لا يراها إلاّ من أخلص نيّته و صفا قلبه فأتعجّب , سرعان ما تنقشع حيرتي , يركبني عناد , يلفُّني إصرار أكبر في معرفة حكاية هذا الوليّ.

ما زاد من قلقي , تهرّب الجميع من سؤال واحد , لم يسمحوا أبدأ بطرحه , كما لم تسنح ليّ فرصه للتلويح به: لماذا سُمي صاحب المقام بهذا الاسم” العبيط ” ؟ كنية؟ أم وصفاً لحالة اعترته ببواكير حياته أم علّة وُلد بها! فكان الصمت حين السؤال , عتاب في العيون , بوادر سخط و غضب كتوم في النفوس ,فاعتصمت بالصمت تقية ثم تقديراً لمكانة الرجل.

أقمت فترة طويلة جوار ” العبيط ” و مقامه , عليّ أفوز بما يبلّ الريق و يسد جوعي لأي معلومات عن تلك الحكاية .., كلمة منثورة من هنا , هناك , استدرجت الشيوخ , تصنّت لحكايات العجائز, حتى سمعت صوتاً قوياً في الأفق يخبرني : ” العبيط ” من كان ظاهره كباطنه .

التعليقات مغلقة.