مقبرة الاحلام بقلم حمزة شمس الدين
في الخامسة والعشرون من شهر شباط لسنة ١٩٨١
وفي ليلة ممطرة خرجت دانيا هاربة من منزلها
بعد ان اكتشف والداها انها كانت تذهب سرا لدار الازياء
وتقوم بعرض الفساتين هناك امام الحضور
وكانت اسرة دانيا متحفظة جدا
لذا اراد والداها قتلها فلاذت بالفرار
خرج والدها باحثا عنها حاملا بيده مسدسا و مصرا
على قتلها
لازالت دانيا تركض بين البيوت والاشجار
متلفتة خلفها لاتحمل معها الا قلبها الذي اصبحت
دقاته اسرع من الصوت
والد دانيا مازال يركض غاضبا ويتوعد ابنته بإيجادها
والنيل منها
أخذ يركض ويركض حتى اقترب منها
لم يكن امام دانيا الا سياج مرتفع
يتوجب عليها تسلقه لتهرب من نيران والدها الغاظب
ولكن السياج كان مرتفعا جدا ورصاص الاب كانت
اقصر منه لها
سقطت دانيا مقتولةً برصاص والدها
والمطر يهطل على جثتها الرقيقة
ليغسل دمها البريء ويبرد نيران الاب الغاضب
رحل الاب واقترب عدة اشخاص غربا حملوها
واجتازوا سياج المقبرة باجسادهم الشفافة
فتحت دانيا اعينها تنظر باستغراب
لعشرات الاشخاص من شباب وبنات
جالسين فوق قبورهم وكل منهم يمارس موهبته
وحلمه
انزلوها وقالوا لها
الان يمكنك فعل ماتريدين و لا احد يحق له أن يمنعك
فأنت هنا بمقبرة الاحلام هذا المكان الوحيد الذي
يمكن لاي حالم ان يمارس حلمه بحرية وأمان
بعيدا عن العادات والطقوس
اذهبي وكونوي مع الحالمين
التعليقات مغلقة.