مقبض من نار
بقلم سنية ابوالنصر
هيا ياأبي أسمعني
أقدامك وافتح ذلك الباب اللعين الذي يرهبني…
امسك بمقبضك مقبضه حتي اري الوحش الذي بداخلك… ليقتلني
انا في انتظار عقابك بسوطك وبأقدامك ارفعني وارميني،لاأبالي فقد جفت دموعي من زمن؛وكانت هي من تواسيني وترحمني.
متي نظرت الي الطريق الذي أسير فيه بمفردي؟!
أدوس بأقدامي علي العثرات والأشواق وبقايا الزجاج…لا اشعر حتي أفيق علي وجعي وصراخي وانت أصم لاتسمعني ولن تنجيني.
متي أشفقت علي من الوحدة بعد ان نزعتني من بين أحضان أمي وفارقتها؛وحرمتني من الوصول الي مأمني؟!
اجئت بأخري لترعاني؟! اذلك القول يرضيك؟!
لا،لم ترعني ياأبي … ولم تكن لي أما…
كانت تضربني وتكويني ،ترهبني وتروعني حتي قتلت طفولتي؛واعطتني لك حتي تكمل عذابي وتأليمي.
هيا ياابي ادخل… واعطني العقاب الذي يرضيك؛فذلك لايهمني أبداً ولا يشغل تفكيري …
انتظاري الأن أشد ألما من ضرب السوط علي جسدي؛فهذا الأن فقط مايؤلمني ويؤذيني.
نظرتي للمقبض تجن تفكيري…
ادخل ياابي واقض مهمتك حتي ينتهي عذابي وترويعي.
اكان الجمال ذنبا تعاقبني عليه؛كلما نظفت ثيابي ومشطت شعري وزينت فستاني؛تصب غلها في أذنك حتي تأتيني.
تقذفني بالتهم وانت تسمع وتستجيب دون ان تسمعني!
الم ترحم دموعي وأنيني؟!
كرهت هذا الجمال الذي يؤلمها فيجعلها كالنار تحرق كل ما يسعدني.
فررت منكم لذلك الشاب الذي أغضبك ورميت نفسي لحنان عطفه، وكان ذلك يرضيني.
رغم فقره وسوء حاله؛لم يرضى لك التدنيس وكان حريصا علي بياض ملبسك.
الم يشفع ذلك لرجولتك فتتركني لزوج أسعد به… أنا أحبه وهو فقط من يحيني؟!
لم يعجبك فقره وصنعته،وقلة المال في يده والبيت الضئيل الذي يؤيني.
هو من أحيا طفولتي التي قتلتها وقتها… وظلت تلتقط انفاسها داخلي حتي اتاني واسكنها مكانها فقد صار دوائي وتسكيني.
يأتيها باللعب،يسامرها وتسامره لتلهو معه وكان ذلك يسعده ويرضيني.
ألم تكسر كل لعبي وترميها في وجهي حتي ترضيها؟!
اتركني ياأبي لقلب حبيبى؛فهو من يسعدني ويهنيني.
فوالله لهو عندي احلي من الشهد واطيب من كل ماأدخلته فاهي…
بالذل والقهر ابلعه ومن خلف ظهرك القيه وارميه.
تعال ياأبي لتنهي ماتبقي من ابنتك ان كان ذلك الأمر يرضيك؛ولكن لن يرضيني
لن أنسى زوجي ولن اكف عن حبه حتى تخرجه من قلبي واوصالي وشراييني.
إن استطعت افعلها … فهو الأن دنياي التي منك تحميني.
هيا ياابي انا في انتظارك.؛أقتحم ضعفي وقلة حيلتي واستمتع بصراخي وتوجيعي وتأليمي.
اسمعني صوت مقبضك حتي تنتهي…
اشكو لك ياالله…
قد حرمني بالأمس من أمي والأن ينزعني من زوجي إن كان ذلك الأمر يرضيك فزدني،وإن كان لا يرضيك… فهب له من الرحمة؛حتي اعود أحضان من يسعدني ويحميني.
“سنية ابوالنصر”.
التعليقات مغلقة.