موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مقتطف من رواية اللعبة “صراع الأفكار”…محمود حمدون

268

مقتطف من رواية اللعبة “صراع الأفكار”…محمود حمدون

الناشر : المكتب العربي للمعارف – القاهرة

في الركن من يمين الداخل , منضدة أكبر من الخشب عليها شاشة “كمبيوتر” رقمية كبيرة , وبأسفلها جهاز ” كمبيوتر ” غريب المنظر , يدرك ” علي ” أن صاحبه قام بتجميع أجزائه بتأني وبمواصفات يتحتاجها بعمله , أنفق عليه الكثير .
جلس الندّان بجوار بعضهما , و أمامهما شاشة ” الكمبيوتر” بعد أن أطفأ ” فؤاد ” نور الغرفة فسبحت قبل البدء بظلام دامس .
بدأ العرض , أو اللعبة , اسمها من صفتها ” اللعبة ” أيضا تابعها ” عليّ ” بشغف , استغرب أن الجهاز لا يعطي تعليمات للاعبين بالحركة بل بدأت واستمرت وتفاعلت معه :
من بجوارك يا ” فؤاد “؟
السؤال ليس بغرض الاستفهام بل ندرك أنه ” علي ” صديقك الوحيد , فصورته مطبوعة محفورة بأعماق الذاكرة , فقط أردنا أن نشعل شرارة حوار بيننا , لنذيب جليد .
صاح ” علي ” من المتحدث ؟ تسجيل ؟ هههه لعبة مكشوفة يا ” فؤاد ” يا صديقي .
رمقه ” فؤاد ” بهدوء غريب قائلا : ركزّ و أنظر بعينيك ثم أحكم على ما ترى يا صديقي .

تاه ” علي ” بدُنيا كبيرة صنعها صديقه ” فؤاد ” و ألقاها في وجهه عالم تدفق كشلّال من نبضات كهربية تجسّدت أمام ناظريه وطوّعها عقله لمعاني جديدة , صور بعضها يدركه جيدا وأخرى يراها للمرة الأولى .
وجد أطراف اللعبة يتألمون , يشعرون بوجودهم , يحسّون بذواتهم ينادون و يصرخون , ” لعبة ” كبيرة بدأت ثم لم تنتهي حتى اللحظة .
خرج ” علي ” من الغرفة ” وقد فقد جزءاً كبيراً من وعيه , تاهت ذاته وسط ذوات كثيرة بعضها حقيقي وبعضها افتراضي , لم يعد يدري إلاّ أن الوهمَ واقع , لكن ظل سؤال يؤرقه أثناء المشاهدة وقبيل مغادرة صديقه :
من أنت ؟ كيف ترى نفسك ؟ وماذا بعد ؟
لم يكن سؤال بل تساؤلات كثيرة تفرّعت من إجابة واحدة ألقاها ” فؤاد ” بوجه ” علي ” .

الأوقع أن تسأل بصيغة أدق : من نحن ؟ و من هم ؟ هل من فارق بيننا ؟ ألا زلت تؤمن بمادية الوجود كما تحسّها الآن ؟
وهؤلاء في ” اللعبة ” ألا يشعرون كما تشعر ؟ ألاّ يلمسون جودهم المادي من وجهة نظرهم ووعيهم الذاتي المنزرع بداخلهم ؟
لا سامحك الله , كيف واتتك جرأة التفكير هكذا ؟ ثم ماذا بعد ؟ ماذا بعد أن انطلقت ” اللعبة ” ؟ واندمجت في ألعاب أكبر وأكثر شراسة؟
” فؤاد” : و من قال لك أنها ” لعبة ” هيّنة ؟ من قال لك أنها أكثر شراسة ؟
لم أعد أعرفك يا ” فؤاد “, تبدو غريبا أو يبدو أنني لم أعرفك أصلا , من أنت ؟ ما غايتك وما رسالتك التي تسعى لترويجها ونشرها ؟
تسلّل شعاع رقيق من ضوء الشمس خلسة حتى منتصف صالة الشقة , نظر إليه ” علي ” نظرة تائه في بحر لُجيّ , لا يدري إن كان الوقت فجرًا أو أن الشمس بطريقها للغروب , بدا أن صوت ” فؤاد ” يأتي من بئر عميق يضمحل رويدًا حتى انقطع فجأة ما بينهما من وصل .
ساعات طويلة مرّت على زيارة “علي ” لصديقه , على رغم أن الزيارة لم تكن الأولى والحوار بينهما جرى من قبل , إلأّ أن اليوم مختلف , فقد سأل ” علي ” نفسه : هل أتيت لزيارة ” فؤاد ” وبداخلي إصرار على تحطيم ثوابته وهزّه بعنف علّه يفيق من غيّه ويثوب لرشده .؟
ثم ما أدراني إن كنت أنا على صواب وهو على خطأ ؟ كافة فرضيات الحوار حتى الآن صحيحة , أظن أن برميجته هذه أو لعبته , ليست معضلة تستعصي على التفكير لكن ما وراء الفكرة هو ما يبعث على القلق .
هل أكره ” فؤاد ” من أعماقي ؟ وأذهب إليه بإرادتي لزيارته ليس كصديق يسعى لصديقه , لكن للوقوف على حجم ودرجة جنونه والاطمئنان لتدهوره فيهدأ بالي و تستقر ذاتي أن فارق العبقرية بيننا والذي يميل لصالحه , استعضته بجنون أحاط بعقله فأغرقه وفاض عن حاجته .
لكن أترى ” فؤاد ” استغلّني منذ البداية فجعلني فأر لتجاربه عن الوعي والذات فوضعني مادة لدراسته ؟ قاتلك الله يا صديقي ,
أفاق على يد تهزه برفق , أدار عينيه فرأى ” فؤاد ” يقف بجواره مبتسما , كأنما قرأ ما بداخله . عيناه كانت تلمع بشدة .

التعليقات مغلقة.