موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مقتطف من رواية ” اللعبة ” محمود حمدون

160

مقتطف من رواية ” اللعبة ” محمود حمدون

الناشر : المكتب العربي للمعارف – القاهرة

لعلها الوحدة بعد وفاة ” جدك ” لو لم أكن أعلم عن أخلاقك لقلت أنك تعاطيت صنفًا فائق الجودة .. صنفًا لم أسمع به من قبل.

= هائما في ملكوته , لك أن تسخر كما تشاء لكن دعني أكمل حديثي معك لنهايته وتذّكر أنك قلت أنك معي لآخر الحوار !

الآن تخيّل نفسك ضمن لعبة تفاعلية كبيرة تدور أحداثها عبر شاشة عملاقة ,هناك من يشاهدك مستمتعا أو متفاعلا أو مراقبا , بينما أنت و من حولك باللعبة منغمسون حتى آذانكم غارقون في أحداثها ,حتى الاحساس المادي بداخل اللعبة جزء من الشفرة الموضوعة مسبقًا . الآن يا ” علي ” هل بمقدورك أن ؟؟؟.

  • ماذا ؟

= أقصد هل يمكن أن تنأى بوعيك لأعلى لتدرك أنك وهم , مجرد نبضات كهربية ورموز برمجية تتفاعل فيما بينها دون أن تكون حقيقة أبدا ؟

ردّ ” علي ” سريعًا :سأجاريك في زعمك .. كيف تجاوزت أنت وعيك المدمج بداخلك وارتفعت ما فوق مستوى اللعبة لتدركها هكذا ؟

= صدمتني مقولة أحدهم , سمعتها منذ فترة أن البشر اقتربوا كثيرا من حقيقة أزلية بتصميمهم تلك الألعاب التفاعلية المجسّمة .

متأففا , بمعنى ؟

= بمعنى أنني ” كمبرمج ” أصمم عالمًا افتراضيًا تفاعليًا , أصممه بعقلي وأصنعه بيدي, عالم متكامل من بشر ومادة. لكنهم مجرد وهم! , جميعهم في النهاية مجرد نبضات كهربية , تجسّدت في نظرنا في صورة عالم يتفاعل و نراه عبر شاشة الحاسب أو التلفاز نلهو معه أو به .

-حسنا , ما المشكلة إذن ؟ أتفق معك فيما قلت : نعم وهم ونبضات كهربية , ثم ؟ أكمل …

صمت ” فؤاد ” قليلا و ازدرد ريقه و عقّب : تلك ليست مشكلتي لكنيّ وضعت نفسي مكان واحد من عناصر اللعبة .هبطت إليه بخيالي وعشت بينهم , عالم جميل وربما قاسي يمتلئ بالمآسي التي فًرضت على من يحيون بداخله ..

” علي ” : لعلّك تقصد أنهم بلعبتك التي صممّتها وأطلقتها جعلتهم يحيون في صراعات جُبلوا عليها ولهم توقيتات معلومة لن يحيدوا عنها . تُحييهم بارادتك وتُميتهم , كما قلت أنت “هم صنيعتك ” !.

لكن ما تقوله بفرض فهمي لحديثك , يتجاوز مجرد تصميم ” لعبة ” يبتعد عن فكرة برمجية مصممة بذكاء اصطناعي , ذاك منحنى خطر تنحدر إليه بإرادتك , فهل تقصد فعلا ما وصلّ إليّ ؟

ثم وقف ” علي ” بعد أن نحّى فنجان قهوته جانبا , شارد الذهن , يموج وجهه بعلامات متباينة من قلق وخوف وقال : ” فؤاد “صديقي العزيز , الحديث طال معك وأخذتني لمسارات بعيدة , ورغم تمكّني من مجال عملي وعلمي بما تفعل. لكن ” مبتسما ” فكرتك تستعصي على إدراكي , فما أعلمه أنك تصمم ألعاب للتسلية واللهو , لكنّك قلبت الهزل جدّ وتصر على خيالاتك بالخلط بينهما .

ثم , كيف تتوزع الأدوار بين اللاعبين ؟ من المفكّر ,العبقري و الآخر الساذج الغبي ؟ على فرض صحة فرضياتك هذه , فلا يوجد ذكاء أو عبقرية أو أفكار , تصبح جميعها مجرد شفرات تعمل مع هذا فتنطلق الأفكار والرؤى وينهمر الابداع وتتعطل مع آخر فيكون شخص عادي , أن أكون بطلًا أو هامشيًا رهن بشفرة أو برمجية تعمل في وقتها أو تتعطل عن العمل!..

في النهاية و حسب فهمي لكلامك : أن الوعي زائف بحد ذاته , إن وعيت أو أدركت فذاك لأن شفرة ما عملت في وقتها المناسب , ليستقر بداخلي أنني أعي وأدرك .!

التعليقات مغلقة.