ملائكي …بقلم طارق فرج اسماعيل
ملائكي
وإذا عَبَرْتَ نَهْرَ الضَّوْءِ ثُمَّ وجَدْتَّنِي..
فِي ظُلْمَةِ الأَحْزانْ
خُذْنِي إليكَ وضُمَّنِيْ …
وارْسُمْ علي صَدْرِي جَبِينَكَ..
كَيْ أَحْيا لِأَجْلِكَ في غُرْبَةِ الأَوْطَانْ
وإذا عَلي الدَرْبِ البَعيدِ تَرَكْتَنِي ..
فَارْمِي عَليٰ قَدَرِي سَلاماً من فُؤادِكْ ..
أوْ من سُهُولِكَ وَرْدَةً
فَلَعَلَّها تَسْكُنُ عَليٰ كَفِّي
ثُمَّ تَسْرِي في الدِمَاءِ كَلَحْظَةٍ عَبَرَتْ
ثُمَّ ضاعَتْ
كَأَحْلامِ اللِقَاءِ الضائِعِ في تَْرنِيمَةِ الْوِجْدانْ
فَبَعْدَ رَحِيلَكَ لا أدري !!
أناْ شَيْئٌ بِدُونِ مَلامِحٍ بَقِيَتْ ..
علي الأُفُقِ البَعِيدْ
أنا أَشْلاءُ ….
يَعْبَثُ في أَطْرافِها المَوْتُ العَنِيدْ
أوْ بَقَايا مِن حِكَاياتٍ بِلا ألوانْ..
وأمواجٍ بِلا شُطْآنْ
وأشجارٍ بِلا أغْصانْ
فَلا إِسمٌ ولا وطَنٌ سَيعْرِفُنِي..
ولا دِيٓنٌ ولا عُنْوانُ أَذْكُرُهُ.. ويَذْكُرُنِي!
غَرِيٓبٌ تَاهَ في أَرضٍ …بلا أَحْضانْ
لَكِنَّنِيٓ…
مازِلْتُ أَنْسِجُ من سَوَاقِيٓ العِشْقِ إِلَيٓكَ ..شِعْراً …
عليٰ وَرَقِ الشَّجَرْ
علي كَتِفِ القَمرْ
علي حَبِّ الْمَطَرْ
وعلي نَسِيٓمِ البحرِ .. أوْ نَجْمِ السَّهَرْ
مازِلْتُ أْعْشَقُها عُيونَكَ..
حَتَّي وَلَو عَزَّ اللِقَاءِ…
وانْخَرَسَ الْغِنَاءِ…وانْقَطَعَ الوَتَرْ
مَازِلتُ أَسْبَحُ فِي شُعُورِكَ…
فِي عُطُورِكَ..
في لَآلِئِ وَجْنَتَيْكَ.. وَفِي سُكُونِكَ ..
فِي جُنُونِكَ ..
في دُمُوعِكَ …
فِي تبَسُّمِكَ الْمُسَافِر ُلِلْبَشَرْ …
فِي كُلِّ ضَحَكاتِ الطُفُولَةِ ..
أوْ تَرَانِيمِ الْغَرَامِ الْمُذْهِلِ اْلفَتَّانْ
ِ
فإِذا ما صِرْتَ فِي صَدْرِ الْجَنَانِ..
وَفِي مَمَرَّاتِ الْوَصْلِ الإِلٰهِي ْو الْمَلَكُوتْ..
والْكَوْنُ مِنْ عُمْقِ الْبَهَاءِ..
يَسْبَحُ فِي صَمْتِ المَكانِ..
وفي قَلْبِ السُّكُوتْ
وأنا هُنا أَجْثُوْ عَليٰ دَمْعِيِ ..
خُذْ مِنْ فُؤَادِي أَغْلَْيٰ لَحْظَةٍ فَرَقَتْ..
بَيْنَ الْحَيَاةِ وَبَيْنَ بِئْرِ الْمَوْتْ
هَذَا دُعَائِيِ فَانْطَلِقْ..
فِي رِحْلَةِ الأَبَدِيِ
وَاطْلِقْ جَنَاحَكَ..
..فِي عُمْقِ الْفَضَاءِ الْسَرْمَدِيْ
الْأَرْضُ لَيْسَتْ لِلمَلاٰئِكَةِ …وَلا كَانَ الْزَمَانْ
إِرْحَلْ كَمَاْ جِئْتَ… وَدَعْنِيِ
فَمَاَ كُنّا … وَلا ذَاكَ الْهَوَيٰ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ … كانْ.
طارق / يناير ٢٠٢٠
التعليقات مغلقة.