مناعة القطيع وقطيع الأنعام
مناعة القطيع وقطيع الأنعام
د.أحمد دبيان
من بلد داروين والإنتخاب الطبيعي وصراع البقاء والبقاء للأصلح تخرج تطبيقات النظرية المغالطة بمحاولة ترويج سياسات الرأسماليات المتطرفة بعلمنة التعامل الغير آدمى لإنجلترا وغيرها مع تفشى وباء الكورونا المستجد الفعلى أو المصطنع .
فيخرج رئيس الوزراء البريطانى فى تصريحات لا إنسانية صادمة بأن على الجميع ان يستعدوا لمفارقة أحبائهم .
وليتم الترويج الموجه عن استراتيجية المواجهة بال
Herd Immunity
أو مناعة القطيع بمعنى تعريض أكبر شريحة من المجتمع للمرض فينجو الأصلح
Survival of the fittest
فى تطبيق سافر موجه لنظرية داروين التطورية واختزال التقدم الطبى والتكنولوجى لنعود لعصور ما قبل التاريخ .
بداية الوباء المتفشى سريع الإنتشار وحسب دوريات هندية وصينية هو يشبه الكورونا ( التاج ) فى الشكل المجهرى ولكنه يختلف عن كورونا ٢٠١٢ متلازمة الشرق الأوسط بانه قد تم غرس أربعة أغلفة بروتينية تحيط بالبروتين س وهى تماثل الأغلفة البروتينية لفيروس نقص المناعة المكتسب ما يثير فرضية هل بالفعل يحدث فيروس كورونا المستجد حالة من اضعاف المناعة ليغزو المريض ؟!!
التعرض للفيروس أيضاً لا يمنح المريض المصاب صك مناعة لإصابة لاحقة ، وقد أصيب به شخص مرة أخرى كان قد تعرض له فى بداية إجتياح الوباء ما يقوض نظرية ال
Herd Immunity
او مناعة القطيع التى يروجون لها.
القطاع الصحى البريطانى فضلاً عن انجلترا نفسها تعانى من ازمات اقتصادية طاحنة فضلاً عن ان النظام القومى الصحى
National Health System
وهو النظام التأمينى الصحى لديهم يعانى من استنزاف وخصوصاً من تلك الشريحة العمرية ما فوق الستين والسبعين عاماً ، والتى تصبح فى تحليل نظريات الرأسماليات المتطرفة ، طفيليات مستنزفه غير منتجة تستهلك الموارد دون اى مردود إنتاجى .
الترويج لمناعة القطيع يدحضه وقائع ان الفيروس لا يمنح مناعة كما فى حالة الحصبة أو الجديرى مثلاً ، ما يثير التوجس ان الهدف الحقيقى هو التخلص من تلك الشريحة العمرية الغير منتجة فى نظر الرأسماليات المتململة من الأبعاد الإجتماعية الإشتراكية التى نجحت الجمعية الفابية بمجهودات جورج برنارد شو وجراهام والاس وسيدنى ويب فى ايقاظ المجتمع الإنجليزى من رأسماليته المتطرفة فكانت المدرسة الإشتراكية الأنجليزية والتى نجحت فى اضفاء البعد الإجتماعى والتخفيف من غلواء التطرفات الميركانتالية والرأسمالية .
ممارسة هذا المبدأ ليس بالجديد فى انجلترا فهناك شريحة عمرية بميثاق صامت غير معلن تمارس عليها ما يتم تزيينه بعبارات مطاطية
مثل
Allow Natural Death
او السماح بالموت الطبيعى ، وهو ما قد يصلح فى الامراض المستعصية مثل حالات السرطان المتأخر ، ولكن هذا المبدأ يفتح الباب وخصوصاً مع اختلالات شخصية لبعض ممارسى الخدمة الطبية ومع تطور العلاجات واستراتيجيته الى ان يتحول السماح بالموت الطبيعى الى عملية قتل ممنهج بمنع العلاج فلا تنال تلك الشريحة العمرية الرعاية المطلوبة للحلالات المماثلة من فئات عمرية أخرى.
توصيات النظام الطبى القومى جاءت لتصب فى هذا النهج .
فهى توصى المرضى ممن لديهم أعراض الى التزام البيت لعدم وجود تحليل الفيروس، والى الابتعاد بمسافة متر عن كبار السن وهم الفئة الأعلى فى نسبة الوفيات من الكورونا المستجد او حتى الانفلونزا العادية وعدم الاتصال بالإسعاف او التوجه للمستشفيات الا عند تدهور الحالة.
هذه الاجراءات التى تبدو ظاهراً هدفها تخفيف العبئ عن المستشفيات هى فى جوهرها عملية استهداف للتخلص من تلك الشريحة العمرية وتخفيف العبئ عن عاتق النظام الصحى البريطانى .
المرض سريع الانتشار ولكن نسبة الوفيات فيه ادنى من نسب الوفيات فى السارس او كورونا متلازمة الشرق الأوسط ، ومع التنويه للتركيب الميكروسكوبى التخليقى الصعب قبوله بحدوث طفرة ما تثور التساؤلات عن كونه فيروس مخلق معملياً فى اطار حرب بيولوجية وتكسيح اقتصادى تستثمره الدول المسماة بالكبرى لتنفيذ اجنداتها الرأسمالية دون اى اعتبار للإنسان العنصر الأهم فى بقاء هذا الكوكب .
التعليقات مغلقة.