من أساء للرسول؟
بقلم د.هبة صبحى البدوى
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). متفق عليه.
أتى أعرابي إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة، قال أنس رضي الله عنه حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله، وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، صلى الله عليه وسلم، فضحك وأمر له بعطاء، وفي رواية أن الأعرابي قال للنبي: «أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فإنك لا تعطي من مالك ولا مال أبيك، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ».
قال الإمام النووي، لقد جمع النبي، في هذا الموقف بين الحلم والصبر على جفاء الأعرابي وغلظته، وبين الإحسان إليه، بل أضاف إلى الموقف الابتسامة والضحك، وفيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألفة قلبه، والعفو عن مرتكب كبيرة لا حدَّ فيها بجهله، وفيه كمال خلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه.
بعد قراءة الحديثين الشريفين برأيكم من أساء للرسول ؟
هل هو ذلك المعلم الفرنسي الذى سخر من هذا الشخص الذى يعتقد هو أنه النبى محمد ، هو فى الحقيقة سخر مما وصف له ، مما بلغه عنه ، لو كان سمع عنه صدق القول لكان متيما به كما نحن .
أم من أساء للرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم هو نحن ؟! نعم …. نحن ! لأننا لا نوصل الصورة الصحيحةعنه، لا نتبع تعليماته ،لا نملك أنفسنا عند الغضب ،لا ندفع السيئة بالحسنه .
إن الرسول الكريم نفسه لم ينهر حتى من أساء إليه بل أمر الصحابة أن يتركوه وعامله هو برفق حتى ذاب الأعرابي بحبه.
لو كانت كل هذه الدعوات للمقاطعة ونشر الكراهية هى دعوات للتعريف برسول المحبة والسلام والتسامح لرأينا انتشارا كبيرا لدعوته ولقمنا نحن بدورنا فى التبليغ برسالته .
أدعوكم ان تنشروا أحاديث الرسول الكريم ، أن تقرأوا سيرته العطرة ، أن تحكوا لصغاركم كل يوم عنه قبل النوم ،
نريد أن ينشأ جيلٌ يحمل روح النبى فى قلبه، متخلقاً بأخلاقه ، متصفاً بصفاته.
إن النبى الكريم هو نموذج بشرىٌ فريدٌ رائع ، أدّبه ربه فأحسن تأديبه، كان خلقه القرآن ، بالله عليكم أين نحن منه؟
والله إنى لمشفقة على كلا طرفى القصة
الطالب القاتل …و المعلم المقتول
الأول لم يعى أحاديث الرسول الكريم وأخذته الحمّية
والثاني قتله جهله بأفضل خلق الله فتطاول واستهزأ.
اقبل أسفى يا رسول الله
عذرًا يا حبيب الله
أُشهد الله وكل خلقه أنك أحب إلىّ من نفسي ومن مالى ومن ولدى ، فداك أبى وأمى ، فداك روحى ودمى . يا أكرم خلق الله .
أستغفر الله العلى العظيم لى ولجميع المسلمين والمسلمات
اللهم اصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام.
وخلقنا بخلق نبيك وأدبنا بأدبه و أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك على الوجه الذى ترضاه منا وترضى به عنا .
التعليقات مغلقة.