موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من أسرار لغتنا العربية الحكيمة : التضمين د.وجيهة السطل

271

أسعد الله أوقاتكم ، وتقبل صيامكم وطاعاتكم..
(اهدنا الصراطَ المستقيم ) الفاتحة:٧ صدق الله العظيم

التضمين مجالٌ رائع يدقّ فهمه على غير علماء اللغة.وحديث موغل في علم الدلالة، يتضافر مع معاني الحروف وهي الأدوات الرابطة بين الجمل، والمحققة للمعاني المختلفة.
ومن غرائب هذا العلم ،تقاطعه مع النحو الوظيفي.فمن المعروف أنّ كل فعل متعدٍّ بحرف جر،له حرف الجر الخاص به لمعنى التعدية،ولا يفهم معناه جيدًا إلا بتكملة الجملة معه؛ ومن شأنه أن يتعلق مع مجروره بهذا الفعل.وهنا نقول في معنى الحرف إنه للتعدية. فإذا لم يكن هو المرافق للفعل والمختص به، ،فإن الفعل عندئذ يحمل معنى آخر تضمينًا أو تفسيرًا ،ويمتنع تعليق شبه الجملة بهذا الفعل،بل يتعلق بحال محذوفة من الفاعل الضمير المتصل أو المستتر في الفعل .مثال :
ذهب يتعدى بحرف الجر إلى .ذهب إلى عمله فالجار والمجرور متعلقان بالفعل ذهب.وفي قوله تعالى في سورة يوسف :(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب ..)سورة يوسف/١٥ تغير حرف الجر إلى الباء،وهي هنا للمصاحبة تعني ذهبوا معه . والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من واو الجماعة.

وهذا يعني أيضًا،أنه إذا تضمن فعل معنى فعل آخر. فإنه يقوم نحويًّا بدورالفعل الذي حمل معناه.
فإذا كان لازمًا، صارمتعديًا مثله.أو كان متعدِّيًا لمفعولين،صار متعدِّيًا لمفعول واحد

■ وقد تتنوع دلالة الفعل بتغير حرف الجر المختص به.فقولك: سار على درب أبيه. أي اقتدى به. وسار في الطريق أي مشى.ويقولون: ومن سار على الدرب وصل. أي اتّبع النهج الصحيح الموصل إلى الغاية.

وقد يقلب حرف الجرالمعنى إلى النقيض كقولك: رغبت في الشيء إذا أردته.ورغبت عنه إذا رفضته.
ومن أجمل الأمثلة المؤيدة لهذا ما جاء في
[بدائع الفوائد لابن القيم: ٢/٢٠]

يقول ابن القيّم رحمه الله :
{{ من أسرار التضمين ومعاني الحروف في اللغة العربية
قال الله تعالى: ﴿ اهدِنا الصِّراطَ المُستقيم،صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧]
وأما تعدية الفعل هنا بنفسه دون حرفِ “إلى” فجوابها: أن فعل الهداية يتعدى بنفسه تارة، وبحرف “إلى ” تارة وباللام تارة، والحالات الثلاث وردت في القرآن الكريم. فمن المعدّى بنفسه هذه الآية وقوله: ﴿ويهديَك صراطاً مستقيماً﴾[الفتح: ٢].
ومن المُعدّى بإلى قوله: ﴿وإنك لَتهدي إلى صراط مستقيم﴾ [الشورى: ٥٢]، وقوله تعالى: ﴿قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم﴾ [الأنعام: ١٦].
ومن المعدّى باللام قوله عن قول أهل الجنة: ﴿الحمد لله الذي هدانا لهذا﴾ [الأعراف: ٤٣] ، وقوله تعالى : ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ [الإسراء: ٩]..
والفروق لهذه المواضع تدق جداً عن أفهام العلماء، ولكن نذكر قاعدة تشير إلى الفرق وهي: أن الفعل المعدّى بالحروف المتعددة لا بد أن يكون له مع كل حرف معنى زائدٌ على معنى الحرف الآخر، وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف، فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق نحو رغبت عنه ورغبت فيه. وعدلت إليه وعدلت عنه، وملت إليه وعنه. وسعيت إليه وبه. وإن تفاوت معنى الأدوات عسر الفرق نحو: قصدت إليه وقصدت له. وهديته إلى كذا وهديته لكذا. وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر، وأما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة، بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف، ومعنى مع غيره فينظرون إلى الحرف،وما يستدعي من الأفعال، فيُشرِبُونَ الفعل المتعدي به معناه.
هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه -رحمه الله تعالى- وطريقة حذّاق أصحابه. يضمّنون الفعل معنى الفعل لا يقيمون الحرف مقام الحرف، وهذه قاعدة شريفة جليلة المقدار تستدعي فطنة ولطافة في الذهن، وهذا نحو قوله تعالى: ﴿عيناً يشرب بها عباد الله﴾ [الإنسان: ٦]، فإنهم يضمنون بـ “شرب” معنى “يروي” فيعدونه ب “الباء” التي تطلبها فيكون في ذلك دليل على الفعلين أحدهم بالتصريح به، والثاني بالتضمين والإشارة إليه بالحرف الذي يقتضيه، مع غاية الاختصار وهذا من بديع اللغة ومحاسنها وكمالها.
ومنه قولهم في السحاب: “شربن بماء البحر حتى روين، ثم ترفعن وصعدن”، وهذا أحسن من أن يقال يشرب منها، فإنه لا دلالة فيه على الريّ وأن يقال: يروي بها لأنه لا يدل على الشرب بصريحه، بل باللزوم، فإذا قال: يشرب به دل على الشرب بصريحه وعلى الريّ بخلاف الباء فتأمله، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه﴾[الحج: ٢٥]، وفعل الإرادة لا يتعدى بالباء، ولكن ضمّن معنى يهم فيه بكذا وهو أبلغ من الإرادة، فكان في ذكر الباء إشارة إلى استحقاق العذاب عند الإرادة وإن لم تكن جازمة، وهذا باب واسع لو تتبعناه لطال الكلام فيه ويكفي المثالان المذكوران، فإذا عرفت هذا ففعل الهداية متى عُدِّيَ بـ “إلى” تضمّن الإيصال إلى الغاية المطلوبة فأتى بحرف الغاية. ومتى عُدِّيَ باللام تضمّن التخصيص بالشيء المطلوب فأتى باللام الدالة على الاختصاص والتعيين، فإذا قلت: هديته لكذا، فهم المعنى أنك ذكرته له، وجعلته له، وهيأته ونحو هذا.
وإذا تعدّى بنفسه تضمّن المعنى، الجامع لذلك كله؛ وهو التعريف والبيان والإلهام، فالقائل إذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) فهو طالب من الله أن يعرفه إياه،ويبيّنه له، ويلهمه إياه، ويُقْدِرَه عليه. فيجعل في قلبه علمه وإرادته والقدرة عليه. فجرّد الفعل من الحرف وأتى به مجرّداً معدًّى بنفسه ليتضمّن هذه المراتب كلها، ولو عُدِّيَ بحرف تعيّن معناه وتخصّص بحسب معنى الحرف، فتأمّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها.}}

شكري لكم
وتحياتي للجميع.

التعليقات مغلقة.