من أنت
قصة بقلم عصام قابيل
جلست منهكاً بعد طول بحث عن عمل أقتات منه وقد أدبرت الدنيا وأعطتني ظهرها وأسندت ظهري على المنضدة الحجرية رغم أنها آلمتني وشعرت بقسوتها , وجلت بنظري في تلك الحديقة الشاسعة بميدان الأزبكية وقد خلت من زوارها في تلك الحرارة من شمس يوليو ثم
أخذت أنظر إلى ثيابي الرثة وحذائي الممزق وقد أعياني التفكر في حالي وما وصلت إليه بعد هذا العمر منذ ولادتي بعد ثورة 23 يوليو وقلت في نفسي هل اصبح حالك هكذا يايسري فؤاد ياالله.
وأسندت رأسي أحاول أن أسترخي بعد شدة التعب
وفجأة مر أمامي رجلٌ أنيق يرتدي ثياب راقية غالية الثمن وحذاء لامع وعطره يفوح لمسافة كبيرة وكأنني رأيته من قبل …هذا الوجه مألوف لي بل هو شديد الشبه بي
ولست أدري ماالذي دفعني للانطلاق خلفه في خطىً مسرعة وحينما اقتربت منه لاحظ أنني أتبعه فأسرع من خطاه فأسرعت أنا أيضاً رغم أنني متعب ومرهق
أخذ يلتفت إلى تباعاً وقد علت الدهشة وجهه وأنا ألهث مسرعاً أحاول تقريب المسافة واللحاق به حتى وصل لمنعطف في نهاية الحديقة وأنا أجاهد للوصول إليه
فجأة وقف فوقفت…أخرج من بدلته الأنيقة قلم ووريقة صغيرة وكتب شيئاً ثم ألقى بالورقة في إتجاهي
ورغم دهشتي مما حدث إلا أن الفضول الرهيب دفعني وانحنيت ألتقط تلك الورقة وأنظر مافيها
ويالغرابة ماوجدت
وجدتها مكتوب فيها …أنا يسري فؤاد منذ عشر سنوات.
التعليقات مغلقة.