من أيام الإسلام بقلم .. مدحت رحال
معركة وادي المخازن
الملوك الثلاثة
القصر الكبير
كتب الملك / عبد الملك السعدي ملك المغرب
إلى / سبستيان ملك البرتغال :
( إن ثبتٓ إلى أن نقدم عليك فأنت نصراني حقيقي ،
وإلا فأنت ك ل ب ابن ك ل ب )
ذكرني ذلك بكتاب الخليفة / هارون الرشيد إلى ملك الروم :
(من أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى نكفور ك ل ب الروم)
أظنكم تتحرقون شوقا لمعرفة القصة ،
هي ليست قصة ،
هي ملحمة ،
هي درة في جبين التاريخ الإسلامي .
.
عبد الملك السعدي هو ملك المغرب من الأسرة السعدية .
تولى الملك بعد وفاة أخيه / عبد الله السعدي _ سلطان المغرب ،
على إثر فتنة وقعت بينه وبين ابن أخيه محمد الثالث الملقب بالمتوكل .
وقد استنجد / عبد الملك بالعثمانيين ، فأمدوه بفرقة عسكرية من الجزائر حيث تغلب على ابن أخيه الذي التجأ إلى ملك البرتغال / سبستيان .
قرر سبستيان غزو المغرب ودعم محمد المتوكل مقابل أن يتنازل له عن شواطىء الدولة المغربية .
ولإضفاء الصبغة الدينية على الحرب :
_ حصل على دعم البابا
_ استعان بخاله ملك إسبانيا
_ استعان ببعض الإمارات الإيطالية
_ استعان بقائد عسكري إنجليزي كبير حاز على شهرة كبيرة ،
وذاع صيته في قتاله مع العثمانيين هو / توماس ستاكلي .
_ شارك في الحملة معظم نبلاء البرتغال .
.
جهز الملك البرتغالي جيشا قوامه :
١٨ الف مقاتل و ٥٠٠ سفينة ( في رواية )
٤٢ الف مقاتل و ١٠٠٠ سفينة من البرتغال وإسبانيا ودول اخرى ( في رواية اخرى ) .
اتجهت هذه القوة العسكرية بقيادة /سبستيان ملك البرتغال إلى أرض المغرب العربي ونزلت بالقرب من طنجة ، حيث التقى بالملك المخلوع / محمد الثالث الذي انضم إليه بقوة قوامها ٦ آلاف مغربي من أنصاره ومؤيديه .
.
تحركت هذه القوة العسكرية المشتركة لملاقاة الملك / عبد الملك السعدي الذي أصر على قيادة الجيش بنفسه رغم مرضه الشديد ، حيث لحقت به فرقة عثمانية من تونس والجزائر .
والتقى الجيشان عند / القصر الكبير في واد يعرف بوادي المخازن .
.
التحم الجيشان في معركة حامية الوطيس ، حيث كانت الصبغة الدينية للمعركة واضحة .
وتشاء الإرادة الإلهية أن يُقتل القائد الإنجليزي الكبير / توماس في أول ساعات القتال ، فاهتز وسط الجيش الذي كان تحت قيادته .
لاحظ قادة الجيش المسلم هذا الاضطراب في صفوف الجيش البرتغالي ، فركب الملك / عبد الملك جواده وانطلق محمسا جنده رغم مرضه الشديد .
أحاطت فرقة الخيالة المغربية والعثمانية بالجيش البرتغالي الذي بدأت أجنحته تتراجع .
ولم تمض اكثر من أربع ساعات حتى تم النصر المبين للجيش الإسلامي .
وقد أسفرت هذه المعركة عن :
_ قتل ملك البرتغال / سبستيان الذي قيل إنه غرق في نهر وادي
المخازن ولم يُعثر على جثته .
_ قتل القائد الإنجليزي / توماس ستاكلي
_ قتل الملك المخلوع / محمد الثالث
_ قتل 8 آلاف وقيل ١٢ ألفا ، وأسر 15 ألف برتغالي
_ قتل معظم نبلاء البرتغال الذين شاركوا في هذه المعركة
وقد توفي الملك / عبد الملك السعدي بعد انتهاء المعركة متأثرا بمرضه الشديد وما أصابه من إجهاد في الحرب ،
وخلفه أخوه / السلطان أحمد السعدي وسمي / أحمد الذهبي ، فقد كانت فترة حكمه أزهى عصور السعديين .
وكان من نتائج هذه المعركة :
_ قضت هذه المعركة على أحلام البرتغاليين في المغرب .
_ محيت البرتغال من خريطة العالم لمدة 60 سنة حيث احتلتها
إسبانيا وورثت كل ممتاكاتها .
_ عادت المغرب للتأثير على السياسة العالمية مستغلة موقعها
الإستراتيجي .
_ أمِنت الدولة العثمانية على حدودها الغربية والجنوبية .
وقد سُميت هذه المعركة :
معركة وادي المخازن _ لأنها وقعت فيه
معركة القصر الكبير _ لأنها وقعت بالقرب منه
معركة الملوك الثلاثة. _ لأنه قتل ومات فيها ثلاثة ملوك :سبستيان ، محمد الثالث ، عبد الملك
والغريب أن شعب البرتغال ظل لفترة يظن أن الملك سبستيان لم يقتل ، وأنه سوف يعود لينتقم .
وانتشرت في البرتغال أسطورة عرفت بالسبستيانية .
يوم من أيام الإسلام يحاولون طمسه
لأنه يكشف عوراتهم
مدحت رحال …
التعليقات مغلقة.