من أين أنت؟ خاطرة بقلم/ د. آمال صالح
للبحث عن الكلام أراني أبحث عن مدن جديدة. أتوارى عن كل الشكوك المعبأة في مناديل لم تمتلئ بالبكاء.
وأصرخ حين لا أعرف الفرق بين الليل والنهار والصباحات العنيدة هي من تعيدني إلى ذاتي.
أحيانا أحاول غش ورقة الامتحان حتى تعود لي ثقتي من جديد بعدد يفوت الحسبان.
كنت أخاف من الورقة البيضاء.
القصائد وحدها من أعادت الطمأنينة إلى الطفلة التي يشاكسها العالم.
لم تفهم الدرس، والرياضيات بالذات تشكل لها معضلة مع الواقع.
في حصة الرياضيات لا ترى إلا النافذة المفتوحة بجانبها…تلتفت إلى ذلك الفضاء، ثم تقفز بين توارد القصائد…
ولا تعرف كيف تكتبها.
القصائد في ذلك الفضاء كانت عالمها.
رن جرس المدرسة…غادروا الدرس… إلا هي لم تقرأ الواجب
ظلت تستمع إلى تفاصيل الأيام التي لم تدخلها.
وحوارات تستمع إليها ولا تفقه منها شيئا، لا زالت تتذكر تلك السيدة التي قالت لها مستغربة: ألا تفهمي ما نقوله؟
من أين أنت؟
قهقهات سمعتها بعد هنيهة.
لم تغضب، وأغلقت على نفسها الباب… لا تهم مشاكسات العالم كلها… إذا هي وجدت في انتظارها حروف القصيدة…!
بين عناوين وأرقام الشوارع تحول المارون إلى هالات ورموز
كيف دخلت المكان؟
كيف تتغير نظرات العيون إلى أرقام والأجسام إلى هامات.
هل لي بمدن جديدة… تملأ مناديلي بحلم أخضر…مثل الذي كنت اقفز له من تلك النافذة…؟
هل لي بمن يعرفني حتى وإن لم أجد كلماتي؟!
التعليقات مغلقة.