موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من اسم حركي ” مشاجرة عظيمة ” محمود حمدون

199

من اسم حركي ” مشاجرة عظيمة “

محمود حمدون

الناشر : مركز الحضارة العربية – القاهرة

==

حتى الآن لست أدري إن كان حقيقة أم سرابًا , التقيته على فترات متباعدة بفترة النزق و التهوّر, نصائحه لا تزال بقاياها في أذني , حديثه هو الحكمة الصافية , بداخلي حنين إليه , كلما عصفت بيّ الأنواء , أنطلق هائمًا , حتى يظهر ليّ من العدم .

يقول : لا تبلغ ” سيارة ” سرعتها القصوى دون أن يطمئن سائقها ” لمكابحها ” ,و دون وجودها التهور و غياب البصيرة .

بليلة منذ سنوات بعيدة … كنت بمشاجرة عظيمة مع نفر من متطفّلين , كُلّ يسعى لفرض سطوته و هيمنته .. بارزتهم , منطق العضلات الأقوى و الساعد الأكثر صلابة هما سيد الموقف .. صرعتهم وبتيه رحت أهدد المارة .. لمحته من بعيد , ينظر إليّ بشفقة .. رسالته وصلت دون كلام , فللعين لغة تفوق أي لسان .

ذاك ” شيخي ” من علّمني ألاّ أتبع شيخًا أبدًا , من أخبرني أن القوة كامنة في أشد آيات الضعف , و أن الضعف صورة من صور القوة لا يدركها إلاّ أريب .

علّمني أن الثورة على الثابت حق مشروع , أن أنصت كثيرًا , أتكلم بشق الأنفس , وبّخني من السير وراء المأثور , من اقتفاء أثر العصبية , حذّرني الوقوع في فخ البحث عن النصف الملآن من الكوب , ترك الفارغ , مقولته الخالدة : ربما الكوب غير موجود بالمرة , ربما وهم ما يُقال لك.!

لا أعرف له اسمًا محددًا , فسخف أن تسأل امرئ عن اسمه .. مقولة ألقاها بوجهي عندما رأيته أول مرة ,وأردف : الأسماء زيف , لا طائل من وراءها , كُن على حذر ممن يصدّر لك اسمه قبل فعله.

قابلته ببدايات الصبا , يراقب لهوي طوال اليوم . صبي أنا على أعتاب المراهقة , يفعل ما يحلو له , يستمتع بالتمرّد , بينما كان يستعد هو لذهاب دون عودة , جادلني بقيمة الحياة , فسفّهت من حديثه , ساخرًا من رأيه .

قال= لك أن تسخر كما تشاء , لكن عركتني الحياة , خرجت منها بدرس وحيد , ألاّ أسلم قيادة عقلي لأحد.

قلت : كأنك وحدك من تملك العقل و الحكمة ؟

= على العكس يا ولدي , فوق كل ذي علم عليم , لكنّي كنت أقف دائما بين الناس , كراقص يسير على حبل شاهق الارتفاع , لا يملك سوى عصا طويلة , يزن بها ثقل ما حوله .

  • لعلك تميل لسوء الظن بالناس ؟

= بل شك , ريبة فيما يُقال ليّ , فلمَ أصدّق رواية واحدة ؟! لا أجزم برؤية حكاها شاهد عيان على حادثة , فالحواس تخدع , الخديعة أطاحت بأبينا آدم من شاهق ..

قلت بضيق : كلامك قد يضر , يثير قلقًا , يحرّك راكدًا , فكثير من حياتنا و بالأخص حياتي أنا قائمة على شواهد أحادية , آراء جُبرت عليها .. فهل العصيان أمر مُستحب ؟ أم خطيئة واجب التكفير عنها؟! إن عصيت أكون ” شيطانًا ” رجيمًا “, تلاحقني لعنات أبويّ , و إن استجبت ركنت عقلي خلفي , أصبحت والسائمة سواء .. أي شقاء دفعني للحديث معك , ما الطريق أو كيف أوقن أن ما أسير فيه طريقاً حقاً ؟؟!!..

= بداخلك اجتمعت كافة المخلوقات النورانية منها و البائسة الملعونة , طينتك مزيج من نور و نار,

كنت أسير وراءه مسحورًا , يبهرني حديثه , كم صليّت وراءه فروضًا , أطعته في غدوه و رواحه , رددّت كل ما يقول حتى خشيت أن أُصبح ” ببغاء ” لا يتجاوز فهمه أذنيه .. فذهبت إليه بيوم ضجرًا يعلو وجهي كدر , أعلنته بمخاوفي : حياتي كلها كنت أتهيب السير وراء أحد , فكيف فعلت معك هذا ؟ كيف انسقت وراء ما أرفض ؟ ما تأثيرك هذا ؟ عرفته لم تكتمل بسمة على وجهه , لكن تلك اللحظة على ثغره بسمة اتسعت تدريجيًا حتى أضحت ضحكة سمعتها , اضطربت … مسح على رأسي , بهدوء عهدته فيه قال : لك أن تسير وراء أي نهج تراه حقًا , ثم لك أن تقف , تتلفتّ وراءك , تنفض غبار الدروشة عنك ..

= الدروشة ؟ ما تقصد ؟!

أعني أن تغتني برأي عمّا سواه , أن ترى الحق ما يُقال لك , أن تأسر نفسك وراء شيخك..

= كأنك ترفض أن أتبعك ؟

بحدة : لا تتبع أحدًا , فقط رافقه كتفًا بكتف , حبذا لو تركت بينكما فراغًا .. تلك المسافة التي تتيح لك حركة , تسمح للهواء و النور أن يخترق عقلك ..

قلت : كلامك منطقي , يدخل قلبي قبل عقلي , اعترى الشيخ غضب ماج بوجهه , أشاح بيديه قائلاً: ساذج من يؤمن دون تدبّر , سؤال لا تجب عنه الآن : من أنت ؟!

ثم انصرف و قد أتبعته بعيني حيرة تنزّلت على عقلي , من أنا ؟

صحت بسخرية سمعها المارة : أنا فلان … لكن هل للاسم معنى ؟ أم قيمة تزن صاحبها ؟ تُرى أين ذهب هذا الرجل ؟ مضى ومعه ذهبت الضحكة الصافية , بقي السؤال دون إجابة يؤرقني كل فترة , سحت في الأرض , أحمل عقلي بين كفيّ , نزعت قلبي تركت مكانه شاغراً , أقسمت أن أعرف من أنا , قسمًا أجزم أنني لن أفي به .

محمود حمدون – اسم حركي

التعليقات مغلقة.