من الحكايات التراثية “الباب”
يحكيها لكم لتحكوها لأطفالكم : سامي حنا
عاش رجل فقير وزوجته على منحدرات أحد الجبال وكان يذهب إلى الغابة القريبة مرة في الأسبوع ليجمع حطباً كوقود للطهي والتدفئة وكانت زوجته تشعر بخوف شديد عندما كان يذهب زوجها لجمع الحطب ويتركها بمفردها فدعاها تفكيرها أن تذهب معه هذه المرة ووافق وقال لها : خذي باب الحجرة في يدك ، وكان يقصد أن تغلقه لكنها فهمت قول زوجها خطئاً ونزعت الباب نفسه وحملته على رأسها .
كان زوجها قد سبقها في طريقه نحو الغابة وعندما لحقت به رأها وضحك على تصرفها الأحمق وقال لها : لا بأس من حمل الباب وترك الكوخ من دون باب حيث لايوجد شيء بداخله يغري اللصوص بسرقته .
سارا في طريقهما ببطئ شديد بسبب الباب الذي تحمله الزوجة وظلا في الطريق حتى حل المساء وأصبحت الدنيا ظلاماً فقررا أن يقضيا ليلتهما في الغابة وراحا يتسلقان شجرة ضخمة ليتخذا من أعصانها المتشابكة سريراً ليناما عليه .
لكن الزوجة وجدت صعوبة في التسلق لأنها أصرت أن تأخذ معها الباب فوق الشجرة لتجعل منه سريرا وتنام عليه ، و في هذه اللحظة سمع الرجل وزوجته أصواتاً وهرجاً وفي ضوء القمر استطاعا أن يريا بعض الرجال يتقدمون ناحية الشجرة وسرعان ما اكتشفا أنهم لصوص جاءوا ليقتسموا غنائمهم فيما بينهم .
ارتعد الرجل وزوجته خوفاً وكتما أنفاسهما خشية أن يسمعهما اللصوص الذين القوا الذهب المسروق على الأرض ليقسموه فيما بينهم ، وفي تلك اللحظة خارت قوة الزوجة وتركت الباب ينزلق من على الشجرة ، فهمس زوجها قائلاً : احذري أن تجعليه يسقط من يديك وإلا سيقتلنا اللصوص إن هم اكتشفوا مكاننا.
لكن الباب انزلق فعلاً وسقط بين اللصوص محدثاً دوياً هائلاً فوقع الرعب في قلب اللصوص من هول المفاجأة ولاذوا بالفرار كل واحد منهم في اتجاه وتفرقوا خوفاً من المفاجأة التي أزهلتهم واختفوا بعيدا وتركوا الغابة كلها .
أما الرجل وزوجته فنزلا وجمعا الذهب المسروق وسلمهاه لحاكم المدينة فأخذه منهما وأعاده إلى أصحابه وسلمهما مكافأة سخية نظير أمانتهما.وهذه كانت حكاية الباب.
التعليقات مغلقة.