من الذي إنتصر السجين أم السجان ؟ بقلم أحمد العزة
عندما سمعت خبر محاولة هروب الاسرى من السجن لم ينتابني أي شعور بالمفاجأة فمن الطبيعي والمعقول بل والمقبول ايضاً محاولة الهرب من السجن ففي دول مثل ألمانيا والنمسا والمكسيك محاولة الهروب لا تعد جرما يعاقب عليه القانون لانهم يؤكدون أن الحرية فطرة خلق الإنسان بها وبذلك فقد أعد السجن شكلا من أشكال العقاب
لكن نتائج العملية التي اطلق عليها إسم (نفق الحرية) معجزة بكل ما للكلمة من معنى وحيثياتها موقعها توقيتها جعلت من العدو اضحوكة في فم العالم بل إستنسخت نكتة هوليووديه على ارض فلسطينية محتلة وهذا ما رفع من معنويات الشعب خصوصا بعد سخرية الصحفيين والنشطاء في دولة الإحتلال من حكومتهم اذ انها تتبجح دائما بأنها التي لا تقهر وأنها التي لا تعصر وأنها التي لا تكسر وأنها لم تستطع في اعتى سجونها الامنية أن تكبح جماح ستة خيول عربية فلسطينية من التحليق عاليا في سماء الحرية بطريقة أقرب ما تكون الى الخيال .
وهذه الفرحة تحق للمستضعفين أمثالنا حتى لو تم إلقاء القبض على الأسرى فيما بعد وتحولت هذا الورقة الممزقة الى ورقة أخرى أكثر سمكاً وهيبة الا أنها ستبقى ندبة غائرة ليست بالبسيطة وليست بالعميقة لكنها مكثفة ومضحكة في آن واحد وقابلة للتحويل الى اسطورة عبر فيلم سينمائي جميل في جلسة فشار مملح وهي ايضا تشبه تماما رمي الجوكر في سلة المهملات لتقول لباقي اللاعبين انظروا فزت من دونه .
إنها ملحمة شعرية اسطورية لا تقل اهمية عن باقي العمليات الاخرى التي قاموا بها اسرانا البواسل في باستيلات العدو الصهيوني إلا ان كتابة الملعقة افضل بكثير من كتابتنا ايها الاعزاء .
تحاول اسرائيل الآن نكأ جراحها ومحاولة الهرب الى الداخل عبر بروباغندا القبض على الاسرى وفرض سيطرتها الأمنية على العقول والقلوب في حرب نفسيه اشبه ما تكون بغباء الذكي فنحن شعب نتوحد في خمس دقائق وفي السادسة نفترق لأن ما يجمعنا هي الهوية الثقافية التي تنقص دولة احتلالنا وهي بالضرورة تحتاج ان ترمم ذلك.
لم ننتصر كامل الانتصار ولم ننهزم أيضا انها اشبه بلعبة عض الاصابع لكن المفارقة الفارقة ان الاحتلال تحول مثل الطفل الصغير عجز عن العض .
ختاماً نقول للتنين الفلسطيني واخوته الكرام يكفيكَ فخرا ايها المحتد أنك قلت رغم الويل لا سنصنع معجزة ألهبت فينا الروح كالبركان من فوهة الخندق وقد شرفت بك المحاولة فقل لهم : يرضي غروري أن أحاول .
التعليقات مغلقة.